IMLebanon

الحريري ينتقد إخلال «الحلفاء».. وأزمة في التيار العوني

الحريري ينتقد إخلال «الحلفاء».. وأزمة في التيار العوني

«الحلف الثلاثي» يقبض على زحلة.. وبعلبك تُسجّل إعتراضاً على تمثيل حزب الله

مع الساعات الأولى لصباح يوم أمس، اطمأن فرسان اللوائح المشكلة من الائتلافات السياسية والحزبية الكبرى إلى فوزهم:

«لائحة البيارتة» في بيروت، الذي أدى فوزها كاملة إلى «حماية المناصفة» بين المسلمين والمسيحيين، على حدّ تعبير الرئيس سعد الحريري، وهذا هو المكسب الكبير، على الرغم من الأسئلة المفتوحة التي ترتبت عن خروج انصار «التيار الوطني الحر» عن «الشراكة الانتخابية»، والتصويت للائحة «بيروت مدينتي» في دائرة بيروت الأولى، أي الأشرفية والمدور والرميل، الأمر الذي طرح إشكاليات العمل السياسي والتحالفات الانتخابية، واحدث جرحاً يحتاج إلى وقت لشفائه ومعالجة ندوبه.

ولائحة «انماء زحلة» المكونة من أحزاب الكتائب و «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» والتي رأى في نجاحها النائب ميشال عون استعادة لزحلة إلى مساحة الوطن، معتبراً ان النتيجة تغري لأن يحصد التحالف المسيحي نتائج في سائر المدن والبلدات، حيث هناك بلديات مسيحية.

وهذا الموقف، على ما فيه من إيحاء بأن زحلة كانت وكأنها خارج الوطن، أو انها باتت في قبضة الحلف الثلاثي، وما ستجر من ردود فعل من قبل القيمين على اللائحتين المنافستين، برئاسة رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف ودعم النائب نقولا فتوش اللذين لو تحالفا، وفقاً لخبراء الانتخابات، لألحقا هزيمة ساحقة بالائتلاف الحزبي، قياساً إلى حجم الأصوات التي نالتها اللائحتان، بالنسبة إلى أصوات لائحة انماء زحلة.

وفي البقاع أيضاً، عبر نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم عن ارتياح «حزب الله» لفوز كامل أعضاء اللائحتين في مدينة بعلبك وفي بلدة بريتال، كاشفاً ان ماكينة حزب الله كان يعمل في عدادها عشرة آلاف مندوب، مهوناً من خرق حصل في ست بلديات، ومشدداً في مجال تأثير العقوبات الأميركية على أموال البلديات، على ان الحزب سيضع حداً لها، ولا علاقة للاميركيين بإدارة الدولة ولا البلديات، اما الاسلوب فهو «الطريقة السياسية الأخلاقية التي يفهمها الاميركيون»، على حدّ تعبيره.

قراءة في النتائج

ومع بدء إعلان النتائج رسمياً في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك الهرمل باقلامها ولوائحها ونسب المقترعين، انشغلت أوساط خبراء الانتخابات ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية، والسفارات العاملة في بيروت، في قراءة نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، التي جرت الأحد الماضي، والتي من شأنها، قبل اكتمالها في جبل لبنان والجنوب والنبطية والشمال وعكار، ان تضيء على المشهد السياسي والنفوذي وطبيعة التحولات والتغيرات في البيئات العائلية والطائفية، وحجم الزعامات وقدرة الحركات المدنية والمجتمع المدني وسائر ما يُطلق من تسميات على المجموعات المدنية التي أطلقت حراكاً في الشارع في الأشهر الماضية التي سبقت اجراء الانتخابات والتي حملت رموزاً من هذه الحراك على خوض هذه التجربة على أساس احتمال التغيير من الداخل:

1- لم يتمكن المجتمع المدني في بيروت وبعلبك ومدن أخرى من احداث أي خرق في هذه الانتخابات باستثناء بعض القرى في البقاع الغربي أو البقاع الشمالي، وعزت أوساط المراقبين هذا العجز إلى عاملين اثنين:

– تدني نسبة الإقبال على الاقتراع، لا سيما في بيروت.

– وتكتل الأحزاب التقليدية الكبرى بتحالفات ائتلافية تخطت معها الانتخابات السياسية لتواجه لوائح وصفت «بالمتفلتة والناقمة على السلطة»، على خلفية أزمة النفايات والفضائح وتلوث الغذاء والانترنت غير الشرعي وسوى ذلك.

2- أظهرت معركة زحلة حجم الصراع على زعامة المدينة، بين العائلات التقليدية والتجديد الحزبي، والذي أظهر ترجيحاً للقوى العائلية، على الرغم من موقف الكنيسة ونفوذ نواب المدينة المحسوبين على أحد أحزاب الائتلاف (القوات اللبنانية) بحيث أنه لو تمّ الائتلاف بين «الكتلة الشعبية» وكتلة موسى فتوش لكانت النتائج حسمت باتجاه آخر.

3- لعلّ المفارقة كانت في مدينة بعلبك حيث أن ما يزيد عن 45 في المائة من ناخبي مدينة الشمس صوّتوا للائحة المنافسة للائحة «حزب الله»، مما يعني تبدلاً في مزاج الناخب الشيعي، وخروجاً إلى المجاهرة بالاعتراض على تحكم الحزب بالقرار الشيعي.

