IMLebanon

هل يُقنِع باسيل الثنائي الشيعي بعدم تسمية الحريري والإنتقال للمعارضة؟

هل يُقنِع باسيل الثنائي الشيعي بعدم تسمية الحريري والإنتقال للمعارضة؟

إذا كان التكليف أصبح مضموناً للحريري فالتأليف أمام تطوُّرات حاسمة

 

 

تُشير المصادر إلى ان تكليف الحريري بات مرجحاً ان لم يكن ثابتاً إلا إذا انتعشت عند رئيس الجمهورية معادلة جبران والحريري  معاً داخل الحكومة ومعاً خارجها

انشغل الوسط السياسي بالتسريبات التي أطلقها التيار الوطني الحر عن انه يتجه لعدم تسمية الرئيس سعد الحريري في الاستشارات النيابية التي ستجري يوم الاثنين المقبل، وفقاً للبيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، ما يعكس رغبته في عدم المشاركة في الحكومة التي سيشكلها بعد تكليفه، وانتقال تكتل لبنان القوي إلى صفوف المعارضة، ومما زاد في صحة هذه التسريبات ما أعلنه رئيس مجلس النواب نبيه برّي في لقاء أمس الأربعاء مع النواب من انه يتمسك بمشاركة التيار البرتقالي في الحكومة.

 

وتقول مصادر نيابية مقربة من حزب الله ان الحزب كثّف في أعقاب هذه التسريبات نشاطه على خطي بعبدا وميرنا الشالوحي، مستطلعاً توجهات التيار البرتقالي للحكومة الجديدة في ضوء تبدل المعطيات وبروز اسم الحريري كمرشح وحيد في نادي الرؤساء المحتملين لمجلس الوزراء العتيد، وجاء الرد يُؤكّد صحة ما ذهبت إليه التسريبات، وقد أبلغ الحزب حليفه المعني بأنه لا يحبذ خيار ترك الساحة للرئيس الحريري لأن خروج التيار البرتقالي وحلفائه من الحكومة يُشكّل خدمة للمشروع الأميركي في المنطقة، هذا المشروع الذي يريد ابعاد الحزب وحلفائه من دائرة القرار في لبنان.

 

المصادر نفسها تقول ان جواب رئيس تكتل لبنان القوي على وجهة نظر حزب الله جاء ضبابياً الأمر الذي بات يستدعي حصول لقاء في الساعات القليلة التي تسبق موعد الاستشارات النيابية الملزمة بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله والوزير جبران باسيل للتشاور المباشر ومن دون وسطاء في التطورات السياسية ولا سيما في موضوع تشكيل الحكومة الذي أصبح موضوعاً دولياً عكسه اجتماع دول الدعم الذي عقد في باريس بمشاركة دول الخليج ومعظم المؤسسات الدولية كشرط لا بدّ من ان يوفره المسؤولون اللبنانيون لتقديم المساعدات اللازمة لإنقاذ لبنان من أزماته الحادّة والمفصلية.

 

على ان حال تُشير المصادر ذاتها إلى الاعتقاد بأن التيار الوطني الحر ورئيسه لن يتراجعا عن قرارهما لجهة عدم المشاركة في حكومة التكنوقراط التي يُصرّ الرئيس الحريري على تشكيلها في حال استقر الرأي على تكليفه لضمان قبولها في الشارع من جهة، وفي نادي الدول المانحة ومعها الولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية، ما يعني عملياً ان حزب الله والتيار الوطني الحر لن يكونا في صفوفها، وعليه فإن قرار عدم المشاركة والانتقال إلى المعارضة، ينسجم تماماً مع موقف حزب الله الذي يرى أيضاً بأنه مستهدف اميركياً وعليه فإن قرار رئيس التيار البرتقالي الانتقال إلى المعارضة من شأنه ان يعطل المشروع الأميركي، ويحول دون وصول الحريري إلى رئاسة الحكومة، لا سيما وان تحالفه مع الحزب وحركة «امل» وباقي قوى الممانعة يُشكّل الأكثرية النيابية القادرة على اختيار شخصية غير الحريري، ولو أدى إلى قيام حكومة اللون الواحد والدخول مع الفريق الآخر في مواجهة سياسية داخل مجلس النواب وخارجه.

 

وحسب معلومات المصادر لا يزال حزب الله يرى بان مثل هذا الطرح، لا يخدم العهد ولا القوى التي تدور في فلكه، وبالتالي لا يزال يفضل التوافق مع الحريري كأقوى ممثّل للطائفة، وله علاقات دولية واسعة على المواجهة معه، الا انه في ذات الوقت يعتبر ان طرح التيار الوطني الحر لجهة الانتقال إلى المعارضة لا يزال قابلاً للنقاش بين الحلفاء أنفسهم على ضوء المستجدات الخارجية التي افرزها اجتماع دول الدعم في باريس.

 

في هذه الاثناء، دخل رئيس الجمهورية على خط الاتصالات الجارية مع حلفاء التيار الوطني الحر من موقع التشديد على الديمقراطية التوافقية وعلى انها الضامن للوحدة الوطنية والكفيلة بإخراج لبنان من الظروف الصعبة التي يمر بها سياسياً واقتصادياً، وإذ أشار الى ان الاستشارات النيابية التي ستجري يوم الاثنين المقبل تشكّل مدخلاً لتأليف الحكومة الجديدة التي يفترض ان تعمل على تحقيق الإصلاحات الضرورية التي أقرّتها الحكومة السابقة والاستمرار في عملية مكافحة الفساد، دعا جميع الأطراف إلى التعاون مع هذه الحكومة كي تتمكن من إنجاز المهمات المطلوبة منها، وكأنه يوحي بذلك إلى انه لا يجاري الوزير السابق في طرحه عدم مشاركة تكتل لبنان القوي في الحكومة الجديدة، والانتقال إلى صفوف المعارضة.

 

وسط هذا المشهد المعقد قبل ثلاثة أيام من الاستشارات الملزمة، تُشير المصادر إلى ان تكليف الحريري بات مرجحاً ان لم يكن ثابتاً (إلا إذا انتعشت عند رئيس الجمهورية معادلة جبران والحريري معاً داخل الحكومة ومعاً خارجها في ضوء مشاوراته مع الثنائي الشيعي)، لكن السؤال يبقى: ما هي الكتل التي ستمنح الحريري اصواتها في حال نجح باسيل في جر حزب الله إلى موقفه؟ وهل ستقتصر على «المستقبل» والاشتراكي و«القوات اللبنانية» وهل ستكون الأصوات كافية لإصدار مرسوم التكليف حسب ما ينص عليه الدستور؟

 

أوساط الحريري لا تخشى من الناحية الدستورية عدم حصول الحريري على الأكثرية ما دام هو المرشح الوحيد لتشكيل الحكومة وتعتبر انه في حال امتنع الثلاثي (التيار والحزب وامل) عن تسميته، فإن ذلك يحرره أكثر لكي يؤلف حكومة التكنوقراط التي يريد ويترك القرار النهائي لمجلس النواب.