IMLebanon

لازاريني: وصف “الأونروا” بالإرهابية أمر غير مقبول

التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني في حضور مديرة شؤون المنظمة في لبنان دوروثي كلاوس ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن.

وقال لازاريني بعد الاجتماع: “تحدثنا عن الاوضاع المأسوية في رفح في ظل وجود حوالي مليون شخص نزحوا، وهم نصف سكان غزة، ونحن نعاني في ادخال المعونات الى القطاع، ورأينا بالامس صورة مزعجة ومرعبة للضحايا هناك، كما أن الاتصالات غير متوفرة مع الزملاء على الارض وفي الميدان. كما ناقشنا مع الرئيس ميقاتي الاوضاع المالية العامة، فوكالة الأونروا، كما تعلمون ، نتحرك شهرا بشهر ويوما بيوم، وهي تعاني منذ سنوات من ازمة مالية تفاقمت في شهر كانون الثاني، عندما صدرت ادعاءات من ان هناك 12 موظفا من الوكالة شاركوا في احداث 7 تشرين الاول، وكما تعرفون ان هناك 16 دولة مانحة جمدت تبرعاتها في ذلك الوقت”.

وتابع: “كنا اتخذنا عددا من التدابير بحق الموظفين، من خلال توقيفهم والتحقيق الفوري معهم، وطلبنا من وزير الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا اعادة دراسة كل طريقة عمل الوكالة وانظمتها، ونتيجة هذه المراجعة اظهرت ان الوكالة لديها نظم عمل جيدة جدا، وتتفوق على عمل عدد كبير من دول المنطقة ومنظماتها وانه في امكانها ان تتخذ بعض التدابير الإضافية. لهذا السبب قررنا ان نطبق عددا من التدابير، ومنذ ذلك الوقت فان هناك 14 دولة في الاتحاد الأوروبي وأوستراليا واليابان وكندا وغيرها استأنفت جميعها تبرعاتها للوكالة، ولكننا لا نزال بحاجة الى التمويل المالي من الولايات المتحدة الاميركية التي اعلنت انها لن تستأنف تبرعاتها قبل شهر اذار من العام المقبل، وبريطانيا ايضا لم تستأنف تمويلها للوكالة”.

وأضاف: “سردت كل ذلك لاقول إن الوضع لا يزال دقيقا من الناحية المالية، ولكنني ابلغت دولة الرئيس اننا سنقوم بكل ما في وسعنا لنحافظ على كل عملنا ونشاطاتنا واستمرارها في لبنان والمنطقة، كما ناقشنا مع دولته ايضا الاعتداءات التي تتعرض لها الوكالات في غزة، وكما نعلم انه تم انتهاك منظمات الأمم المتحدة والأونروا وعملها، فعدد الموظفين الذين قتلوا غير مسبوق فهناك 192 قتيلا حتى الان، كما ان عدد المرافق التي دمرت او تضررت هائل ، كذلك فان عدد القوافل الذي تم اعتراضها او مهاجمتها كبير جدا، بإلإضافة إلى ذلك هناك بعض من يدعي ان الوكالة هي ارهابية وغير ذلك من التعابير، لافتًا إلى أنه “تطرقنا مع دولة الرئيس الى الضغوطات التي تتعرض لها الوكالة في لبنان، حيث انه ومنذ اكثر من شهرين يتم منع موظفي الوكالة من الوصول الى مكاتبهم، وقد تمت اعادة فتح المكاتب يوم الجمعة الماضي ولمدة اسبوع فقط، وهذا امر غير مقبول”.

وأردف: “اننا نتحدث هنا عن الامم المتحدة وموظفيها الذين يجب ان تكون لديهم القدرة للوصول إلى مكاتبهم في اي وقت للتأكد من أن الخدمات يتم توفيرها للسكان الذين يحتاجون اليها، ونحن نعرف أن الاوضاع في المخيمات صعبة جدا كذلك معدلات الفقر مرتفعة جدا، ونحن نعرف ايضا انه تمت عرقلة التعليم في السابق لذلك من المهم جدا ان تتمكن الوكالة من الاستمرار في اداء مهامها لكي تساعد وتحمي اللاجئين الفلسطينين ليس فقط في لبنان، ولكن ايضا في المنطقة ككل”.

كما شدّد على أنه “يجب الا ننسى ابدا او يغيب عن بالنا ان الكثير من الهجمات على الوكالة تهدف في النهاية الى سحب حقوق اللاجئين الفلسطينين، لكن نحن نرى ان هناك تصرفات تحصل هنا تنسف ايضا قدرة الوكالة على مساعدة اللاجئين والعمل بشكل جيد، وقد سمعت من قبل الكثير من الموظفين كيف يؤثر ذلك على الحياة اليومية للناس في المخيمات، وآمل ان أتمكن خلال زيارتي هذه والتي تستمر يومين من مقاربة هذا الموضوع وان احرك المساعدات للاجئين في لبنان”.

بدوره قال رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن: “بداية نشكر السيد لازاريني على الاحاطة بكل الجهود التي قامت بها الوكالة خلال الفترة الماضية بين 7 تشرين الاول الماضي واليوم، خاصة في المسائل المتعلقة بالتحديات التي وجّهت الوكالة لرفع التقرير الدوري الى مجلس الامن الدولي بشأن تنفيذ القرار 1701، وأيضا التحديات المرتبطة بالوضع الأنساني في غزة، والتحديات المستمرة حتى الان. النقاش اليوم مع دولة الرئيس ميقاتي تناول كلّ الإشكاليات بما فيها المسألة المتعلقة بواقع عمل الوكالة في لبنان ، في الوقت الذي نشهد فيه في الضفة الغربية والقدس الشرقية اشكالا من الاعتداء على مكاتب الوكالة هناك”.

وأضاف: “عرضنا التزاماتنا كحكومة لبنانية تجاه الوكالة و موقفها تجاه مسألة حماية وتحصين حق الشعب الفلسطيني في التعبير عن طموحاته الوطنية والتوازن بين هذين الحقين بحماية الوكالة في ظل الهجمة الواسعة النطاق الذي يقوم بها العدو الاسرائيلي. لذلك، فان الجهد المشترك القائم الان بين الحكومة اللبنانية والوكالة ينصب على كيفية تحصين وحماية الوكالة والساحة الفلسطينية في لبنان واستمرار عملية التمويل والتوازن ايضا بين الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني والذي ندعمه ونقف الى جانبه بشكل كامل، والضرورات المتعلقة بواقع الوكالة والتحديات التي تواجهها بعد 7تشرين الاول الفائت”.

كذلك، التقى ميقاتي وفدًا من لقاء “مستقلون من أجل لبنان” ضم الامين العام رافي ماديان وعددا من الاعضاء، كما استقبل رئيس الحكومة وزير الاعلام السابق وليد الداعوق، والتقى الاعلامي ابراهيم عوض الذي قدّم له كتابه الجديد “مهمات سريّة في حياتي الصحفية”، وسلمه دعوة لحفل التوقيع في 30 أيار الحالي في طرابلس.