IMLebanon

عون وجعجع معنيّان وحدهما بالخيار الثالث !!

التفاؤل بقرب التوصّل الى اتفاق بين تيار المستقبل وحزب الله على بدء حوار، لم تتّضح بعد بنوده ومعطياته كاملة، الذي اطلقه رئيس مجلس النواب نبيه برّي منذ مدة، بدأ يأخذ حجم كرة الثلج بين وسائل الاعلام والاوساط الديبلوماسية، نظراً لأهمية الحوار عند فريقين بينهما ما صنع الحدّاد، من مشاكل وخلافات وعداوات لم تحلّ، وهي عالقة عن طريق «ربط نزاع» سمح لهما بدخول حكومة الرئيس سلام، لمواجهة مرحلة الفراغ التي نتجت عن انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال سليمان منذ اكثر من ستة شهور، والتي على ما يبدو كان الجميع يتوقعها وينتظرها، وجاءت الحكومة الحالية لتملأ هذا الفراغ المتعمّد رغم الخلافات العميقة التي تعصف باعضائها الوزراء، وعلى هذا الاساس فان جميع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم ومشاربهم السياسية، ينتظرون بفارغ الصبر اطلالة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري التلفزيونية يوم غد، لمعرفة جوابه النهائي من الحوار مع حزب الله، وهل هو مشروط ومحدّد او مفتوح على جميع القضايا والاستحقاقات من دون شروط مسبقة، وهل، في حال القبول، سيتمّ في لبنان او خارجه، وهل سيكون على مستوى الصفّ الاول او الثاني، واذا تكلّل الحوار بالنجاح، هل سيشمل قوى 8 و14 آذار، ام سيكون اتفاقا بين جهة سنيّة مؤثرة، واخرى شيعية بذات المستوى، والهدف منه تبريد التوتر القائم بينهما، ويعمل كل فريق من جهته على تسويقه لدى حلفائه، ليأخذ الحوار ونتائجه صفة ميثاقية يجمع عليها الافرقاء كلّهم.

هذه الاسئلة الاستضاحية «المشككة» تصبح مشروعة بعد المواقف الواضحة والمباشرة التي صدرت عن قيادات في حزب القوات اللبنانية، وفي التيار الوطني الحر، ففي الوقت الذي تؤكد فيه قيادات في القوات اللبنانية، ان قوى 14 اذار على اطلاع بمجريات التمهيد للحوار، وان هناك نقاشاً جدّياً مع تيار المستقبل، حول سبل الحوار الذي يجب أن يؤدّي الى انتخاب رئيس، تجزم بأن الخيار الثالث للرئاسة الاولى، غير ميشال عون وسمير جعجع، معنيّ به الرجلان وليس اي جهة اخرى، كما ان التيار الوطني الحر، يعتبر ان الحوار على رئاسة الجمهورية أمر يتخطّى تيار المستقبل وحزب الله بما يعني ان هناك رفضاً مسيحياً بأن يختزل مسيحيّو 8 آذار بحزب الله، ومسيحيو 14 آذار بتيار المستقبل، وان الكلمة الاولى بالخيار الثالث يجب ان تكون مسيحية اولاً ووطنية ثانياً، ومن المفيد ان يأخذ الحزب والتيّار والرئيس برّي هذا الموقف المسيحي بكثير من الاهتمام والانتباه، ان ارادوا للحوار الاّ يكون عاقراً.

* * * *

بالتوازي مع هذا الحراك الداخلي الذي يعيد لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، وجهها الوطني السيادي، وهذا أمر بالغ الاهمية مستقبلاً، ان هو تكلّل بالنجاح، يسجل حركة اتصالات ومشاورات ومتابعات، من داخل لبنان باتجاه الدول العربية الشقيقة، وباتجاه الدول الصديقة في اوروبا والولايات المتحدة، ومن تلك الدول باتجاه لبنان، يقوم بها موفدون وسفراء وامميّون، امّا لبنانياً فيقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام، وبعض الوزراء والقيادات السياسية، بهدف الاطلاع والتشاور والمواكبة والتزخيم، والدفع باتجاه ان يكون للبنان رئيس للجمهورية قبل انقضاء سنة 2014، او في مطلع السنة المقبلة على أبعد حدّ، خصوصاً وان لبنان يمرّ في «مرحلة انتقالية بالغة الصعوبة» على ما صرّح به وزير الداخلية نهاد المشنوق، وانه يعاني من صعوبات اقتصادية ومالية واجتماعية، على ما صرّح به وزير المال علي حسن خليل ووزراء آخرين، بسبب النزوح السوري الكثيف، الذي كلّف لبنان حتى الآن اكثر من سبعة مليارات دولار ونصف المليار، خلافاً للانهاك الكبير الذي يلحق بالمؤسسات العامة والبنى التحتية، وهذا موضوع خطير سنتناوله لاحقاً.