IMLebanon

حزب الله يمهّد لفتح الحدود و إسقاط الـ1701

حزب الله يمهّد لفتح الحدود و إسقاط الـ1701
عون يتجه لإستدعاء السفيرة الأميركية.. والحريري «يبقّ البحصة» الخميس 

مَنْ يدفع لبنان ليكون ساحة مقاومة، أو جبهة الجنوب هي بوابة المواجهة مجدداً؟
بعد الرسالة الأولى التي وجهها السيّد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدء الإجراءات لنقل السفارة الأميركية إليها.
وضع في خطابه امام التظاهرة الحاشدة التي نظمها الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية خطة للمواجهة على المستويات كافة، داعياً الفلسطينيين لتوفير الغطاء بإجراءات تبدأ بوقف التفاوض مع الإسرائيليين برعاية أميركية، واشتراط والذهاب إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة على كامل الأراضي الفلسطينية، وقال: هذا هو الرد الكبير والحقيقي، وهذا من مسؤولية الفلسطينيين بالدرجة الأولى وعلى كل العالم العربي والإسلامي ان يقف إلى جانبهم وأن يساندهم.
ودعا السيّد نصر الله «السلطة الفلسطينية» ودولاً عربية وإسلامية إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، وإلى وقف عملية التفاوض ما لم يرجع ترامب عن قراره.
وذهب السيّد نصر الله أبعد من ذلك، عندما اعتبر في التظاهرة ان «قرار الرئيس الأميركي هو بداية النهاية لإسرائيل».
وقال ان ما سماه «محور المقاومة» «يكاد ينهي معاركه في الإقليم، وبالتالي سيعود ليعطي وقته للقدس وفلسطين والشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، بكل فصائلها.. وأن حزب الله سيقوم بمسؤولياته كاملة».
وأكد: القدس التي لن نتخلى عنها، القدس التي يقول عنها الشعب الفلسطيني، ويجب ان تردّد كل الشعوب معه «على القدس راحين شهداء بالملايين»..
ما قيمة هذه المواقف، في هذه اللحظة البالغة التعقيد في المنطقة، في ظل الإعلان الروسي عن بدء الانسحاب من سوريا، ودعوة الأميركيين لحذو حذوهم بالانسحاب، وتعهد الفصائل المسلحة العراقية بطرد الأميركيين من العراق؟
الأوساط السياسية والدبلوماسية تنظر بقلق لمسار التطورات المقبلة، ولا تخفي خشيتها من تحويل الجنوب مرّة جديدة لساحة مواجهة مفتوحة مع إسرائيل..
وما يعزّز هذه المخاوف ما يجري تداوله في «الغرف الحزبية المغلقة» من ان قرار الحزب لا رجوع عنه «قدر الله ان فلسطي سوف تتحرر».
وهذا يعني الايذان ببدء المواجهة أو «الحرب المفتوحة» مع إسرائيل، وعلى لبنان، أو حكومة استعادة الثقة «ترتيب الوضع على هذا الأساس».
ويحزم مصدر مقرّب من الحزب (منال زعيتر، ص3)، ان الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي «موافقان على كل ما يراه السيّد مناسباً لاستعادتها».
ويصف المصدر عينه خطاب السيّد نصر الله بأنه «علم وخبر» للدولة اللبنانية بأن الحزب ذاهب «الى مواجهة مفتوحة مع العدو الإسرائيلي».
ووفقاً للمصدر عينه فإن «حزب الله» بالتعاون مع كل محور المقاومة سوف يموّل حركات المقاومة في فلسطين مادياً وعسكرياً عبر كل المنافذ الحدودية العربية مع فلسطين المحتلة بما فيها الجنوب اللبناني».
وإذا كان الرئيس عون، وفقاً للمصدر القيادي في حزب الله، يستدعي السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيث ريتشارد لتسجيل اعتراض لبنان الرسمي على قرار ترامب الاعتراف بالقدس، فإن من تداعيات التوجه إلى «الانخراط بالمواجهة المفتوحة» سقوط القرار 1701 والنأي بالنفس، العودة إلى مفاعيل قرار مجلس الوزراء في 5 ك1 الجاري حول التزام الحزب مع سائر مكونات الحكومة السير بالابتعاد عن الخلافات العربية وأزمات المنطقة.
الحريري يبق البحصة
