IMLebanon

وادي قاديشا المعلم الماروني المصنّف عالمياً…جعجع لـ«الجمهورية»: لبنان بلدنا ولن نتركه

 

 

ختزن وادي قاديشا في ثناياه حقيقة الموارنة، وقصصاً تزيد المجد عنفواناً والكبرياء عزّة. فمن يمشي في طريق الوادي يقرأ بإعجاب تاريخ المسيحيين محفوراً داخل مغاوره. رائحة البخور العابقة من محابس النسّاك تتلو مزموراً من مزامير صمود الكنيسة المارونية، وأديرة الرهبان بأحجارها العتيقة المتراصّة تسرد قصة بقاء لبنان الكيان، لبنان الذي لا يسقط، مهما أمعنت الأيام في جورها.

وادي قاديشا، ملجأ الموارنة المضطهدين والمركز الروحي للكنيسة المارونية، من القضايا الأساسية التي عمل ويعمل نواب منطقة بشري عليها، لتحويله إلى معلم ديني – تاريخي – تراثي – سياحي – وبيئي عالمي. من هنا، وبعد العمل الدؤوب الذي بدأت خطواته الأولى منذ عام 2015، من المقرر أن يتم يوم الجمعة المقبل، أي 17 الحالي، افتتاح 4 مواقع أثرية أعيد ترميمها حديثاً، وهي:

 

درب بشري الوادي – كنيسة مار يعقوب المقطع.

محبسة مار سمعان الأثرية – بقرقاشا.

درب بزعون الوادي مع ساحة صغيرة.

طاحونتا مياه أثريّتان في حدث الجبّة.

 

هذا المشروع، ذات الطابع السياحي والديني والتاريخي، سيكون برعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي سيمرّ في المواقع الأربعة التي تم تأهيلها: بشري، بقرقاشا، بزعون، وحدث الجبة المحطة الأخيرة حيث سيكون كلمة للراعي وأخرى للنائب ستريدا جعجع.

 

وتقول ستريدا جعجع لـ«الجمهورية»: «إضافة إلى البركة التي أعطتها، معلوم أنّ الكنيسة المارونية تملك عدة أراض واسعة في وادي قاديشا، وهي تواكب العمل وتحرص على أن يبقى الوادي مُدرجاً على لائحة التراث العالمي من جهة، وأن يكون وسيلة لتوفير فرص عمل للمنطقة. وبالتالي، الكنيسة مؤمنة بالاستراتيجية التي وضعها حزب «القوات اللبنانية»، وتهدف إلى إبقاء أهالي منطقة بشري في أرضهم من جهة، وإلى تفعيل الحضور المسيحي في الأطراف والجبال، وعدم النزوح الى المدينة من جهة أخرى».

 

وأوضحت ستريدا جعجع أنها والنائب جوزف اسحاق «يحضّران استقبالاً حاشداً للبطريرك الماروني في المواقع الأربعة التي سيزورها، وسيكون لرؤساء البلديات التي تقع فيها هذه المواقع كلمات مميّزة تجاه غبطته، خصوصاً بعد مواقفه الوطنية الكبيرة، في موضوع حياد لبنان عن كل الصراعات التي تحصل في المنطقة، وموضوع فك الحصار عن الشرعية والقرار الحرّ».

 

جعجع شرحت أهداف المشروع، فقالت: «هناك هدفان أساسيان: الأول، تحويل وادي قاديشا الى معلم ديني سياحي عالمي، خصوصاً أنه «المعلم الماروني» الوحيد المُدرج على لائحة التراث العالمي، وبذلك، نحافظ على تراثنا وتاريخنا اللبناني الماروني المسيحي. والهدف الثاني، إطلاق القطاع السياحي الديني من بابه الواسع، الذي يساهم في تجذّر أهالي المنطقة بأرضهم، في ظل الظروف السياسية الاقتصادية المالية الصعبة التي يمر بها لبنان، وهو يَستجلب الى المنطقة إلى جانب السيّاح اللبنانيين السياح الأجانب».

 

وكشفت جعجع أنّ «المواقع الأربعة التي سيتم افتتاحها، سيكون هناك تتمة لها، حيث تم الاتفاق بين مؤسسة «جبل الأرز» و«وَقف» مار رومانوس حدشيت على إعادة تأهيل 5 مواقع جديدة»، مشيرة إلى أنّ «ما يحصل اليوم، يتضمّن خطة عمل وضعنا حجر الأساس لها، وإنجازها قد يستغرق 10 سنوات أو أكثر لتحويل الوادي الى الهدف المَرجو منه».

