IMLebanon

تفاهمات ما وراء الأكمّة تخلط تحالفات السلطة .. والوجع يتصاعد!

تفاهمات ما وراء الأكمّة تخلط تحالفات السلطة .. والوجع يتصاعد!
برّي لـ«اللواء»: موقف باسيل يؤدّي إلى التوطين.. والقوات و«المستقبل» يلتقيان في بعلبك – الهرمل

مفتاح نجاح لوائح «الثنائي الشيعي» كثافة التصويت حسب الرئيس نبيه برّي، الذي ينتظر كما ينتظر اللبنانيون انقشاع الغيم الانتخابي، والتهديدات المتبادلة في المنطقة، لمعرفة الخيط الأبيض من الأسود، عندها يمكن ان يُبنى على الشيء مقتضاه، فلا يكهرب الجو في جلسة مجلس الوزراء، حيث يحضر بقوة ملف الكهرباء غداً في بعبدا، ولا يغيب علي حسن خليل وزير المال عن مؤتمر روما، أو مؤتمر سيدر، أو بروكسيل «فلا عين تشوف ولا قلب يوجع».
وفي موسم «الوجع الانتخابي» أو الدلع الانتخابي، سواء بالانسحاب من «ساحة الوغى» حيث سجل انسحاب 7 مرشحين أمس، بينهم اثنان من دائرة بعلبك – الهرمل لمصلحة «حزب الله» أحدهما شيعي (مسعود البزال) والثاني كاثوليكي (يوسف روفايل)، واختصار تسجيل اللوائح على سبع، ليتسنى لرؤسائها واعضائها خوض الانتخابات، مع العلم ان مهلة التسجيل قانوناً تنتهي الاثنين المقبل في 26 آذار الجاري.
ومن معالم الحراك الائتلافي، ما يمكن وصفه بتفاهم اولي بين تيّار المستقبل وحزب القوات اللبنانية على توحيد الجهود لاحداث خرق ولو بواحد (يكون شيعياً) في دائرة بعلبك – الهرمل.
إرباك انتخابي
وهكذا، فلا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات النيابية، على بعد ما يقرب من ستة اسابيع من موعد الاستحقاق الانتخابي في 6 أيّار، في ظل جو الهستيريا الذي فرضه القانون الانتخابي الجديد، في ما يتعلق بـ«هوس» الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي، الذي اجبر الجميع على إعادة خلط اوراقهم وحساباتهم وتبديل شكل لوائحهم بما يؤمن لهم الحاصل الانتخابي، ولو على حساب كل التفاهمات السياسية السابقة.
ولعل الرئيس ميشال عون، ادرك ابعاد هذا الإرباك السائد لدى جميع القوى السياسية، معرباً عن أمله خلال استقباله وفداً من بلدة رومية في المتن، ان يحافظ المواطنون في الانتخابات المقبلة على هدوئهم، لأن ليس من ربح أو خسارة في هذه الانتخابات لا بل انها تؤدي إلى اختيار الأكثرية التي عليها في المقابل ان تلتزم بمصلحة النّاس، والا فإنها ستدفع ثمن عدم التجديد لها في المستقبل.
ورأى الرئيس برّي في لقاء موسع شارك فيه أكثر من 300 ناشط واعلامي من ناشطي شبكات التواصل الاجتماعي ومديري المواقع الإخبارية الالكترونية ومندوبي وسائل الإعلام في دارته في المصيلح، ان ما يُحكى عن خرق واضح للوائح الأحزاب في انتخابات بعلبك – الهرمل، بأنه «أمر طبيعي في كل دائرة ان يأخذ التنافس مداه»، وقال: «اذا استطعنا نحن وحلفاؤنا في «حزب الله» ان نمنع هذا الشيء فسنمنعه طبعاً في الصندوق».
لكن برّي لم يوفّر في المواقف التي أطلقها أمس، لا «التيار الوطني الحر» في ما يتعلق بموضوع الكهرباء، ولا الوزير جبران باسيل، بما يتعلق بموضوع اللاجئين الفلسطينيين، أثناء مشاركته في مؤتمر للاونروا في روما، إذ لاحظ رئيس المجلس، ان الكهرباء وهي التي تكهرب الجو السياسي في البلد، مع ان ألف باء الحل يكون بتطبيق القوانين، وقال:  «المطلوب تعيين مجلس ادارة لإدارة الكهرباء والوزير هو وزير وصاية وليس «انت تعمل كل شيء وتدير كل شيء». .. وعندما نرى ان هناك هدرا ولا اريد ان اقول كلاما اكبر، قطعا سنعارض، وإذا ما اتخذ القرار غصبا عنا فليتخذ».
وعن موقف باسيل في موضوع اللاجئين الفلسطينيين، قال الرئيس بري رداً على سؤال لـ«اللواء»: «هناك دستور وهناك اتفاق الطائف، والدستور يقول لا للتوطين، ومثل هذا الكلام يؤدي الى التوطين وهو مرفوض دستوريا».
