IMLebanon

برّي وجنبلاط: تنسيق لمواجهة التفرُّد في إدارة الدولة

برّي وجنبلاط: تنسيق لمواجهة التفرُّد في إدارة الدولة
عون يوقِّع دعوة «الهيئات الناخبة».. والنفايات تجتاح شواطئ كسروان 
تزاحمت الملفات والمواقف قبل ساعات من زيارة الرئيس ميشال عون التي تبدأ اليوم إلى دولة الكويت وتختتم غداً، وسفر الرئيس سعد الحريري إلى منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا.
فلم يعد الحدث توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، أو البحث عن مخرج لأزمة مرسوم الأقدمية، عبر حركة النائب وائل أبو فاعور بين عين التينة والسراي الكبير، بل ما هو أبعد من الاشتباك بين الرئاستين الأولى والثانية، في ظل متابعة أميركية لمزاعم تتهم «حزب الله» بتمويل أنشطة بالاتجار بالمخدرات وتبييض الأموال، حيث وصل إلى بيروت، على رأس وفد مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب والجرائم المالية مارشال بيلينغسليا في زيارة تستمر يومين.
وفور وصوله زار برفقة سفيرة بلاده في بيروت اليزابيث ريتشارد قصر بعبدا، والتقى الرئيس عون بحضور وزيري المالية علي حسن خليل والعدل سليم جريصاتي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وللغاية نفسها زار مارشال الرئيس الحريري، على ان يلتقي سلامة اليوم.
ووفقاً للناطقة باسم السفارة الأميركية في بيروت رايتشل بكيسكا أن زيارة المسؤول الأميركي ترمي إلى تشجيع السلطات اللبنانية والسلطات النقدية التي تعتبر شريكة أساس في مجابهة تمويل الإرهاب، على بذل الجهود لحماية المالية اللبنانية والعالمية من إساءة استخدامها من قبل «ارهابيين» (والتعبير للناطقة الأميركية).
ونفت الناطقة الأميركية ما شاع عن زيارة لوفد أميركي حول التزام لبنان تطبيق عقوبات على «حزب الله».
وأفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية أن الرئيس عون أبلغ بيلينغسيا أن لبنان يُشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة إلى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة، وشدّد الرئيس عون على أن المؤسسات الأمنية اللبنانية ساهرة على ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة بعد الهزيمة التي ألحقها الجيش بتنظيم «داعش» في الجرود اللبنانية، وأن العمليات الامنية الاستباقية أثبتت جدواها.
ووسط أجواء الاستحقاقات الانتخابية والدولية والتحضيرات للمؤتمرات، سواء مؤتمر روما أواخر شباط، أو باريس، الأوّل المتعلق بدعم الجيش والثاني دعم اقتصاد لبنان، لا سيما في ظل تداعيات أعباء النزوح السوري، احتدم الموقف السياسي في البلاد، حيث بدا أن الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط يرفعان الصوت بوجه العهد وفريقه الوزاري والاستشاري.
فرئيس المجلس أعلن على حسابه على الفايسبوك ان «الذي يطبق اليوم على اللبنانيين هو: اللاطائف واللادستور».
ولم يتأخر ليلاً النائب جنبلاط عن التغريد: «كفى تلاعباً بمصير النّاس. أن الفئة الرابعة والثالثة والثانية لا تخضع للتوازن الطائفي. أن قرار مجلس الوزراء عن الخدمة المدنية مخالف للدستور. وكفى تطويعاً انتخابياً في الجيش والأمن الداخلي».
ويأتي موقف جنبلاط بعد زيارة النائب أبو فاعور إلى السراي الكبير، حيث بحث في موضوع مرسوم الاقدمية.
وقال: «حتى اللحظة، يبذل الرئيس الحريري جهوداً مكثفة في هذا الأمر للتوصل إلى نتيجة، وواقع الأمر انه، إلى حدّ ما، إذا توافرت النية السياسية لإيجاد علاج فانه يمكن إيجاد الأفكار الخلاقة التي تخرجنا من هذا المأزق».
على أن الموقف الذي أبلغه الرئيس عون لوفد المجلس الماروني العالمي برئاسة الوزير السابق وديع الخازن أدرج في إطار الرد على ما يحصل من حملات، ووصفته مصادر مقرّبة من رئيس الجمهورية انه واضح (الموقف) ولا يحتاج إلى اجتهاد أو تفسير «وكلام الرئيس يغني عن أي ردّ آخر».
فقد أبلغ عون الوفد الماروني أن بعض ما نشهده اليوم من مواقف سياسية وحملات مبرمجة، هدفه الضغط لوقف المسيرة الإصلاحية.
ورأى الرئيس عون أن ما من أحد يجب أن يقبل أن يكون فوق سلطة القضاء ويرفض الاعتراف بقراراته وأحكامه، لأن ذلك من شأنه أن يقوّض سلطة الدولة ويقضي على ثقة المواطنين بها وبأحكامها ويصبح اللجوء إلى شريعة الغاب الخيار البديل، وهذا ما لا يمكن ان نسمح به مهما كانت ردود الفعل، لا سيما تلك التي تتم غب الطلب وكلما دعت الحاجة.
وفي السراي الكبير، تابع الرئيس الحريري التحضيرات للملف الذي سيحمله إلى منتدى دافوس الاقتصادي اليوم.
فهو التقى سفير المانيا مارتن هاث، وعرض معه تحضيرات زيارة الرئيس الالماني إلى لبنان الأسبوع المقبل.
