IMLebanon

قمة عربية من دون سوريا  

كم يعز علينا كلبنانيين أن تُعقد قمة عربية يأتي إليها رؤساء وملوك العالم العربي والرئيس السوري منبوذ مرفوض من معظم قادة الدول العربية… والأنكى أنّ سوريا، «قلب العروبة النابض» لم تعد قلب العروبة، بل أصبحت للأسف في ذيل القائمة بفضل الرئيس المجرم بشار الأسد الذي يقتل شعبه بكل وسائل وأدوات القتل والدمار لكي يبقى على كرسي الرئاسة، هذا المجرم الذي أدار ظهره للعرب وتنكر لهم وخان ابناء جلدته وسار خلف ايران الفارسية تابعاً، والفرس كما هو معلوم ومعروف على مر التاريخ يكرهون العرب منذ ما قبل الرسالة الاسلامية أي منذ الجاهلية، وما معركة ذي قار الا دليل واضح، وقد انتصر العرب فيها على الفرس انتصاراً بيناً ذكره التاريخ ومجّده، وكذلك فإن الحرب الايرانية على العراق والتي دامت ثماني سنوات خير دليل على هذا الكره الفارسي، هذه هي ايران التي يلهث الاسد المجرم خلفها فباعها الاراضي وجعل آلاف الايرانيين يتملكون في دمشق وضواحيها، بل وفي غالبية المدن السورية حيث يعملون على محاولة تشييع أهل السنة، وكذلك فإن هذا المجرم سلّم سوريا الى روسيا عندما فشلت إيران ومعها «حزب الله» والميليشيات الشيعية العراقية في دعمه وتثبيت موقفه.

وبسبب التدخل الميليشياوي الطائفي الشيعي خلقت «داعش» التي هي كما اعترفت وزيرة خارجية أميركا ومن بعدها وزير خارجية بريطانيا أنها صناعة أميركية وطبعاً الأوامر أعطيت الى إيران وممثلها في العراق نوري المالكي وممثلها في سوريا المجرم السفاح بشار الأسد فأطلقا من سجونهما جميع المتطرفين المتعاملين مع «القاعدة» وغيرهم من المتطرفين.

وهكذا عندما فشلت إيران ومعها زبانيتها في قهر الشعب السوري واذلاله وقمع الثورة، ذهب اللواء المجرم قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني واستجدى روسيا لكي تنقذهم واعداً بدفع المليارات ثمن السلاح من روسيا التي كانت تعاني من أزمات إقتصادية بعدما فقدت معظم أسواقها (في مصر والعراق وليبيا) ولم يبقَ لها إلاّ سوريا المفلسة…

وهكذا دخلت روسيا لتنقذ المجرم وتقبض ثمن فعلتها ومن بعد ذلك أخذت تقايض لتبيعه الى الولايات المتحدة الاميركية.

نعود الى القمة التي تُعقد في منطقة البحر الميت في الأردن، في الوقت الذي أصبح مصير سوريا يبحث (في «استانة») بين روسيا وإيران وتركيا وممثل بدرجة سفير لأميركا… بينما كان يجب طبعاً لولا المجرم ولولا إيران أن يكون رئيس سوريا موجوداً بين أهله الذين تخلّى عنهم من أجل كرسي، ومال إيراني، وقضية طائفية ومذهبية.

صحيح أنّ القمة لن تفعل العجائب ولكن لا بد من وجودها ومن تفعيلها ولا بد من بقائها لأنه عندما تعود الأمور الى طبيعتها بعد المؤامرات التي تحاك على أهل السُنّة المسلمين… وستعود الأمور الى عهدها القديم بعد سحب جميع الأموال التي حققها العرب من النفط (البترو دولار) لأنه غير مسموح لأهالي أي قريتين في العالم العربي أن يتفقوا فكيف إذا اتفق جميع العرب مع بعضهم… وهنا أريد أن أذكر على سبيل المثال لا الحصر: ماذا لو أُقيمت وحدة إقتصادية بين مصر والسودان وليبيا؟!. أي بين المال الليبي واليد العاملة المصرية والأرض السودانية؟ لنتصوّر ذلك… ألا يعني أنّ الدول الثلاث يمكن أن تصبح دولة عظمى؟ وبالمناسبة ألم تتحكّم أميركا بالاتحاد السوڤياتي وقد أسقطته وأركعته بكيس قمح؟!.

عوني الكعكي