IMLebanon

هل انطلقت عملية تنفيذ بنود اتفاق باسيل – نصرالله الاخير؟

 

 

ليس جديدا ان تثير مواقف وزير الخارجية جبران باسيل سجالا سياسيا في البلد يأخذ مداه لايام واسابيع، لكن الجديد في مواقفه الأخيرة سواء التي صدرت عنه من منبر جامعة الدول العربية او في ذكرى 13 تشرين، هو مقاربته ملف العلاقات مع سوريا بشكل حاسم وصريح بعد مرحلة من التردد خوفا على التضامن والاستقرار السياسي الداخلي. اذ تؤكد المعطيات وجود خطة عمل مشتركة بين العونيين وحزب الله تبلورت في اللقاء الاخير الذي جمع رئيس «الوطني الحر» بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ، تلحظ تعاملا جديدا مع ملف سوريا ككل، سواء لجهة الدفع باتجاه استعادة العلاقات الرسمية بين البلدين، العمل على اعادة النازحين السوريين، وتحريك التجارة البرية مع فتح المعابر الحدودية السورية سواء مع الأردن او مع العراق.

 

واذا كان البعض قرأ بقرار باسيل اعلان رغبته بزيارة سوريا في ذكرى 13 تشرين هفوة سياسية من منطلق ان اعلانا مماثلا لن يزيد من شعبيته ولن يشد عصب جماهيره، بل العكس تماما قد يترك انعكاسات سلبية على مناصريه الذين لا زالوا لا يستسيغون التناغم العوني مع الرئيس السوري بشار الاسد، الا ان مصادر «الوطني الحر» تؤكد ان الاعلان جاء مدروسا بالمضمون والشكل والتوقيت، مؤكدة ان الجماهير العونية تخطت كل المرحلة الماضية وباتت تعي تماما ان مصلحة سوريا لا لبنان هي باستعادة العلاقات الطبيعية معها، مضيفة:«البعض يسعى بتصويره خلاف ذلك لتعميم فكرة ان العونيين لا زالوا يتقوقعون في الماضي كغيرهم من الحزبين، علما انهم بالحقيقة تخطوا كل الأحداث التي شهدتها الحرب الاهلية والمرحلة التي لحقتها، وهم امام القيادة لا خلفها بملف استعادة العلاقات تأمينا للمصلحة الوطنية العليا التي يقاربها البعض من منطلق المصلحة الحزبية، وهو ما يجعلهم ينتقدوننا ويترددون بالمسارعة لفتح صفحة جديدة مع دمشق يدركون أنهم سيفتحونها عاجلا او آجلا».

 

وبحسب المصادر العونية، فان الاولوية بالنسبة للوزير باسيل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون تكمن بحل أزمة النزوح التي باتت تهدد البلد على كل المستويات، لافتة الى انه وبعد التثبت من عدم رغبة المجتمع الدولي بالمساعدة بالموضوع لاعتبارات دولية باتت مكشوفة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، آن أوان التواصل المباشر مع دمشق لاطلاق آليات عمل جديدة تضمن اعادة أعداد كبيرة تناسب العدد الاجمالي للنازحين المنتشرين في معظم المناطق اللبنانية. وتضيف المصادر:«حتى عدم الراغبين بالتواصل مع النظام في سوريا من الفرقاء اللبنانيين، باتوا مقتنعين ان لا خيار آخر في المرحلة الحالية للتخلص ولو من جزء بسيط من حمل النزوح. ولعل ما صدر عن رئيس الحكومة سعد الحريري عبر بيان عن مكتبه الاعلامي لجهة قوله أنه، «إذا أراد رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل زيارة سوريا لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه، المهم النتيجة»، أكبر دليل أن حتى رئيس الحكومة يعي اننا قد نتوصل الى نتيجة محتملة في هذا الملف عبر التواصل المباشر مع دمشق بعد فشل كل الوسائل الأخرى في تحقيق الهدف المرجو».

 

ولا تقتصر خطة الوطني الحر حزب الله على ملف النزوح، بل تطال بشكل اساسي الوضع الاقتصادي اللبناني، وهو ما اشار اليه البيان الذي صدر بعد لقاء نصرالله باسيل الأخير لجهة الحديث عن اتفاق على ضرورة تأمين الاستقرار الاقتصادي من خلال القيام بكل الاجراءات اللازمة لضبط الوضع الاقتصادي وتحسينه، وضرورة العمل على زيادة موارد الدولة وإصدار موازنة 2020 وفيها إصلاحات جذرية من شأنها تحسين الواقع الاقتصادي والمالي ووجوب الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، كذلك وجوب تخفيض عجز ميزان المدفوعات. ويُدرك الطرفان أنه ولتحقيق هذه الاهداف يتوجب تفعيل التجارة اللبنانية من خلال الاستفادة من تصريف المنتجات المحلية برا بعد فتح معبري نصيب والبوكمال.

 

بالمحصلة، يبدو واضحا أن رئيس الحكومة سلم الثنـائي باسيل – نصرالله أمر الانفتاح على دمشق على أن ينتهج هو سياسة النعامة في المرحلة الراهنة حتى يحين موعد الانفتاح العلني المباشر عليها والذي لا يبدو انه سيتأخر.