واعتبر أن «الواقع الوحيد لعدم حصول الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، خصوصا في بداية عصر النفط، إذا صح التعبير، هو المقاومة. وقال: على لبنان حوالى 80 مليار دولار دين، فوضعنا المادي على ما هو معلوم، والامل الوحيد بسداد مثل هذه الديون هو الموضوع النفطي».
تحالف «المستقبل والقوات»
في هذا الوقت، بدأت تتشكل لوائح دائرة بعلبك – الهرمل (عشرة مقاعد)، التي ستتواجه مع لائحة «حزب الله- حركة امل- الحزب القومي»، وتوصل «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» امس، الى اتفاق على التعاون الانتخابي في بعلبك –الهرمل خلال لقاء ضم الوزير غطاس خوري ووزير الاعلام ملحم رياشي، وتستمر المفاوضات للبحث في تحالف انتخابي في البقاع الغربي وعكار وصيدا- جزين وحاصبيا- مرجعيون وبعبدا وقضاء الكورة.
وعلمت «اللواء» انه تم الاتفاق بين الجانبين على تشكيل معظم اعضاء لائحة مشتركة بينهما في بعلبك – الهرمل مع بعض المستقلين والمجتمع المدني، ورجحت المعلومات إعلان اللائحة خلال هذا الاسبوع.
وذكرت مصادر متابعة للاتصالات بشأن تشكيل «لائحة المستقبل- القوات» انها باتت حتى الان تضم: عن «تيار المستقبل»: حسين صلح وبكرالحجيري (سنة) ومحمد الحاج سليمان (شيعي) اما عن «القوات» فسيكون مرشحها على اللائحة انطوان حبشي عن المقعد الماروني، والحليف سليم كلاس عن المقعد الكاثوليكي.
ومن المرشحين الشيعة المستقلين، النائب السابق يحيى شمص، وغالب ياغي ومحمد حمية وخضر طليس. وتوقعت مصادر «القوات» بت اسم المرشح الشيعي السادس نهائيا خلال يومين على ابعد تقدير.
طرابلس
وفي طرابلس، يواصل رئيس «تيار الكرامة» الوزير السابق فيصل كرامي اتصالاته لاقفال اللائحة قبل الخامس والعشرين من الشهر الحالي كما يقول لأنصاره وماكينته الانتخابية، علما ان الثابت في لائحته حتى الان: عن طرابلس فيصل كرامي وممثل جمعية المشاريع طه ناجي، والدكتورايمن عمر، واحتمال كبيربضم الدكتور صفوح يكن(عن المقاعدالسنية) ورفلة دياب عن المقعد الارثوذوكسي (تيار مردة)، ومن الضنية جهاد الصمد، ومن المنية عادل زريقة، وتجري الاتصالات لضم بقية المرشحين عن السنة في طرابلس مع سالم يكن وعبد الناصر المصري وناريمان الجمل، وكذلك الامر بالنسبة للمرشح العلوي حيث يجري البحث باختيار واحد من ثلاثة اسماء. وقالت مصادرماكينة كرامي: ان الاسماء كلها في جيبه وهو يتكتم عليها.
أما التحالف القواتي- الاشتراكي في الشوف- عاليه، فقد تُكرّس في زيارة النائب أكرم شهيب لرئيس «القوات» سمير جعجع في معراب مساء أمس في حضور المرشح عن المقعد الدرزي في بعبدا هادي أبو الحسن، ومسؤول المالية والانتخابية في الحزب الاشتراكي هشام ناصر الدين.
وأفاد موقع «القوات» ان المفاوضات بين «القوات» وتيار «المستقبل» انتهت إلى عدم اتفاق في كل الدوائر باستثناء بعلبك – الهرمل نظراً لظروف الموضوعية  لهذه الدائرة، وفي دائرتي الشوف- عاليه وبعبدا حيث سهل «الحزب الاشتراكي» التفاهم بين الأحزاب الثلاثة.
وفي المعلومات موقع «القوات» أيضاً ان «المستقبل» سيبقى مقعداً أرثوذكسياً فارغاً في عكار إذا ارتأت «القوات» ان في هذه الخطوة فائدة لها، فيما التحالف في الدائرة المسيحية الشمالية سيكون بين «المستقبل و«التيار الوطني الحر»، وكذلك الأمر في زحلة والاشرفية ودوائر أخرى.
واما في دائرة مرجعيون – حاصبيا فترك «القوات» و«المستقبل» للمسؤولين في الحزبين التصرف وفق ما يراه كل منهما مناسباً.
