IMLebanon

الهجوم على حزب الله أقصر الطرق إلى الصيفي؟

من المنتظر أن يعقد حزب الكتائب مؤتمره العام، الصيف المقبل، عملاً بالنظام الداخلي الذي يقتضي تنظيمه كل أربع سنوات. وعلى نسق «الموضة» الجارية في البيوتات السياسية، تناقل كتائبيون بأن الرئيس أمين الجميل «سيعلن حينذاك استقالته من رئاسة الحزب على أن تؤول إلى نجله الشيخ سامي». الوراثة متوقعة، كما الأب، كما الابن، لكن كيف يستعد هذا الابن للموقع الأعلى؟

استطاع النائب الشاب أن يفرض نفوذاً واسعاً داخل الحزب مستفيداً من نسبه. اشتدّ عوده وزاحم قادة تاريخيين عاصروا جده المؤسّس بيار الجميل. لا يزعّله أحد ولا يعارضه أحد.

«دلال» جعله لا يتوانى عن ضرب بعض توجهات الحزب، آخرها المواقف النارية التي أطلقها ضد حزب الله، قبل يومين، برغم الحوار والتقارب الحاصل بين الحزبين الذي يباركه الشيخ أمين. فقد نُسب إليه أنه دعا في جلسة ليل السبت في العاصمة البريطانية إلى «نزع الجنسية عن اللبنانيين الذين يقاتلون الى جانب النظام في سوريا». وانتقد تفرده بقرارات السلم والحرب، ومواقف السيد حسن نصرالله الأخيرة.

أمس، تباينت ردود الفعل التي تلقفت مواقف الشيخ سامي بين بكفيا والصيفي. في اجتماع المكتب السياسي الذي ترأسه الرئيس الجميل في بكفيا، نوقشت المواقف لناحية تأثيرها السلبي على مصالح الحزب تجاه حزب الله وغيره. مصادر مطلعة نقلت عن أعضاء في المكتب السياسي نفيهم لما نسب للشيخ الصغير، فيما فضّل آخرون التبرؤ من مواقفه واعتبارها «شخصية لا تمثل الحزب برمته». المصادر رأت أن الشيخ سامي «مسكون بهاجس سمير جعجع، ومتأثر بمواقفه الحادة، ظناً منه أنه يشد القاعدة المسيحية من حوله»، علماً بأنه يستكمل تواصله مع ممثل الحزب في الحوار النائب علي فياض.

منع سامي وفداً كتائبياً من التعزية بشهداء القنيطرة

لم تكن المواقف الأخيرة المنسوبة إلى سامي الجميل أول الغيث في هجومه على حزب الله. قبل أسبوعين، حال دون توجه وفد قيادي من الكتائب إلى الضاحية الجنوبية لتقديم العزاء بشهداء القنيطرة. علماً بأن والده قدّم تعازيه، على الهواء مباشرة في برنامج تلفزيوني، واتصل بقيادة الحزب. الوفد كان يترأسه ممثل الكتائب في الحوار مع الحزب، النائب إيلي ماروني، ويضم قادة من أقاليم الجنوب والبقاع وبيروت. إصرار الشيخ سامي على منع الوفد من الذهاب، أثار جدلاً في الصيفي سوّي بالاكتفاء بمشاركة وفد من إقليم مرجعيون وحاصبيا في عزاء الشهيد غازي ضاوي في الخيام.

البيان الصادر عن اجتماع المكتب السياسي أمس الذي تلاه ماروني، لم يذكر الشيخ سامي، بل دان استهداف حافلة الزوار اللبنانيين في دمشق. ورأى أن «المسؤولية الوطنية تستدعي وقف كل الأعمال التي من شأنها زج لبنان في معارك وأزمات خارجية تفوق قدراته، وتهدد أمنه واستقراره، بل وتعرضه لمخاطر وجودية».