IMLebanon

محاولات لتعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة العواصف الاقليمية

 

كشفت أوساط نيابية في كتلة وسطية عن الاعداد لاستراتيجية سياسية بدأت ترتسم ملامحها على ايقاع المواجهة الاميركية مع ايران وحزب الله، حيث ان المرحلة لم تعد مناسبة لاية انقسامات او تجاذبات على الساحة الداخلية وباتت تفترض على كل القيادات وبصرف النظر عن خلافاتها السياسية، ان تتعاون في سبيل تمرير مرحلة الحرائق في المنطقة. واعتبرت هذه الاوساط ان الحملات التي يتعرض لها رئيس الحكومة سعد الحريري، خصوصا في الظروف الراهنة، مرتبطة بالحسابات الداخلية بدرجةكبيرة، ولكنها لن تؤثر على مسار التسوية كما على اتجاهات الحكومة، وهي عدم الاصطفاف في أية محاور اقليمية ودولية نظرا لانعدام القدرة اللبنانية على احداث اي تغيير او تأثير مهما كان طفيفا» في منحى الصراع الدائر في المنطقة التي تشهد منذ مدة  وتحديدا العام الماضي،عملية رسم حدود نظام اقليمي جديد.

وفي أولويات هذه الاستراتيجية «الحريرية» يأتي استقرار الساحة الداخلية والحفاظ على التماسك الهش وذلك على الرغم من ان هذا الاستقرار مهدد بقوة اليوم وذلك بسبب بعض الاتجاهات السياسية غير المنسجمة مع الواقع الداخلي، كما قالت الاوساط نفسها والتي اعتبرت ان مشهد اللقاء الثلاثي في كليمنصو اولا، وخطاب رئيس الحكومة في الفاتيكان ثانيا، يشكلان مقدمة لمرحلة من النأي بالنفس  للحكومة الحالية عن النزاع في المنطقة الدائر بين واشنطن وطهران. وأضافت الاوساط النيابية نفسها ان رفض الرئيس الحريري، الانخراط في المواجهات  الاقليمية، يتزامن مع تصميم على مواجهة كل التحديات المترتبة ومن ضمن فريق واحد في لبنان، ذلك ان اي استهداف لطائفة هو استهداف لكل الطوائف اللبنانية، سواء كان هذا الاستهداف سياسيا او عسكريا.

وشددت الاوساط على ان كل القوى السياسية قد باتت اليوم في خندق واحد بعد التهديدات الاسرائيلية الاخيرة والعقوبات الاميركية بحق حزب الله، علما ان الخروقات الاسرائيلية الاخيرة للسيادة اللبنانية، تأتي في سياق استعدادات ومناورات بدأت منذ أشهر وتحاكي حربا محتملة على لبنان. وبالتالي لاحظت الاوساط نفسها، ان عنوانين يتهددان الاستقرار الداخلي وهما خطر العدوان الاسرائيلي وترددات الاشتباك الاميركي ـ الايراني. ووجدت ان ما من سبيل امام السلطة اليوم سوى التوافق والتسوية بصرف النظر عن كل ما يطرح من ملفات خلافية وخصوصا داخل الصف الواحد احيانا.

وفي سياق المقاربة المحلية لانعكاسات الصراعات الاقليمية، تحدثت الاوساط عن اتجاه لتوسيع مروحة اللقاء الثلاثي الذي انعقد الاحد الماضي في دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، وشارك فيه الرئيسان نبيه بري والحريري. وأوضحت ان هذا التوجه يهدف الى جمع القيادات السياسية وتعزيز الجبهة الداخلية ومناقشة الاسترتيجية المناسبة للحفاظ على الاستقرار في وجه مرحلة الخطر الاتية الى المنطقة من بوابة الانقسام الدولي حول الملف النووي الايراني من جهة والصراع الاقليمي من جهة اخرى.

ومن هنا وجدت الاوساط النيابية نفسها ان الجميع اليوم في خندق واحد والمقاومة لا تقتصر فقط على فريق واحد بوجه العدو الاسرائيلي، او على منطقة او طائفة دون غيرها، واكدت انها تحولت الى أولوية وطنية خصوصا في الوقت الذي باتت فيه المواجهة مع اسرائيل محصورة بالساحة اللبنانية.