IMLebanon

بعبدا تتواصل مع «بعض الحَراك»..

 

هذا ما حمله الموفد البريطاني إلى لبنان

 

 

ربما خسارة القليل من الوقت قبل تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة تحت عنوان التفاهم على الرئيس المكلف تعني حكماً ربحاً في تأليف سريع للحكومة الجديدة. هذه الأجواء التي يلمسها زوار قصر بعبدا الذين يخرجون بإنطباع أكثر طمأنينة من الأيام الماضية، ومرد ذلك، بحسب هؤلاء، الى هناك اتصالات حاسمة تجري للوصول الى حل.

 

هذا الانطباع أصبح معروفاً، وبات يتكرر خصوصاً أن تجربة التسعة أشهر في تأليف الحكومة السابقة لا تزال ماثلة. ويتحدث هؤلاء الزوار عن أن هوية الرئيس المكلف تحدد شكل الحكومة العتيدة، لكنهم باتوا مقتنعين بأنه لا بد من حزم الأمر، وهناك من الطائفة السنية من يرغب في الوصول الى سدة رئاسة الحكومة.

 

وبالنسبة الى زوار بعبدا لا يمكن الخروج من الحكومة المختلطة، وأي اجراءات أساسية ستتخذها الحكومة سواء كانت موجعة أم لا تتطلب دعماً سياسياً، ولا يمكن بالتالي للحكومة العمل من دون غطاء سياسي، فالحضور السياسي يؤمن الضمانة لنجاح الحكومة وتفادي وقوعها في مأزق.

 

وعلى ما يبدو جليا فان التواصل بين بعبدا وبيت الوسط بات مقطوعاً، ولم يكن مشهد الاحتفال بالاستقلال في وزارة الدفاع مشجعاً.

 

صحيح ان مشاركة الوزراء التكنوقراط أساسية، لكن ثمة وزارات سيادية تحتاج الى الدعم السياسي ومن دون هذا الدعم ماذا يحل بالحكومة؟ يسأل هؤلاء.

 

سؤال يشير اليه هؤلاء الزوار الذين ينقلون عن رئيس الجمهورية ميشال عون اطمئنانه لما يمكن أن ترسو عليه الأمور، مؤكدين انه يرى أن مناداة الحراك بالحرب ضد الفساد مسألة أساسية تلاقي توجهاته في هذا الملف، والواضح أيضا، بحسبهم، أن الورقة الاقتصادية التي أقرتها الحكومة قبل استقالتها هي من ضمن الإجراءات التي ستنتقل الى الحكومة الجديدة باعتبارها من ضمن الإجراءات الضرورية.

 

وهنا يجدد الزوار التأكيد على أن هناك تواصلاً مع بعض ممثلي الحراك المدني من أجل فتح خط للحوار أو بداية حوار يؤسس للدخول في التفاصيل.

 

تأكيدات الموفد البريطاني

 

ويلفت الزوار الى ان لقاء الرئيس عون مع المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية البريطانية السفير ريتشارد مور اتسم بالأيجابية حتى إنه كان ممتازا. وقد شرح رئيس الجمهورية أمامه الوضع في لبنان انطلاقا من الأزمة الراهنة والإمكانات المطروحة للحل.

 

الى ذلك لما يُسأل رئيس الجمهورية من قبل زواره عن التحرك الخارجي في اتجاه لبنان، يقول ان الهدف منه استطلاعي، متوقفا عند اهمية اللقاء الذي يعقد في الثامن والعشرين من الشهر الجاري بحضور ممثلين عن فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية بعد ان اجتمع هؤلاء مؤخرا في باريس في ما يمكن وصفه بالإجتماع التمهيدي.

 

بدوره نقل المسؤول البريطاني الى رئيس الجمهورية سلسلة تأكيدات من بلاده: أولاً، مواصلة بريطانيا لدعمها الجيش اللبناني بصرف النظر عن الأزمة الراهنة. ثانياً، التمني بالإسراع في تأليف حكومة تأخذ بالإعتبار الوقائع الراهنة، أي ما يطلق عليها المسؤولون البريطانيون «حكومة متوازية» مع التأكيد على عدم التدخل في الشؤون الداخلية في لبنان ولا يرحبون بأي تدخل فيها من اي جهة كانت. وثالثا دعم الإصلاحات التي اقرتها حكومة تصريف الأعمال فضلا عن مكافحة الفساد.

 

وفي كل الأحوال فإنه لا يمكن لبريطانيا الدخول في شكل الحكومة ولا الأسماء شأنها شأن بعض الدول. ويختم زوار بعبدا بالإشارة إلى أن الأهتمام الدولي بلبنان واضح وحركة الموفدين الأجانب الى لبنان غير متوقفة ضمن الاستطلاع وتكوين وجهة نظر ونقلها الى كبارالمسؤولين قبل اتخاذ اي خطوة.