IMLebanon

ما دام هناك أم فلسطينية … فلن تضيع فلسطين

 

لا يزال ماثلاًَ أمام ناظري ذلك المشهد على شاشة التلفزة وبدت فيه أم فلسطينية وهي تقول: عندي ستة أبناء استشهد منهم ثلاثة، وأنا مستعدة لأن أتلقى نبأ استشهاد الثلاثة الباقين… ولا بأس فسأنجب بديلاً عنهم.

 

هذا القول دليل على العزم لدى الشعب الفلسطيني، رجالاً ونساءً، شيباً وشبّاناً، كباراً وصغاراً، على التمسّك ليس فقط بالهوية، بل كذلك بالأرض التي اغتصبها العدو الاسرائيلي ظلماً وقهراً وتواطؤاً دولياً وأممياً غير مسبوق.

 

إنّ الشعب الفلسطيني صاحب حق، وصاحب الحق سلطان، وطالما ان هناك أمهات فلسطينيات على غرار تلك السيدة الشجاعة فلن تذهب فلسطين، ولن تخبو جذوة النضال من أجل عودتها الى أهلها وإلى أمتها، وإلى حق كل فلسطيني في أن يعيش حراً في دولة فلسطين الحرّة الموحّدة، كما كانت وكما يجب أن تكون وهي ستكون من دون أدنى شك، فالتضحيات الهائلة التي يقدّمها هذا الشعب منذ 72 عاماً وحتى اليوم، لن تذهب هباءً بالرغم من الظلم كله، والعسف كله، والتواطؤ الدولي كلّه، والمخططات كلها، والمؤتمرات كلها.

 

ويكفي أن ننظر الى أطفال فلسطين، داخل الأراضي المحتلة بالذات، الذين يواجهون الاحتلال بالحجارة أمام الدبابات والبنادق والجافل.

 

ثم إنّ نظرة موضوعية الى الواقع الديموغرافي داخل فلسطين المحتلة يكشف إلى أين تتجه ملامح المستقبل، وهو اتجاه إيجابي لمصلحة فلسطين مهما طال الزمن، من ذلك الآتي:

 

إنّ أكبر عدد وصل إليه اليهود في فلسطين المحتلة هو 6 ملايين نسمة… وهذا العدد يشمل اليهود الذين جاءوا بهم من مختلف أنحاء العالم خصوصاً من بلدان أوروبا الشرقية أيّام الاتحاد السوڤياتي السابق…

 

وإلى ذلك، بالرغم من الظروف القاسية والتي تبلغ الحدود اللاإنسانية بكل ما للكلمة من معنى، التي يواجهها الشعب الفلسطيني فإنّ عدده في الداخل المحتل هو أيضاً 6 ملايين نسمة.

 

 

 

وفي دراسة رصينة انه خلال عشرين سنة من اليوم سيصبح عدد الفلسطينيين 12 مليوناً، بينما عدد اليهود الذي تقلص من ستة ملايين الى أربعة مرشح لأن يصبح مليونين.

 

يضاف الى ذلك أنّ هجرة اليهود الى فلسطين توقّفت منذ نحو عقدين، إلاّ أرقاماً محدودة لا تشكل أي تعديل في الديموغرافيا، بينما الهجرة المضادة (أي من فلسطين المحتلة الى الخارج) لا تزال في وتيرة ملحوظة.

 

تُقدّم المشاريع المشبوهة، أو لا تقدّم.

 

تعقد المؤتمرات التي عليها علامات الاستفهام الكثيرة، أو لا تعقد.

 

يتفاقم الظلم على الشعب الفلسطيني أو يتوقف.

 

مهما كانت الظروف وقساوتها فإنّ فلسطين ستعود الى طبيعتها، وهذه المرحلة الشاذة مكتوب عليها الزوال، مهما طال الزمن، لأنها ضد المنطق وحركة التاريخ.

 

عوني الكعكي