IMLebanon

الملك سلمان لتعزيز التسامح.. والراعي يتبنّى أسباب الإستقالة

باسيل يستبق عودة الحريري «بالتحريض الدولي».. والشَلَل يضرب الحركة الإقتصادية
تشعب المشهد السياسي أمس في غير اتجاه، وبدا انه في سباق مع الوقت، بين عودة الرئيس سعد الحريري المتوقعة بدءاً من غد الخميس إلى نهاية الأسبوع الجاري والتي أكدها في «تغريدة» له، أعقبت اللقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بطرس بشارة الراعي، الذي استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمّد بن سلمان، ومحاولة فريق داخل فريق الرئاسة الأوّلى، أخذ البلد إلى مواجهة دبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، على خلفية ما يروّج له وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والذي بدأ جولة أوروبية، قادته من بلجيكا إلى الاليزيه حيث قابل الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون، والتلويح المتسرع، بعرض القضية امام مجلس الأمن.
بدا المشهد مفتوحاً على شلل داخلي، حكومي، وعلى شلل في الأسواق وركود في الأسواق التجارية في بيروت، ومن فرن الشباك إلى الجديدة، على الرغم من تأكيد وزير الاقتصاد ان الوضع الاقتصادي ما يزال صامداً.. وسط ترقب الشارع لما سيجري، الأمر الذي دفع بصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بأن تتنبأ بأن الأزمة اللبنانية تمهّد لكارثة في الشرق الأوسط.. ووسط أسئلة ما تزال موضع انشغال دولي واقليمي، من ان لبنان «ليس بإمكانه حمل ثقل لا قدرة له عليه».
وعشية العودة المتوقعة للرئيس الحريري غرّد قائلاً: يا جماعة انا بألف خير وإن شاء الله انا راجع هاليومين، خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها المملكة العربية السعودية مملكة الخير».
ولم يكن البطريرك الراعي بعيداً عن هذه الوجهة، إذا أكّد بعد لقاء الحريري انه عائد بأسرع وقت ممكن، وقال: انا مقتنع بأسباب استقالة الرئيس الحريري كل الاقتناع.
والبارز أمس، كان استقبال الملك سلمان في مكتبه بقصر اليمامة في الرياض الكاردينال الراعي..
وجرى خلال الاستقبال (واس) استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان والتأكيد على أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.
وحضر الاستقبال الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمّد العيبان، ومعالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر بن سبهان السبهان.
وكان ولي العهد السعودي محمّد بن سلمان التقى البطريرك الراعي أمس.
في هذا الوقت غرّد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد انه على «لبنان إيقاف الشريك في الحكم من نشر آلة الإرهاب في جواره الإقليمي، حزب الله».
وفي تقدير أوساط كنسية في بكركي ان «زيارة الدولة التي قام بها البطريرك الراعي فتحت صفحة جديدة من علاقات الحوار والتعاون المسيحي – الإسلامي، مشيرة إلى ان الزيارة سوف تتابع بسلسلة من المبادرات لم تشأ الكشف عنها، وإن كانت معلومات رجحت ان يكون من بينها الإعلان عن عزم المملكة ترميم كنيسة أثرية تمّ اكتشافها وتعود لنحو 900 عام، على ان تكون هدية رمزية لحوار إسلامي – مسيحي واعد يُعيد تصويب البوصلة.
وكشفت هذه الأوساط، ان الراعي سلم العاهل السعودي مذكرة تمحورت حول موضوعي حوار الحضارات والتعاون المسيحي – الإسلامي وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة ومحاورها وحروبها.
وبالنسبة إلى الوضع الداخلي، أوضح بيان صدر عن المركز الكاثوليكي للاعلام، ان الزيارة خلصت إلى دعوة ملحة لكل الأطراف اللبنانيين إلى التهدئة وتغليب منطق الحوار والتفاهم والتمسك بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان، وهذا ما أثاره البطريرك الراعي مع المسؤولين السعوديين الذين التقاهم، معتبراً ان عودة الحريري ضرورة لاستئناف البحث مع رئيس الجمهورية ومجلس النواب وسائر القيادات في كيفية معالجة أسباب الاستقالة، وتجديد التزام المملكة بالعلاقات التاريخية القائمة مع لبنان، وتأكيدها دعم اللبنانيين من دون تفرقة، ووضع امكاناتها في سبيل مساعدة لبنان، بحسب ما جاء في البيان، الذي أشار إلى إيجابية الموقف السعودي تجاه القضايا التي طرحها الراعي، والت يتجلت بالحفاوة التي احاط بها المسؤولون السعوديون الزيارة.
اما لقاء الراعي – الحريري الذي تمّ في مقر إقامة البطريرك الماروني في قصر الضيافة، فقد استغرق قرابة نصف ساعة، وصفه الراعي بأنه كان جيداً.
ومساءً غادر الراعي الرياض بعد نزهة سياحية ثقافية، متوجهاً إلى روما، وقد توقفت طائرته في مطار بيروت لبعض الوقت، حيث نزل منها المطرانان بولس مطر وبولس عبد الساتر اللذان رافقاه في الزيارة، إضافة إلى الوفد الإعلامي، فيما تابع طريقه بعد ذلك على متن طائرة ثانية.
نفيان
في إطار متصل، نفى علي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، ان يكون قد وجه تهديداً للرئيس الحريري، باعتباره انه كان المسؤول الإيراني الذي التقاه قبل يوم على إعلان استقالته.
وقال ولايتي في مؤتمر صحفي يقام في إيران ان الحريري ذكر في مقابلته التلفزيونية الأخيرة انه توجه الى ولايتي بالدعوة لعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، مضيفاً هو (أي الحريري لم يقل هكذا ابدا).
وقال: نحن لم نهدد الحريري وبحثنا القضايا الراهنة في المنطقة، وقال: أراد الحريري ان يقوم بنوع من الوساطة بين إيران والسعودية.
ورد المكتب الاعلامي للرئيس الحريري على ما ادلى به ولايتي موضحاص:
اولا: لم يعرض الرئيس الحريري التوسط بين اي بلد وآخر، بل عرض على ولايتي وجهة نظره بضرورة وقف تدخلات ايران في اليمن كمدخل وشرط مسبق لأي تحسين للعلاقات بينها وبين المملكة العربية السعودية.
ثانيا: كرر الرئيس الحريري بإصرار أن هذه وجهة نظر شخصية ورأي خاص به.
ثالثا: وعندما جاء جواب ولايتي انه يرى الحوار حول الأزمة اليمنية مدخلا جيدا لبدء الحوار بين ايران والمملكة، اجابه الرئيس الحريري: «لا. اليمن قبل الحوار. رأيي ان حل المشكلة في اليمن هو المدخل الوحيد قبل بدء اي حوار بينكم وبين المملكة».