كما استقبل الرئيس الحريري المنسقة الخاصة للامم المتحدة بالانابة في لبنان Pernille Dhler Kardel وبحث معها في الاوضاع العامة واخر المستجدات في لبنان والمنطقة.
بعد اللقاء قالت كارديل: كان لي لقاء مفيد وبناء مع الرئيس الحريري وقد بحثنا في التحضيرات لمؤتمر روما المقبل الذي يهدف الى تأمين الدعم الدولي للمؤسسات الامنية اللبنانية، واهمية تقويتها. كما تطرقنا الى المتغيرات الاقليمية الجارية حول لبنان والتي تؤثر عليه.
برّي: لا للتفرد
ووصفت مصادر نيابية مقربة من عين التينة كلام برّي حول «اللاطائف واللادستور» بأنه بداية جدية لرفع الصوت، لمواجهة ما يُمكن وصفه بجرس إنذار، من الإصرار على سياسة التفرد وإدارة الظهر، معتبرة ان عهد الرئيس عون بعد مضي أكثر من سنة على بدايته سيكون الخاسر الأكبر.. محذرة من عدم التفاهم على حلول «لا غالب ولا مغلوب».
وكتبت N.B.N (الناطقة بلسان الرئيس بري) ان موقفه يؤسّس إلى مرحلة مواجهة مفتوحة، وهو الأمر الذي بحثه مع النائب أبو فاعور موفداً من جنبلاط، لجهة استسهال القفز فوق الطائف أو الشوائب القانونية التي تعتور مرسوم الاقدمية.
في هذه الاثناء، غمزت قناة «OTV» من قناة عين التينة عندما وصف استدعاء اعلامي إلى قصر العدل بأنه «جريمة ثقافية في حق الحرية».
قمّة الكويت
واليوم، يبدأ الرئيس عون زيارة رسمية إلى الكويت تلبية لدعوة من أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر على رأس وفد وزاري أمني إنمائي وإداري تستمر يومين يجري خلالها محادثات تتناول سبل تعزيز العلاقات اللبنانية – الكويتية وتطويرها في الجالات كافة. كما ستتاول المحادثات لمواضيع التي تهم البلدين، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية الراهنة.
وإلى المحادثات مع أمير دولة الكويت، ستكون لرئيس الجمهورية لقاءات مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الوزير السابق عبد الوهاب احمد البدر ومدير عام الصندوق الكويتي العربي السيّد عبد اللطيف يوسف الحمد.
وسيلتقي الرئيس عون أبناء الجالية اللبنانية في الكويت خلال لقاء حاشد دعا إليه القائم بالأعمال اللبناني.
ووصف الرئيس عون عشية زيارته مواقف أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد، تجعل الكويت قريبة جداً في الدول الشقيقة والصديقة على حدّ سواء.
ورأت مصادر مقربة من بعبدا أن هناك العلاقات رهانا على لعب الكويت الدور في مجال العلاقات بين لبنان وأشقائه موضحة، أن زيارة الرئيس عون إلى الكويت ستناقش هذه المسألة، متحدثة عن مكانة خاصة للبنان لدى الكويت.
توقيع مرسوم
دعوة الهيئات الناخبة
وقبيل سفره إلى الكويت، وقع الرئيس عون بعد ظهر أمس مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب. وحمل المرسوم الرقم 2219 تاريخ 22 ك2/ 2018، وذلك بعد توقيع الرئيس الحريري والوزير نهاد المشنوق (راجع ص 2).
وتبدأ عمليات الاقتراع للمغتربين في الدول العربية في 27/4/2018 وفي دول العالم الأخرى في 29/4/2018 وفي لبنان في 6/5/2018، على ان يقترع الموظفون المدعون للمشاركة بالعملية الانتخابية في 3/5/2018.
وسارع الوزير المشنوق إلى التعليق مغرداً: لبنان ينتخب لم يعد شعارا بل أصبح منذ اليوم واقعا وحقيقة، والعام 2018 سيكون عام تجديد الديمقراطية في عروق لبنان. توقيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مرسوم دعوة الهيئات الناخبة هو أبلغ رد على كل الشكوك والشائعات، وتأكيد على أن الانتخابات ستجري في مواعيدها الدستورية، وأن لا رجوع عن الالتزام بإجرائها».
النفايات تجتاح شواطئ كسروان
وفي خضم جرائم «العنف الاسري» التي ضربت بيروت والجنوب، عبر قتل الرجال النساء بدم بارد، تعرّضت شواطئ كسروان لكارثة بيئية، حيث اجتاحت النفايات المنطقة، ضاربة بعرض الحائط الخطط والقرارات المتخذة لمعالجة الأزمات البيئية.
وتسببت العاصفة بهذا المشهد البيئي الكارثي، الذي أعاد فتح كيفية إدارة ملف النفايات.. بعدما اجتاحت النفايات شاطئ كسروان الممتد من نهر الكلب وصولاً إلى معمل ذوق مصبح.. وأعلن الرئيس الحريري توجيهاته للهيئة العليا للاغاثة للتحرك بسرعة لمعالجة المشكلة، وطالب مجلس الإنماء والاعمار بوضع تقرير وتحديد المسؤوليات.
وطالب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل باستقالة وزير البيئة طارق الخطيب، مهددا بالذهاب إلى القضاء الدولي.
وأوضح مجلس الإنماء والاعمار إلى ان المشكلة سببها المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات والتي لم تقم بعض البلديات بإزالتها قد وصلت إلى مجرى نهر الكلب ومن ثم إلى مصبه عند شاطئ كسروان، وقذفها الموج إلى المنطقة المحاذية لمصب النهر».