IMLebanon

تخوّف من تبديد المناخ الحواري..!!

مع انطلاق عجلة الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله كان من المفترض ان يتلاقى حوار التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بالتوازي بالرغم من اعطاء الافضلية للخيار الاول بفعل خطورته دون اهمال الخيار الثاني، ومجرد جلوس المتحاورين على طاولة الرئىس نبيه بري انكسر الجدار الصلب الذي كان قائماً منذ مدة طويلة، وما يدفع بري نحوه قراءته للاوضاع المحلية المتشنجة على الساحتين السنية والشيعية وبالتالي حماوة المشهد الاقليمي الذي يخاف رئىس المجلس من انعكاسه على الدخل اللبناني، وتقول اوساط وزارية سابقة ان الازمة السورية تبدو متجهة نحو التصعيد العنفي والدمار لمدة ستة اشهر على الاقل قبل الحديث عن مبادرات سلمية، وان هذه المدة يجب ان تكون كافية لاعطاء زخم للحوار الداخلي الذي سينضم اليه حكماً العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع على خلفية التلاقي مع نتائج الحوار الآخر.

وتعتبر هذه الاوساط ان من شأن ما يجري ان يساعد على التقاط الانفاس وتخفيف الاشتباك الكلامي العالي النبرة بين الحزب والتيار كما انه يغطي مساحة من الراحة للجو العام تمهيداً للقراءة الهادئة للملفات الداخلية بعيداً عن الضغوط المتبادلة.

وتعطي هذه الاوساط جملة من الاسباب الموجبة لهذا الحوار وفق التالي:

ـ معرفة المستقبل وحزب الله ان التجاذب القائم بينهما ما عاد يأتي بالنفع على الطرفين ما دامت المسألة الكبرى والقضايا الهامة ليست بين ايديهما، وان امكانية صياغة تفاهمات امر يمكن الوصول اليه ولو بحده الادنى.

ـ ان الجلوس على الطاولة يفسر الحشرة السياسية القائمة لدى كل من الطرفين وان تمدد هذا التموضع الذي كان قائماً ما كان ليجدي نفعاً بل بالعكس فان الجميع كان ذاهباً برجليه نحو الهوة التي لا يريدها الطرفان.

ـ تؤكد هذه الاوساط ان الحوار ما كان ليتم لو لم يكن هناك رعاة اقليميين له وحتى بالحد المتاج وان رئىس المجلس اقدم على هذه الخطوة طمعاً بالوقت المستقطع في العلاقات بين السعودية وايران اقله فيما خص الملف اللبناني.

ـ ان التعويل على نتائج مذهلة في ملفات متعددة هو صعب المنال وان الجانبين يعملان في وقت الفراغ الاقليمي لتبريد الساحة الاسلامية وتخفيف التشنج والاحتقان، وان البداية وان كانت في عين التينة فهذا لا يمنع مع تقدم جلسات الحوار في السنة القادمة ان يتبادل الطرفان الامكنة وهذا ما سيتبلور مع الايام القادمة خصوصاً ان الطرفين قطعا وعدا بالاستمرار في الجلسات وهذا مؤشر ايجابي يجب البناء عليه.

ـ ان امكانية رفع الحوار من الصف الثاني باتجاه القيادات الكبرى امر قائم مع النتائج المرجوة، وان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الدين الحريري سوف يواكبان هذه الجلسات بالكثير من الاهتمام ويبقي على راعي الحوار الرئيس بري امكانية اعطاء دفع له في الاسابيع المقبلة نحو رفعه الى المقامات الاولى في الطرفين.

وتشرح هذه الاوساط الامكانيات والمواضيع التي سيكتب لها النجاح خلال هذه الجولات كون فك التشنج القائم في الساحة الاسلامية يمكن تخطيه بنجاح انما المواضيع الشائكة واولها رئاسة الجمهورية سوف تأخذ المزيد من الوقت والمصالحات واللقاءات لبلورة اسم الشخصية التي سيتم الاتفاق عليها مع الحلفاء ايضاً لرئاسة الجمهورية، ولكن دون هذه الخطوة عقبات مع تمسك حزب الله بالعماد ميشال عون مرشحاً رئاسياً والمستقبل ملتزم بالدكتور سمير جعجع كمرشح له وهذا ما يؤشر الى بداية صعبة لهذا الملف كون هذه القيادات لا يمكنها البت داخلياً بهذا الموضوع انما يستلزم استشارات خارجية ومع الحلفاء الاقليميين لكلا الطرفين بالاضافة الى كون احترام القيادات الاسلامية للبت بهذا الخيار للطائفة المارونية كي لا يذهب الظن ان المسلمين جاؤوا بالرئيس المسيحي، من هنا تعتقد هذه الاوساط ان هذا البند بالذات سوف يأخذ وقتاً طويلاً تمهيداً لنضوجه ولكن بقية الملفات يمكن البت بها للتأسيس لمرحلة جديدة بين الطرفين كما يتمتع به الفريقان من ثقل كبير على الساحة السياسية اللبنانية وانهما سيكونان عاملاً مساعداً تجاه شركائهم المسيحيين وليس معرقلاً فيما خص رئاسة الجمهورية.

وتختم هذه الاوساط بلفحة تفاؤلية تجاه الساحة الاسلامية التي سيتم دوزنة خلافاتها ضمن الاطار الصحيح منعاً للانزلاف نحو الفتنة السنية ـ الشيعية وهو اي الحوار يمكن اعتباره انجازاً ويجب عدم التقليل من اهميته خصوصاً في ظل الفتن الجارية في المنطقة وان تحييد لبنان بسواعد ابنائه مع المظلة الدولية والاقليمية او يمكن انجازه اذا لم يحدث شيء طارىء وكبير من الآن وحتى المدة المتبقية لهذه المظلة.