من المتوقع أن يتناول الرئيس الحريري هذه المواقع في المقابلة التي سيجريها في برنامج «كلام الناس» الخميس المقبل، وتوعد «ببق البحصة» حيث يفترض أن يسمي الأشياء بأسمائها للذين طعنوه بالظهر خلال الأزمة الحكومية الأخيرة، مشيراً إلى أن هناك من أراد ان يستغل علاقاتنا المميزة مع المملكة العربية السعودية للإساءة اليه شخصياً، وأن هناك احزاباً سياسية حاولت أن تجد مكاناً لها في هذه الأزمة من خلال الطعن بالظهر، لكنه قال انه سيتعامل مع هذه الحالات كل حالة على حدة، بما يعني ان هناك اكثر من حالة واحدة، في إشارة ربما يكون المقصود بها حزب «القوات اللبنانية» وجهات أخرى معروفة بالاسم أيضاً.
وأضاف، خلال استقباله مساء أمس في «بيت الوسط» حشداً كبيراً من منسقية بيروت في تيّار «المستقبل»: «هؤلاء حين كانوا يرددون مواقف تحد لـ«حزب الله» وسياسة إيران ظاهرياً، فهم كانوا يتهجمون مرّة على الحزب وعشرين مرّة على سعد الحريري، وكانوا يدعون انهم يستكملون مسيرة رفيق الحريري، وكان ذلك بمثابة اكبر عملية احتيال علينا جميعاً».
وشدّد الحريري على أن الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة إلينا، كما هي بالنسبة الى البلد ككل، ولذلك علينا أن نعمل بجهد كفريق واحد ومتماسك لاستكمال مسيرة رفيق الحريري التي هي مسيرة البناء والنهوض والتطور بالبلد».
وبالنسبة لعلاقته بـ«حزب الله»، أشار الحريري إلى انه كان واضحاً في كل مواقفه السياسية، لقد قلت أن هناك ربط نزاع بيننا وبين «حزب الله»، فلا هم سيوافقوننا على سياستنا الإقليمية والدولية، ولا نحن على استعداد لأن نتوافق معهم بمواقفهم الإقليمية والدولية، لذلك، فان كل قرار نتخذه هو لمصلحة البلد والناس، ولكي لا يدفع الشعب اللبناني ثمن التصادم السياسي والذي لا جدوى منه، في ظل ما يجري حولنا من حروب وحرائق.
مجلس الوزراء
وكان الرئيس الحريري الذي عاد لمزاولة نشاطه العادي في السراي الحكومي، أمس، والتي غاب عنها منذ الثالث من الشهر الماضي، قد انكب على تسيير شؤون البلاد والعباد، والتحضير لجدول أعمال جلسة مجلس الوزراء.
وعلمت «اللواء» أن جدول أعمال الجلسة الذي سيوزع على الوزراء اليوم تجاوزت بنوده الـ160 بنداً، مع إمكانية إضافة العديد من البنود المتراكمة منذ آخر جلسة انعقدت في 2 تشرين الثاني الماضي.
وأشارت مصادر في رئاسة الحكومة، إلى أن الجدول الجاري تحضيره هو جدول دسم بكل بنوده دون استثناء.
خصوصاً تلك المتعلقة بمواضيع تتصل بهبات ومساعدات لبعض المدن والقرى والتي تعتبر ضرورية لانمائها، والتي قد يصبح من الصعب الاستفادة منها في العام المقبل، ويحضر النفط على جدول أعمال الجلسة التي لم يحددها موعد إلى بعد .
جولة «العصائب»
ولم تستبعد المصادر الوزارية، ان يثير الرئيس الحريري وعدد من الوزراء خلال الجلسة، والتي يبدو انها ستكون حافلة، ما حدث من خرق على الحدود الجنوبية من خلال جولة الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» العراقية على الخزعلي، والتي اعتبرها الرئيس الحريري بأنها «خرق فاضح للقوانين اللبنانية من خلال التدخل بشؤون لبنانية داخلية، ولا تخدم لا الدولة اللبنانية ولا البيان الوزاري الذي صدر عن الأخيرة لمجلس الوزراء والمتعلق بموضوع النأي بالنفس.
واعتبر الحريري، في دردشة مع الصحافيين، لدى مغادرته مقر المجلس الاقتصادي – الاجتماعي، ان ظهور عناصر مسلحة أمر مسيء للدولة، ويجب على القوى الأمنية ان تتصرف بشكل حازم في هذا الموضوع.
وقال: «نحن لسنا في «جمهورية الموز»، نحن دولة، ومن يخرق فيها القانون عليه ان يدفع ثمن ذلك».
ومن جهته، أبلغ نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسّان حاصباني «اللواء» ان وزراء «القوات اللبنانية» سيثيرون في الجلسة موضوع زيارة الخزعلي للحدود الجنوبية، باعتبارها سابقة قد تفتح الباب أمام ميليشيات أخرى غير لبنانية للقدوم إلى لبنان بذريعة مواجهة إسرائيل، خاصة بعد قرار الرئيس الأميركي حول القدس، معتبراً ان هذا الأمر يفتح على لبنان مشكلات كبيرة لا يحتملها في هذه الظروف.