انسحابات
وعلى صعيد الانسحاب، أعلن أمس كل من يوسف روفايل ومسعود البزال ومرشح الحزب القومي عيد مطر انسحابهم من الانتخابات في بعلبك- الهرمل لمصلحة لائحة «امل» وحزب الله، في حين زار كل من المرشحين عن المقعد السني في البقاع الغربي- راشيا، الدكتور محمّد فرحات، والمرشح عن المقعد السني في عكار الدكتور جمال جنيد، والمرشح عن نفس المقعد في ذات الدائرة مصطفى العلي، «بيت الوسط» مساء أمس واعلنوا في حضور الرئيس سعد الحريري انسحابهم لمصلحته في الدائرتين المذكورتين.
وفي بيروت الثانية، أعلن رئس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي لائحة غير مكتملة عنوان «لبنان حرزان» وضمت إلى مخزومي كلا من: معروف عيتاني، رنا شميطلي، محمود كريدية، وسعد الدين حسن خالد وعصام برغوت عن المقاعد السنية، ونديم قسطة (عن المقعد الانجيلي) ويوسف محمّد بيضون (عن المقعد الشيعي) خليل برمانا (عن المقعد الارثوذكسي) وزينة منذر (عن المقعد الدرزي).
ولوحظ ان المقعد الشيعي الثاني ترك شاغراً.
تريث القضاء
وفيما كان تلويح الجسم القضائي بالاعتكاف أمس احتجاجا على الانتقاص من حقوقه في موازنة 2018، لا سيما في ما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب وصندوق التعاضد، يُهدّد مستقبل الانتخابات النيابية، قرّر مجلس القضاء الأعلى إعطاء فرصة للمسؤولين لمعالجة قضيتهم، ورأى، في بيان ان «الاعتكاف في خضم السنة القضائية في ظل الظروف الراهنة يلحق الضرر بالمواطن، ولن يؤدي إلى نتيجة، معولا على حكمة رئيس الجمهورية وارادته المتجهة إلى تحصين القضاء، وعلى الرئيسين برّي والحريري، وقال انه «ينتظر ان تثمر جهودهم مبادرة تشعر القضاء بأن مطالبهم تلقى اذانا صاغية».
ونفى المجلس ان يكون القضاة الذين اعتكفوا أمس عن الجلسات قد تمّ بناء على دعوة منه، علما ان حوالى 250 إلى 300 قاض التزاموا بقرار مجلس القضاء الأعلى الذي صدر الأسبوع الماضي، ودعا إلى اعتكاف القضاة بدءا من 19 الجاري، فتوقفوا عن عقد جلسات التحقيق والمحاكمات في كل الدوائر المدنية والجزائية، وكذلك امتنع المساعدون القضائيون عن استقبال الدعاوى.
مجلس الوزراء
إلى ذلك، يتوقع ان تحضر نتائج مؤتمر روم- 2 على طاولة مجلس الوزراء الذي تقرر ان ينعقد قبل ظهر الأربعاء في بعبدا، بدلا من اليوم الثلاثاء، بسبب ارتباط الرئيس الحريري وعدد من الوزراء بحضور منتدى، المال والأعمال والتنمية الاقتصادية المستدامة للبنان في فندق فينيسيا، بعدما كان حضر في اللقاء الذي جمع الرئيس عون بوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي اطلعه على مقررات روما- 2 حيث أثبت المجتمع الدولي فعلاً ضمانته وحمايته لاستقرار لبنان، واعتبار هذا الاستقرار جزءا من الاستقرار الدولي».
الموازنة
وعلى صعيد آخر، يدخل اليوم مجلس النواب دستوريا، عقده العادي الاول الذي يبدأ مع اول ثلاثاء تلي الخامس عشر من آذار، ويستمر حتى نهاية شهر ايار – ما يعني سقوط مرسوم الدورة الإستثنائية التي افتتحها رئيس الجمهورية وهو ما كان وراء ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري «لزوم ما لا يلزم» ، واستكمالا تابعت لجنة المال والموازنة مناقشة واقرار موازنة 2018، على ان تنتهي حسب الجدول في 24 من الشهر الحالي، وتقر لاحقا قانون الموازنة – اي المواد القانونية – وثم يعد رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان تقريره – الذي نوه بالحضور الملحوظ للنواب عكس الجلسة الآولى –  ويرفعه الى رئيس مجلس ، الذي وعد بتحديد جلسة عامة لإقرار الموازنة في حد اقصى في حدود مطلع نيسان، مع الآخذ بالإعتبار عطلة الفصح ومؤتمر باريس.
وفي جلستها الثانية امس – بعد ارجاء مناقشة موازنتي رئاستي الجمهورية والحكومة ومناقشتها لاحقا ، اقرت اللجنة موازنتي الداخلية والمال، وتبلغت من وزير المال علي حسن خليل الإلتزام  بالتخفيضات التي اقرتها الحكومة، وعدم التراجع في المقابل عن زيادة 2017 لمعاشات التقاعد ، ورفضت اللجنة وقف القروض السكنية .