IMLebanon

وعود من عون و«الثنائي الشيعي» لدياب بتسهيل مهمته

 

جعجع حَذّر من تشكيلة «طبق الأصل» عن السابقة تزيد الإنهيار

 

وضعت قوى الثامن من آذار كل ثقلها من أجل إزالة العقبات من أمام تأليف الحكومة الجديدة، بحيث أنها عملت على تسهيل مهمة الرئيس المكلف حسان دياب، وقدمت له ما يحتاجه من مساعدة، خلافاً لما وضعته من عراقيل أمام الرئيس سعد الحريري، لناحية أنها تسير للقبول بحكومة اختصاصيين، دون أن تضم أياً من وجوه الحكومة المستقيلة، مع أن هناك محاولات من جانب «الثنائي الشيعي» والوزير جبران باسيل، للإبقاء على بعض الوجوه القديمة، في وقت يبدي دياب رفضاً لهذا الأمر، بانتظار الساعات والأيام القليلة المقبلة التي ستحدد المسار الذي سيسلكه الملف الحكومي.

 

ووفقاً للمعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإن محركات التأليف قد نشطت بشكل لافت في الساعات الماضية، حيث عقد الرئيس المكلف سلسة اجتماعات، بقي معظمها بعيداً من الأضواء ركزت على ضرورة انجاز عملية التأليف بأسرع وقت، لأنه قد لا يمكنه الاستمرار في مهمته، جراء ضغوطات قد يتعرض لها، ربما تمنعه من الاستمرار في عملية التأليف، في المرحلة المقبلة، في حال بقيت الشروط والشروط المتبادلة، عدا عن أن دياب يتوجس من تصعيد محتمل من جانب «المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى» الذي يعقد جلسة له غداً برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، من شأنها أن ترفع بشكل كبير وتيرة الاعتراضات على تكليفه، وتضع عقبات إضافية في وجه محاولاته تشكيل الحكومة.

 

وتشير المعلومات إلى أن دياب تلقى وعداً من رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يتواصل مع «حزب الله»، بالعمل من أجل الاستجابة لمطالبه، وبما يمكنه من إنجاز التأليف في وقت قريب، باعتبار أن تأخير الولادة الحكومية، سيرتب تداعيات على لبنان، ستزيد حكماً من حجم المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها، في ظل تراجع الأرقام الاقتصادية بشكل مخيف، وهو ما يحاول المسؤولون العمل على إعادة تصحيحه من خلال الإسراع في التأليف، بهدف استرجاع ثقة المجتمعين العربي والدولي، والمؤسسات المالية والمانحين، لتقديم الدعم للبنان لإخراجه من أزماته، تلافياً للخطر الكبير الذي يتهدده، إذا لم يقم بالإصلاحات المطلوبة منه.

 

وفي الوقت الذي تتسارع الخطى، سعياً لإخراج التشكيلة الحكومية إلى العلن، لفت البيان التحذيري الذي أصدره رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مما يدور في الكواليس بشأن تركيبة الحكومة العتيدة، حيث أكدت أوساط بارزة في «القوات» لـ»اللواء»، أن «جعجع أراد التحذير من مغبة تشكيل حكومة نسخة طبق الأصل عن الحكومة السابقة، بعدما اشتم بأنه من خلال ما يعلن في الصحف وما يتم التداول به من معلومات، بأن أمور الحكومة تتشكل على أساس القواعد نفسها لناحية تقاسم الحصص الوزارية والإبقاء على نفس الوزارات مع القوى السياسية نفسها، وأن كل ما سيتبدل وجوه معينة، الأمر الذي يبقي القديم على قدمه، ويؤدي إلى استفحال الأزمة المالية والاقتصادية، وكأن هناك من لم يتعظ، لا من ثورة الناس التي انتفضت على هذه القوى التي أوصلت البلد إلى الفقر، ولا تجاه المأساة الاقتصادية والاجتماعية، ولا أيضاً لمن يعطي الأولوية لمعالجة الوضع الاقتصادي الذي لا تتم معالجته عن طريق حكومات من الطبيعة نفسها».

 

وتشدد الأوساط، على أن «المطلوب وبشكل سريع و أساسي تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، لأنها وحدها القادرة على إخراج البلد من أزمته المالية والاقتصادية، وبالتالي جاء موقف الدكتور جعجع من أجل إطلاق صرخة تحذيرية من مغبة الاستمرار في محاولات تشكيل حكومة لن تختلف في جوهرها عن الممارسة والذهنية السابقتين اللتين أدتا إلى إغراق لبنان، وبالتالي جاءت هذه الصرخة من أجل وقف هذا المسار فوراً، وإلا أعذر من أنذر، وستكون القوات بالمرصاد لكل هذه المحاولات التي أفقرت الشعب اللبناني وأوصلته إلى ما وصل إليه» .