IMLebanon

إنجازات الجيش في محاربة الإرهاب… 197 موقوفاً حتى الآن… آخرهم ابراهيم الأطرش

تُثبت المؤسسة العسكرية يومياً جهوزيتها الدائمة وقدرتها المتطوّرة على محاربة الإرهاب، وعلى رغم الحراك المتنوّع الأوجه والمنفلش في الداخل اللبناني والذي راهنَ البعض على أنّه سيُشوِّش بشكل أو بآخر على أداء تلك المؤسسة ويضعِفها إلّا أنّها عادت لتُثبت أنّها باقية على وعدها في الحفاظ على أمن لبنان وأبنائه، وأنها في أعلى جهوزيتها، وعينُها ما زالت ساهرة على حدود الوطن من السهل إلى الجبل لتغنمَ بصيد تلوَ الآخر.

حقَّق الجيش اللبناني أمس صيداً ثميناً من نوع آخر غنمت به المؤسسة العسكرية في منطقة عرسال، بعدما أوقفت المسؤول الامني لتنظيم «داعش» ابراهيم قاسم الأطرش إثر عملية محكمة وخاطفة نفّذتها وحدات الجيش. وتُعتبر تلك العملية من العمليات الأهمّ التي تُضاف الى إنجازاتها في محاربة الإرهاب بعدما بلغ عدد الذين اوقفهم الجيش من الارهابيين 197 حتى اليوم، وما زالت مستمرة.

مَن هو الأطرش؟

إسمُه الحقيقي هو «ابراهيم قاسم الأطرش»، والدته خدوج من مواليد 1968. هو من بلدة العرسال ورقم سجلّه 137/38، وهو مطلوب من الدولة اللبنانية بعد صدور مذكّرات عدّة بحقّه.

ابراهيم الأطرش هو ابن شقيق الشيخ الموقوف عمر الأطرش وابنُ عمّ الإرهابي عمر الأطرش الذي قتِل سابقاً خلال مداهمة للجيش في عرسال.

عُرف بألقاب عدة، منها: «ابو المعتصم»، «ابو حسن»، و«ابراهيم طرق».

عام 2013 ساهمَ الاطرش مع أبو مالك التلي بتشكيل وتسليح مجموعة «جبهة النصرة» في جرود عرسال، فقادَ «لواء الحق» وبقيَ قائداً له، إلّا أنّه ما لبث أن بايَع «داعش» فعُيّن أميراً للتنظيم في عرسال.

العمليات التي نفّذها

الأطرش مسؤول عن اغتيالات عدة، من أبرزها اغتيالات طاولت قياديين في «الجيش السوري الحر»، ومن بينهم العقيد المنشَقّ عبدالله الرفاعي والقيادي السوري خالد طه. وشاركَ الأطرش في إطلاق الصواريخ على الهرمل واللبوة في البقاع الشمالي، وفي أعمال إرهابية عدّة.

كما شاركَ في أخطر المهمّات الإرهابية في لبنان، فكان المسؤول المباشر في ترتيبها والتنسيق لها، بعدما عمل على تأمين إدخال سيارات مفخخة إلى لبنان معَدّة للتفجير، ومن أبرزها سيارة استخدِمت في تفجير استهدف الضاحية وأسفرَ عن عدد كبير من الضحايا.

وأفادت مصادر موثوقة «الجمهورية» بأنّ القبض على الأطرش، الذي يُعتبر أحد أهمّ المطلوبين في ملف التفجيرات، يشَكّل إنجازاً بالغ الأهمّية، ليس فقط لشخصه بل لما تربطه من علاقة قوية مع المجموعات المسلحة في جرود عرسال، خصوصاً تنظيم «داعش».

ولفتَت المصادر الأمنية نفسُها إلى أنّ «الجيش اللبناني ومديرية المخابرات يرصدان منذ مدة عدداً من المطلوبين في بلدة عرسال، ومنهم على صلة بالمجموعات المسلحة والذين شاركوا في معركة آب 2014. وقد تحرك الجيش بناءً على معلومات أفادت بأنّ الأطرش موجود داخل البلدة، بعدما كان سابقاً في القاع ويعمل في ملحمة، فتأهّبَت القوّة الضاربة وسارعت إلى تنفيذ مداهمة دقيقة داخل البلدة وتمكّنت بعد عملية نوعية من القبض عليه من دون مقاومة تُذكر.

وشدّدت المصادر على أنّ الأطرش «هو كنز معلومات ستتكشّف حكماً خلال التحقيق معه، كما ستتكشّف أسرار العمليات الأمنية التي حصلت سابقاً ضد الجيش، بما في ذلك تفجيرات الضاحية والهرمل».

أمراء يسقطون

اليوم استطاعت المؤسسة العسكرية وحسب بيانها توقيفَ أحد أهمّ الإرهابيين الذين شاركوا في خطف عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي في معركة عرسال عام 2014، وشاركَ أيضاً في إطلاق الصواريخ باتجاه بلدات بقاعية عدّة وتفخيخ سيارات عدة، كان آخرها سيارة من نوع «جيب شيروكي»، بالإضافة الى إطلاق النار على عدد من المواطنين الأبرياء والتسبّب بمقتلهم وإصابة بعضهم بجروح خطرة.

وقد برهنَت هذه المؤسسة العسكرية أنّ الأمراء الإرهابيين يسقطون في قبضتها واحداً تلوَ الآخر، فيما هي مستمرّة. فهل يَستفيد القضاء من التحقيقات التي بوشِرت معه؟ وهل سيثلِج توقيف الأطرش قلوبَ أهالي العسكريين المخطوفين الذين لم يتعبوا حتى اليوم من التعلّق بخيط أمل؟ فهل يشكّل توقيفه خيطاً مهماً؟