IMLebanon

أبعاد الاعتداء على الجيش

 

 

ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها العدو الصهيوني جيشنا. فمنذ ما بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي، التي مضى عليها اليوم شهران كاملان، تعمد العدو غير مرّة قصف مواقع للجيش اللبناني في المناطق الحدودية. كانت الاصابات محدودة النتائج، تُقتَصر على الطفيفة في الجنود، الى أضرار مادية. يوم أمس دفع الجيش ضريبة الدم باستشهاد أحد العسكريين واصابة اخرين بجراح بليغة، وبعض المصابين في حال حرجة.

 

طبعا، ليس في هذه الاعتداءات اي شيء من المصادفة، فمواقع الجيش اللبناني الأمامية معروفة من اللبنانيين، وأيضا من قبَل قوات اليونيفيل، وبالذات من العدو الاسرائيلي الذي لا يقدم على هكذا قرار من دون دراسة، وبأهداف واضحة.

 

قد يكون ثمة تسرّع في اطلاق جواب عن السؤال الاتي: ماذا يريد الاحتلال من استهداف جيشنا مباشرة؟!. ومع ذلك لا بد من التعامل مع هذا التطور الدراماتيكي بتعداد الاحتمالات منه.

 

أولاً – قد يبدو للوهلة الأولى ان العدو يريد ان يترجم تهديداً كلاميا سبق له ان وجهه الى الجيش لأنه «لا يقمع» من اسماهم بالميليشيات الارهابية التي تهاجم مناطق حدودية في فلسطين المحتلة. وها هو يترجم تهديده «برسالة نار». وهذا يكشف ان قصف المقاومة الاسلامية المواقع الصهيونية المواجهة لحدودنا الجنوبية قد أوجعت العدو.

 

ثانيا – (واستطراداً) ثمة كلام يتردد على ألسنة سياسيين وعسكريين واعلاميين ومحلّلين صهاينة مفاده ان قيادة الجيش اللبناني غير مرتاحة الى تطور الأحداث في الجنوب، وان استهدافها مباشرة قد يدفعها الى تدابير بهدف ضبط عمليات «المساندة» التي ينفذها حزب الله وحماس والجهاد، وان الاعتداء على الجيش اللبناني قد يستعجله لاتخاذ هكذا تدابير.

 

ثالثا – وعلى النقيض مما تقدم سبق لوزير دفاع الكيان العبري ان حمّل الحكومة اللبنانية والجيش مسؤولية مباشرة عن «حرب المساندة» في الجنوب، مهدّداً بتدمير لبنان وارجاعه الى العصر الحجري.

 

رابعاً – ولكن السؤال الذي يطرح ذاته بقوة هو: هل للعدو مصلحة في اشتراك الجيش اللبناني في الحرب الدائرة؟ في المنطق ان ليس ثمة مصلحة في ذلك، اللهمّ الّا اذا كان العدو قد اتخذ قراره القاطع في توسيع نطاق الحرب في لبنان، في توقيت قد لا يبدو بعيداً …  وربما كان هذا ما «يتدحرج» اليه الميدان في الاسابيع المقبلة…

 

وفي هذا السياق لوحظ في الأيام الأخيرة الماضية ان أوساطاً اعلامية وسياسية مقربة من حزب الله توقعت  تصاعد ما يجري حول جانبَي الحدود الجنوبية وتطوره الى حرب شاملة.