«التمرّد العوني»

4- في التداعيات الحزبية لانتخابات بيروت، لم يكن من الممكن أمام رئيس تكتل الإصلاح والتغيير ميشال عون إلا أن يعترف بأن تمرداً حزبياً، أو ما وصفه بالانتفاضة حصل في منطقة الأشرفية، أي دائرة بيروت الأولي، قاده القيادي العوني زياد عبس في وجه تركيبة الائتلاف التي رعاها الوزير السابق نقولا صحناوي.

وفيما توعّد عون بمحاسبة أصحاب هذه «الانتفاضة»، كشف مصدر على صلة برئيس التيار الوزير جبران باسيل، أن قراراً بفصل عبس من المرجح أن يصدر عن قيادة الحزب، على خلفية خروجه على القرارات ودعم مرشحين اختياريين من خارج لائحة التيار.

كما صدر بيان عن لجنة الإعلام المركزي في التيار جاء فيه أن مفوض عام المجلس التحكيمي في التحقيقات الداخلية باشر التحقيق في ضوء المعطيات المتوافرة، وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المخالفين، بعد إحالتهم على الهيئة.

5- وستفتح هذه الحادثة الباب على مصراعيه لتتبعات وتعقبات أخرى في أحزاب وقوى، في ضوء ما ستفرزه بيانات التصويت النهائية، في ضوء معلومات عن أن بعض أعضاء بلدية بيروت الذين أبعدوا عن اللائحة تخلفوا عن المشاركة في الاقتراع.

وبالنسبة للصوت الشيعي، فإن أكثر من 73 ألف ناخب، باستثناء مناصري «أمل» عاشوا أزمة اقتراع، أو وقفوا على الحياد في ضوء موقف «حزب الله» الغامض، حيث تبين أنه لم يصوت للائحة الوزير السابق شربل نحاس أو للائحة «بيروت مدينتي».

6- ومع ذلك، سجل الاعتراض المدني حضوراً إنتخابياً لا يمكن قراءة مفاعيله قبل اكتمال المراحل الأخرى من الانتخابات.

اللجان

ولعل هذه الدينامية البلدية هي التي حفزت الرئيس نبيه برّي بترؤس جلسة اللجان النيابية المشتركة بحثاً عن قانون الانتخاب، وسط معمعة مستمرة حول أيهما يسبق الآخر: إنتخاب الرئيس أو إجراء انتخابات نيابية، وهو الموضوع الذي بحثه البطريرك الماروني بشارة الراعي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاليزيه (راجع ص2).

ومع أن ترؤس الرئيس برّي لجلسة اللجان كان مؤشراً على اهتمامه الشخصي بإنجاز قانون الانتخاب، إلا أن غياب الوزراء المختصين، حدا برئيس المجلس إلى تأجيل الجلسة إلى 19 أيار الحالي، على اعتبار أنه كان المفروض باللجان أن تبدأ بدرس مشروع القانون الذي تقدمت به حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ويقضي باعتماد لبنان 13 دائرة إنتخابية مع النظام النسبي.

وأثير في الجلسة أيضاً موضوع عديد النواب أي إعادة توزيع المقاعد النيابية، انطلاقاً من اقتراح النائب نعمة أبي نصر تمثيل المغتربين بعدد من المقاعد، وارتؤي أن هذا الموضوع مكانه الطبيعي ليس اللجان بل اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الادارة والعدل.

على أن اللافت هو إضافة اقتراح النائب سامي الجميّل المتعلق بالدائرة الفردية على جدول الأعمال الذي وزّع على النواب والذي بات يتضمن 6 اقتراحات ومشروع، بدلاً من خمسة.

مجلس الوزراء

أما بالنسبة لجلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس فقد علمت «اللواء» من مصادر وزارية ان الوزراء لم يتبلغوا أي أمر جديد يتصل بملف جهاز أمن الدولة حتى ليل أمس، وقالت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني لـ«اللواء» ان هناك تفادياً لادراج بنود خلافية على جدول أعمال مجلس الوزراء.

وأفادت المصادر الوزارية ان التوقعات بإقرار تعيينات مجلس إدارة تلفزيون لبنان كبيرة، مع العلم ان الوزراء لم يشملوا أي لائحة بأسماء مقترحة ونهائية لهذه التعيينات، أو لتعيين محافظ جبل لبنان، وأن هناك عدداً من الوزراء لم يتسنَّ له بعد دراسة بنود جدول الأعمال لتسجيل ملاحظاته حولها.

وفهم ان المجلس قد يجري تقييما للمرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية.

وعلمت «اللواء» ان وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس يلتقي اليوم الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي فيليب لازاريني ويتركز البحث على المشاريع التي قدمها لبنان حول البنى التحتية الإنمائية في مؤتمر لندن، تمهيداً للقمة الإنسانية العالمية المنوي عقدها في اسطنبول في 23 و24 من شهر أيّار الجاري.

وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللواء» انه سيعرض على مجلس الوزراء موضوع تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان، وانه يأمل ان يوافق المجلس على ذلك، وكشف انه بصدد تحضير الملف بشكل كامل، بما في ذلك نبذات عن المرشحين لرئاسة وعضوية مجلس الإدارة عازياً سبب ورود اسم أو اثنين لطوائف معينة وثلاثة لطوائف أخرى. بحسب ما تفرض أصول التعيينات، إلى عدم اكتمال التحضير لملفات المرشحين.