IMLebanon

عون والحريري: التناغم الضروري للحُكم بعد اتفاق الطائف

عون والحريري: التناغم الضروري للحُكم بعد اتفاق الطائف

حزب الله يسعى إلى معادلة العقوبات واستمراره «مايسترو» اللعبة السياسية

 

 

تجري اتصالات بعيدة عن الأضواء لوضع آلية أو مخرج للعقدة المتمثلة بسنة المعارضة التي استجدت في توقيت صعب بحيث كانت حكومة الرئيس سعد الحريري على وشك الولادة ومراسيم التأليف وضعت في جهوزية تامة، إلا أن ما قام به حزب الله ووفق المعلومات المتداولة إنما جاء على خلفية سلسلة عناوين يستدل منها بداية أنه من يتحكم بقواعد هذه اللعبة وليس سنة المعارضة، لا سيما وأن مسألتهم لم تطرح في كل مراحل تشكيل الحكومة مما ترك تساؤلات عن الأهداف الكامنة خلف هذه المعضلة الجديدة والتي تركت استياء على خط «بيت الوسط» والكثيرين وأدت إلى حرب تغريدات بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب فيصل كرامي على اعتبار أن جنبلاط لديه قلق وهواجس من «عداد» الدين العام والأزمات الاقتصادية المتفاقمة والوضع المالي المأزوم وذلك من خلال متابعته مع خبراء اقتصاديين وماليين والذين ينقلون إليهم مخاوف البنك الدولي حيال الشأنين الاقتصادي والمالي في لبنان.

من هذا المنطلق، فإن هذه العقدة التي ضربت التأليف في اللحظات الأخيرة أراد منها حزب الله اللجوء إلى المناورة السياسية والقول في النهاية أنه سيمون على سنة المعارضة والحكومة ستشكل من دون أن يقطفها أحد سواه، تالياً فإن المعلومات المؤكدة بفعل هذه المناورة والعرقلة والتعطيل فذلك له دوافع إقليمية تتمثل بالعقوبات الأميركية على طهران وحزب الله، وبالتالي يسعى حزب الله وعبر إيران إلى الإمساك بالورقة اللبنانية ليناور بها أمام المجتمع الدولي، على خلفية إقامة معادلة بين العقوبات الأميركية المالية عليه وعلى طهران، وكذلك بين تشكيل الحكومة والإمساك بالملف اللبناني من جوانبه كافة، إضافة إلى سعيه للقبض على الأكثرية في مجلس الوزراء، ومن هنا كان له دور في إبعاد حقيبة العدل عن القوات اللبنانية وذلك كان مدار تنسيق مع الجهات السياسية المعارضة للقوات، على أن تكون من حصة رئيس الجمهورية، ولكن ما استجد أن الرئيس ميشال عون وبطريقة وأخرى كشف في الحوار المتلفز الذي أجري معه لمناسبة مرور سنتين على عهده بأن حزب الله من يعرقل تشكيل الحكومة على خلفية مطالبته بتوزير سنة المعارضة وأن رئيس الجمهورية أحرج إلى حد كبير خصوصاً بعدما أكدت «القوات اللبنانية» على مشاركتها في الحكومة واستقرت حقيبة العدل في عهدته، وأن الرئيس سعد الحريري لم يترك مناسبة في الآونة الأخيرة إلا وأشاد بها بالعلاقة مع بعبدا. ولعل تغريدته في ذكرى مرور سنتين على وجود العماد عون في بعبدا إلا مؤشر على التناغم والتواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة، لذا فإن مصالح رئيس الجمهورية أن يكون الحريري قوياً وتلد حكومته، ومن صالحه هو أن تشكل هذه الحكومة في وقت قريب جداً كي لا يخسر العهد من رصيده. بالإضافة إلى أن قوة واستمرارية الحكم بعد اتفاق الطائف تقوم على نوع من الشراكة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وهو الأمر الذي يترك ارتياحاً في عمل السلطة التنفيذية.

وتخلص المصادر المذكورة بالإشارة إلى أن دقة الوضع وخروجه إلى مزيد من التعقيدات والتدخلات الخارجية، فإن الكرة الآن باتت في مرمى حزب الله وليس عند سنّة المعارضة، في حين تبين جلياً أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سحب يده من هذه المسألة ولا يمكنه أن يتدخل لما تشكل له إحراجاً وقد تعطى طابعاً مذهبياً سنياً شيعياً فاتخذ جانب الحياد على أن تحل من خلال الاتصالات البعيدة عن الأضواء، وخصوصاً بين بعبدا وحارة حريك حيث خرج الخلاف بينهما إلى الإعلام، ولم تصل الأمور إلى القطيعة أو الخلافات بل بالنهاية سيحل هذه القضية حزب الله نفسه بعدما يكون قد نال ما يريده إثر المناورات السياسية التي يقوم بها، وإن كان لها مردود سلبي سياسي واقتصادي ومالي حيث هناك استنزاف على كل الصعد.