IMLebanon

هوكشتاين من إسرائيل إلى لبنان… الإيجابية موضع تشكيك

 

الخميس مساء يفترض ان يصل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين من اسرائيل إلى لبنان حاملاً جواباً واضحاً من الحكومة الإسرائيلية على المطالب اللبنانية التي سبق ونقلها خلال رحلته الاخيرة قبل نحو شهر تقريباً. قبل لقائه المسؤولين يصعب التنبؤ بالجواب الذي يحمله على المقترحات اللبنانية والتي تتضمن التالي:

 

– كامل حقل قانا من دون زيادة او نقصان ومن دون دفع اي تعويض لإسرائيل استجابة لطلبها.

 

– الخط 23 بالكامل.

 

– كل حقل يظهر ضمن الخط 23 ويتبين انه يبدأ من لبنان وينتهي قسم منه في المياه الاقتصادية الاسرائيلية فان هذه الإمتدادات تكون حكما من حصة لبنان. اذا وافقت اسرائيل على هذه المطالب يعني ان توقيع الاتفاق بات وشيكاً وفق مصادر رسمية لكن لا يمكن التنبؤ بالجواب بينما الوسيط الأميركي سيزور لبنان آتياً من اسرائيل التي يستبق وصوله الى لبنان بزيارتها للاطلاع على الجواب الاسرائيلي النهائي. ما يعني استحالة التفاؤل بعودته او التشاؤم لان المواقف الاسرائيلية بشأن ملف الترسيم تتأرجح بين «الاعلان عن تقدم ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق»، ورفض الخضوع لاملاءات «حزب الله» او التنازل لمطالبه.

 

واذا كانت الزيارة استبقت بمؤشر ايجابي عبر عنه اتصال الرئيس الاميركي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بتشديده على أهمية إنهاء مفاوضات الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان في الأسابيع القادمة، فان ذلك قد لا يكون كافيا ًولا يخدم هدفه طالما ان اسرائيل تقارب موضوع الترسيم من وجهة نظر مراعاة اجواء انتخاباتها القريبة والتحليلات التي ترجح كفة بنيامين نتنياهو مجدداً.

 

تفضل بعض الاوساط المطلعة على مجريات الملف عدم الذهاب بعيداً بتوقع الحلول قبل جلاء الصورة في المنطقة وآفاق الاتفاق النووي الايراني الاميركي وانقضاء الانتخابات الاسرائيلية.

 

في حال الحلحلة تتوقع المصادر الرسمية ان شركة قطرية ستدخل شريكاً الى جانب ائتلاف شركتي «توتال» الفرنسية و»إيني» الإيطالية لتحل محل شركة «نوفاتيك» الروسية التي انسحبت بسبب العقوبات الاميركية على روسيا في اعقاب الحرب الروسية الاوكرانية ما صعب مهمة عمل المسؤولين عنها في لبنان فكانت مجبرة على الانسحاب من الائتلاف والإتفاق الموقع مع الحكومة اللبنانية لاستخراج النفط من المياه الاقتصادية اللبنانية.

 

ووفق المصادر عينها فإن اي جزء من قانا داخل الأراضي الإسرائيلية يستوجب دفع مبلغ وقدره 250 مليون دولار يمكن لقطر تسديده بعد انسحاب الشريك الروسي ولعجز لبنان بوضعه الحالي عن الالتزام بتسديده، ومن غير الممكن دخول اي فريق لبناني ولو بالتحايل او من خلال شركات اجنبية للحلول مكان الشركة الروسية، وتقول الرواية ان جهات لبنانية حاولت بالفعل الحلول مكان نوفاتيك لكن العرض المقدم رفض من اساسه من اي جهة محلية اولاً منعاً لدخول جهات محلية فيما لا يمكن للبنان الاستخراج وهو لا يملك الامكانيات لذلك.

 

وحسب المعلومات فان العمل على دخول الجانب القطري بدأ قبل اشهر وجرت مفاوضات قادتها جهات لبنانية رسمية ويمكن ان تنتهي الى نتائج تصب في مصلحة لبنان.

 

هوكشتاين عائد وهو ابلغ ذلك الى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي اكتفى بتحديد فترة تقريبية لعودته، بينما كشف مصدر رسمي عن عودته خلال ساعات لكن اي بيان رسمي عن الخارجية الاميركية او سفارة اميركا في لبنان لم يصدر بعد بهذا الشأن وان سبقت زيارته اجواء ايجابية من الجانب الاميركي. اما الايجابية من ناحية لبنان فتمثلت بالاعلان عن زيارة قريبة لتتحول الى حدث بعينه وهو ما عبرت مصادر مواكبة لعمل السفارة الاميركية في لبنان عن استيائها جراء المسارعة الى الاعلان عن موعد لم يحدد بشكله الرسمي بعد.

 

كل جو ايجابي يبقى موضع تشكيك الى ان يعلن الوسيط الاميركي موافقة اسرائيلية نهائية على شروط لبنان او مقترحاته. أما وضعها موضع النقاش مجدداً فيعني ان اسرائيل تحاول تمرير الوقت لانجاز انتخاباتها وهي الراغبة اصلاً بإرجاء الملف الى ما بعد هذا الاستحقاق.

 

لا شيء نهائياً بعد في ملف يسوده الغموض سواء في اسرائيل او لدى الاميركيين بينما يقع لبنان رهين الانتظار فلا هو سيقبل فعلاً بعمل شركة انرجين اليونانية على الخطين بين لبنان واسرائيل ولا توتال قد تبدي استعدادها للدفع من ارباحها او التعهد بذلك سلفاً ليبقى التساؤل الاهم عن الجهة التي تضمن الأمن على الحدود؟ وهل سيقبل «حزب الله» اي سيادة اسرائيلية على ارض لبنانية؟

 

الكل بانتظار هوكشتاين عساه يحمل جواباً والا فالانتظار سيطول و»حزب الله» سيقبل حكماً بمنح فترة سماح ريثما تتم مناقشة ما سيحمله.