IMLebanon

نصرالله “يستجلب” العقوبات على لبنان

 

أبرز اعلاء الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله سقف خطابه للمرة الاولى منذ زمن بعيد، كون الخيارات التي أوجدتها العقوبات على ايران وعلى الحزب بدأت تضيق، ومعها بدأ الخناق يضيق، خصوصاً ان مطار بيروت باشر التزام تلك العقوبات فامتنع عن تزويد الطائرات الايرانية الوقود. كما يستقبل لبنان في اليومين المقبلين كما أفادت “المركزية” مسؤولاً اميركياً يلتقي المعنيين في حكومة تصريف الاعمال للبحث في استراتيجية الادارة الاميركية في شأن العقوبات على ايران. ولم تحدد هوية الموفد أكان المبعوث الاميركي الخاص في شأن إيران بريان هوك، أم أحد مساعدي وزير الخارجية مايك بومبيو، ذلك أن من المحتمل ان يعرّج هوك على لبنان بعد محادثات مع المسؤولين الاسرائيليين، لمناقشة التعاون في مواجهة التهديدات الإيرانية، لضمان الانفاذ الكامل للاستراتيجية التي تقضي بممارسة أقصى درجات الضغط من أجل تغيير سلوك إيران.

واذا كان السيد نصرالله قد سخر من ربط تعطيل تأليف الحكومة بأي أمر خارجي، وخصوصاً حسابات اقليمية، فان الانعكاسات الدولية لموقفه يمكن ان تظهر تباعا على شكل تضييق أو عقوبات تنعكس سلباً على مجمل الوضع الاقتصادي في لبنان، وهو ما رجحت مصادر لـ”النهار” ان يكون الحريري سمعه من المسؤولين الدوليين الذين التقاهم في باريس، وما بلغ مسامع الرئيس نبيه بري الذي جدّد أمس تحذيره من الوضع الاقتصادي. وقال: “منذ أكثر من شهر أو شهر ونصف شهر أقول إن لبنان يتحمل أسابيع ولا يتحمل أشهراً. إننا نقوم بأمور عديدة لإبعاد موضوع النقد، لكن إذا بقي الأمر على هذه الحال فإنه في الحقيقة أخطر من خطير”.

وصرح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لـ “النهار”: “لا أريد فتح سجال ولا إطلاق صواريخ ضد السيد حسن نصرالله وإيران. ما يهمني هو خطورة الوضع الاقتصادي . والجوع آت”.

وأبلغت المصادر المتابعة لعملية تأليف الحكومة “النهار” ان المسؤولين اللبنانيين جهدوا في الفترة الاخيرة لنفي “سيطرة حزب الله” على القرار، وللتمييز بين السلطة اللبنانية والحزب، بالاتفاق مع ديبلوماسيين أجانب في لبنان حولوا هذا التمييز مادة لتقاريرهم، لمساعدة لبنان والحؤول دون احجام دولهم عن مساعدته، لكن كلام نصرالله يعيد خلط الامور. وتخوفت من ان “يستجلب” الكلام الاخير لنصرالله، العقوبات المباشرة على لائحة طويلة من اسماء المؤسسات والافراد في لبنان.

ووسط سيل من الشائعات عن امكان اعتذاره، بعد تحديده ظهر غد الثلثاء موعداً لمؤتمره الصحافي الذي سيرد فيه على كلام نصرالله، علمت “النهار” ان الرئيس الحريري لن يعتذر ولن يلوح بالاعتذار ولن يقدم هذه الهدية الى “حزب الله”، لكنه سيعرض بعض الحقائق ومسارات التأليف التي سبقت العرقلة الاخيرة. كما علمت ان الرئيس بري يستقبل اليوم رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل للبحث في المخارج الممكنة لتمثيل “سنة 8 اذار”، اذ ان نصرالله الذي أكد وقوفه معهم لألف سنة، فتح نافذة للحل، فترك للنواب الستة القبول بتمثيل واحد منهم أو أحد يمثلهم، وهو ما بدا متفقاً عليه في اللقاء الذي جمع نصرالله ليل الجمعة – السبت، وسيتولى الرئيس بري التفاوض مع الرئيس المكلف في لقاء يعقدانه على هامش الجلسة التشريعية اليوم. وردّد بري أمام زواره أنه “رغم كل الصعوبات ثمة إمكانية للتوصل إلى حلول”.

وكان نصرالله وجه انتقادات الى اكثر من طرف سياسي في مقدمهم النائب السابق وليد جنبلاط بسبب “الاتهامات لحزب الله بعرقلة تأليف الحكومة تنفيذاً لرغبات ايران وسوريا”. ولفت الى ان “اجراء تعداد الأصوات والأحجام، يجعل الأمور اكثر تعقيداً وعقداً”. وتساءل: “لماذا الإغلاق على حلفائنا؟ نحن لن نتخلى عن حلفائنا”. ووصف عدم الإعتراف بتمثيل هؤلاء بأنه “إهانة”، معلنا انه يتحمل المسؤولية “لأنني آدمي أكثر من اللزوم”. وجزم بأنه “لن نسير بأي حكومة لا يتمثل فيها النواب السنّة المستقلون الستة”.

وختم: “لا نريد تصعيداً ولا نريد أن نعيد الأمور إلى البداية، إلى الصفر، هذه القصة هلقد حجمها”.

أما الحريري الذي غاب أياماً في باريس، فشارك أمس في مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، على شرف رؤساء الدول والحكومات المشاركة في احياء الذكرى المئوية للهدنة في الحرب العالمية الأولى، والذي عقدت على هامشه لقاءات جانبية مع عدد منهم، أبرزهم، الى ماكرون، الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب اردوغان، والسويسري الان بيريست، والقبرصي نيكوس اناستاسياديس، ورئيس السيشيل داني فور، ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، والمستشارة الألمانية انغيلا ميركيل، ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

الجلسة التشريعية

من جهة أخرى، يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية اليوم وغداً على جدول اعمالها 39 بنداً أبرزها اقتراح قانون المفقودين قسراً، والتمديد لشركة كهرباء زحلة مدة سنتين، واخضاع الصفقات العمومية لادارة المناقصات، واعطاء سلفة لمؤسسة كهرباء لبنان. ومن المتوقع ان تثور خلافات حول بعض البنود في ظل اعتراضات حذر الرئيس بري من ان تؤدي الى تعطيل أو تطيير النصاب لانه سيدعو الى جلسة جديدة كل اسبوع اذا اقتضى الامر، كما نقل عنه زواره.