IMLebanon

ما أبلغ باسيل… وهو «يحاضر في العفاف»؟!   

 

المؤتمر الصحافي، الذي امتد لنحو  الساعة ونصف الساعة، لرئيس «التيار  الوطني الحر»، النائب و(الوزير  السابق)، جبران باسيل، فاجأ  عديدين، بالتوقيت والمضمون… وهو لم يأت عفوا، ولا من «فراغ»… خصوصا، وان هذه  «الطلة»، جاءت عشية «اللقاء  الوطني»، المزمع  عقده، بعد غد  الخميس، في  القصر الجمهوري  ببعبدا، بدعوة من رئيس الجمهورية  العماد ميشال عون… وقد بات هذا اللقاء حاجة  ضرورية لتلميع صورة العهد، الذي شهد  ولايزل، تراجعا غير مسبوق، وفشلا على هذا القدر وبهذه السرعة… والازمات  الدولية  والاقليمية، تحاصر لبنان من  كل الجهات، وبكامل عناوينها ومضامينها… وقد شهد لبنان، في عهد فخامته، «قطيعة عربية» غير مسبوقة، وضعته في مأزق  بالغ الخطورة، سياسيا واقتصاديا  وماليا، بل ومعيشيا ووطنيا…؟!

 

اراد باسيل من هذه «الطلة  الاعلامية»، ان يوجه سلسلة  رسائل في اكثر من  اتجاه، وبالدرجة الاولى الى داخل «التيار»، الذي يعيش ازمة  حقيقية – وجودية، جراء  السياسات والمواقف و»السلوكيات»، التي  يعتمدها  «العهد» و»التيار»، سواء  بسواء… وادت الى «تهديدات  داخلية، خلاصتها، الخروج من  التنظيم، وتشكيل منظومة  جديدة..»  الامر الذي دفع  باسيل  الى هذه «الطلة»  بعناوين  متعددة، من  بينها  محاولة تلميع  صورة  العهد، ورمي  الفشل  على آخرين… وبهذا الكلام  الذي  ردده، مخاطبا ، بالدرجة  الاولى، «شباب التيار» ومنبها  الى انه «من اليوم، لن نسمح بالتعدي  المادي والمعنوي علينا… ومازلت اهديء شبابنا  ليتحملوا  الشتيمة  والتعدي من اي ازعر ، بحجة انه  ينتمي الى  الحراك…».

 

يؤكد قيادي (سابق) في «التيار» لـ»الشرق»، ان الوضع داخل «التيار» حيث وجد، ليس سليما، ولا معافى، وهو يحتاج  الى حركة اصلاحية، لتجنب «الاغتيال السياسي»، الذي تحدث عنه  باسيل … مع الاشارة الى ان «الاصلاح» ليس سهلا، وقد يحتاج الى انقلاب، بسبب تعقيداته… خصوصا وان «الآمر الناهي «هو جبران باسبل، ولا احد سواه…».

 

يقر العديد من قيادات «التيار الوطني الحر» ان هذا  التنظيم «تراجع الى الوراء كثيرا… وقد  بات مطوقا، بعزلة غير مسبوقة، حتى في اخطر المراحل التي مر  بها… بعد تدهور علاقاته مع  سائر القوى والاحزاب والتيارات السياسية، وغير السياسية… وعلى وجه  الخصوص المارونية منها… ناهيك « بجمود العلاقات  مع «حزب الله»، رغم « اتفاق مار مخايل»…

 

لم يكن امام باسيل من خيارات  سوى اعادة «تلميع» حضوره، رغم فشله  المؤكد، في  الحكومات  السابقة كلها… ودعوة «التيارين» الى «تهدئة اعصابهم  وتطويل بالهم»، مع وعد بأنه «سيفضح  الكذابين..» وهو الذي اراد، في سياق ما اعلنه، ان  يعيد ما امكن، من  الاعتبار  السياسي  والشعبي للعهد، عشية «لقاء  بعبدا» وقد حاول، غير مرة، ان يغسل يديه  ويتبرأ مما آلت اليه الاوضاع، على مدى الحكومات السابقة، التي  كان شريكا فيها، وبوزارات نافذة، وذات اهمية، مثل «النفط» و»الكهرباء» و»الخارجية..» وغيرها… وقد  بات  الجميع  على قناعة، منذ  اواخر  العام  الماضي، ان  باسيل  لم  يترك  للصلح  مكانا، وهو يتطلع  الى  ما بعد انتهاء  عهد الرئيس عون، اسوة بعديدين  غيره.. وقد تعرضت العلاقة مع  «المستقبل»، الى اهتزازات كبيرة، في ظروف دقيقة  للغاية… فما ان يصار  الى  تجاوز  «عقدة»  حتى تبرز «عقد»، غالبا ما يكون  مصدرها، الوزير باسيل، سرعان  ما تتحول الى «التباسات  سياسية… ومواقف تحمل في طياتها العديد من الرسائل…».

 

تصويب باسيل على الرئيس  سعد الحريري، من دون ان يذكره  بالاسم، وبالاسلوب  الذي اعتمده، يؤشر الى ان  البلد قد يكون، او قد يصبح، امام «مشهدية  جديدة»، بدأ الترويج لها في  غير  مكان، وقد بادر رئيس «تيار  المردة»، سليمان فرنجية، الى الرد على باسيل قائلا: «لا يلام  الذئب في عدوانه، ان يك الراعي  عدو  الغنم…»؟!

 

البلد يمر بمرحلة دقيقة، وبالغة  الخطورة، وما آلت اليه الاوضاع كافة، لا يبرر بقاء «حكومة  دياب»، كما لا يكفي ان يعلن  باسيل «انه لا يريد ان يصبح رئيسا للجمهورية»… ومن واجبه ان يعيد مراجعة حساباته، ومواقفه، ليتأكد من انه، كما العهد، ولا «التيار الحر»  كانوا  في صلب ما آلت اليه الاوضاع  في هذا البلد، وعلى المستويات  السياسية  والاقتصادية  والمالية  والخدماتية والمعيشية، بل والوطنية… واللبنانيون، على  وجه العموم، يعانون «الامرين»، وهم  يرددون «طفح الكيل… طفح  الكيل»، وليس من انسان، ايا كان، اغلى من وطنه.. وهم  يستمعون الى ما جاء  في الطلة  الاعلامية قائلين:»ما ابلغ  باسيل… وهو يحاضر في  العفاف…»؟!