IMLebanon

وللمرأة.. كل أيام السنة

على مَرّ أيام السنة، يوم للمرأة تتوالد حكاياها من رحم الموعد الأم: نضال وحقوق وانتصارات وإخفاقات. فرح في مكان، ووجع في أمكنة، والنساء الصامدات من حول العالم يغزلن التجربة تلو التجربة من أصغر عاملة في حقول القمح إلى حالمة بمنصب «سيدة العالم»، رئيسة جمهورية مثلاً، رئيسة حكومة، رئيسة أممية، رئيسة بنك.. وعلى قدر أحلام النساء وتمكينهن، ترتقي الأوطان أو أنها تتكور إلى حلم مؤجل برسم الاعتراف به أو برسم اللجوء.

ولأنه العالم غرب وشرق، لا تتشابه الأحلام في المقلب المتوسطي عندنا، أو أنها تأخذ استراحة المقاتل على تخوم الحياة، حيث الأم السورية ترد بجسدها الموت عن أطفالها، تخبز وتربّي وتناضل وتكبّر وتعمّر وأحياناً تبكي بالصمت المرير الذي

لا بد من نهاية له. والأحوال في فلسطين ليست في عيد، لكنها المكابرة تصنع عيداً رغماً عن أنف بندقية جندي غاصب، ولأجل الآتي من مواعيد فرح مؤجلة تليق بها الطرحة والفستان الأبيض وزغرودة تعلن ولادة ثانية.

وفي العالم العربي أيضاً، ثمّة نضالات ما زالت تنتظر التشريع وحصة ويداً تصفق وتحضن تلك المرأة الحامية للأرض والأجيال والحالمة بـ«كوتا» وبجسر للعبور إلى غد ليس فيه تفرقة، تبعية، أو عنف وجرائم باسم الشرف الرفيع.. تماماً كما هي الأحوال في لبنان، متأرجحة بين حق مكتسب من هنا، وحقوق مبيتة ومقاعد تنتظر واستنفار يشمل الجبهات النسائية على خط الأحزاب، وعلى خط النقابات، وعلى خط الشهادات العليا التي تحكي حكاية أم بيسارها حملت طفلاً وكبّرته، وبيمينها أدّت القسم في أن تبقى الحافظة للأمانة، والأمانة وطن، والأمانة أم، والأمانة عالم حين يحتفي بنضالاتهن لا تكفيه أيام ولا يستوعبه عيد.. وإنما نظرة رضى وعالم يساوي في الجنس واللون واللغة والحقوق. عالم أكثر أمناً وأماناً..

وفي لبنان، حيث زمان المرأة كان يُفترض أن يزدهر ويزهر قبل عقود، هبّت رياح التغيير وتعزيز المساواة وتمكين المرأة، ونجاحات تطرق على وتر إرادة باتت موجودة وعهد داعم ومؤشرات قيد أنملة من التحقق، طالما أنّ الطريق سالكة من المجتمع إلى الأحزاب إلى القيادة السياسية.. ومنها إلى الـ30 في المئة في المجالس التنفيذية والتشريعية.