 

من الواضح انّ نجاح المشروع وتطوره سيعود بالفائدة الاقتصادية لمنطقة بشري، التي يَعتاش معظم أهاليها من القطاع السياحي. إلّا انّ النشاط الانمائي في المنطقة لا يتوقف على الوادي فقط، فالمشاريع التي نفّذتها وتنفذها مؤسسة «جبل الأرز» كثيرة وعلى مستويات مختلفة، بدءاً من الـ2007. هذا إضافة إلى الشق المتعلق بالتقديمات والمساعدات، منها: المساعدات المدرسية ومن ضمنها المازوت المقدم لمدارس المنطقة، المساعدات الغذائية التي يستمرّ توزيعها منذ العام 2019 من دون تمييز سياسي، إلى إطلاق مشروع مستشفى بشري الحكومي، وافتتاح المواقع الأثرية في الوادي. لذلك، فإنّ مؤسسة «جبل الأرز» تُعنى بالأمور الطبية، والثقافية والغذائية والصحية والزراعية، ومحصورة فقط بقضاء بشري. وما تَحويه هذه المؤسسة من عقارات واموال يعود قانوناً وبحسب النظام الداخلي إلى أهالي منطقة بشري».

 

بشري التي كانت من البلدات التي تميّزت بمقاربتها الفعالة لمكافحة وباء كورونا بفِعل جهود نوابها وبلديتها وفعالياتها ووزارة الصحة، تَجد فيها من يُسائِل نوابَها إنمائياً، إنما بخلفيات سياسية وحتى شخصية في كثير من الأحيان. لذلك، تقول جعجع: «هناك ديموقراطية، وهذه الديموقراطية تفرض احترام الرأي الآخر، وأيّ مسؤول يجب أن يقوم بواجباته تجاه ربّه وضميره وتجاه الناس جميعاً. ومَن أعطونا ثقتهم في منطقة بشري يعرفون تماماً ويقدّرون عملنا، وصدى أعمالنا لا ينحصر هنا فقط، بل يمتدّ الى بقية المناطق اللبنانية. فالقول «يا ريت كل نوّاب لبنان مِتل نواب بشري، يَفينا حقّنا».

 

وأوضحت أنّ «بعض المطالب كتأمين الكهرباء إلى مشاريع أخرى كفتح جامعة وغيرها كلّها من مسؤولية الدولة. أنا والنائب جوزف اسحاق على تماس مباشر مع أهلنا، وما نقوم به هو تنفيذ لاستراتيجية وضعت في العام 2007، وليس اليوم. ليس من واجباتنا إنشاء معامل كهرباء، إنما من واجباتنا تحسين البنى التحتية والصرف الصحي، وهذا يستجلب المستثمرين لتنفيذ مشاريع في المنطقة التي تعود بالفائدة على أهلها».

 

حُلم النائب جعجع في جعل منطقة بشري ريادية، لا يعني أنّ الطريق أمامها معبّد، إنما هذه «الصعوبات تسقط مع عامل الوقت عندما يتفهّم الناس جوهر ما نعمل له»، كما تقول. فعلى سبيل المثال عندما أطلقنا مهرجانات الأرز الدولية في العام 2015 بعد انقطاع دام نحو 50 عاماً، إلتقى من يقول لي إنّ هذا المهرجان لا يمكن أن يمر، وهم أنفسهم يترحّمون اليوم على أهلنا، بعدما رأوا المردود الاقتصادي والمالي والسياحي الذي يأتيه المهرجان على المنطقة، والذي كان يتضاعف سنة تلو الأخرى، حيث حصدت منطقة بشري في أشهر قليلة على خلفية مجيء الفنان العالمي اندريا بوتشيلي مردوداً يقدّر بنحو مليوني دولار».

 

من هنا، تؤكد جعجع أنّ «كل المؤامرات التي حاولت تركيع المنطقة بسبب انتمائها السياسي، وخصوصاً في فترة اعتقال الحكيم، سقطت. وبفِعل وجود حزب «القوات» في قضاء بشري من خلال نوابه وأكثرية رؤساء البلديات، والمخاتير وشرائح المجتمع، نعمل على إرساء نموذج «الجمهورية القوية» ومنها الى كل لبنان».

 

وتضيف: «لكنّ فعالية عمل النواب لا تقتصر على منطقتنا، فعلى سبيل المثال لو كان يملك النائب شوقي الدكاش في كسروان او النائب زياد حواط في جبيل أو النائب فادي سعد في البترون، ما يملكه النائبان ستريدا جعجع وجوزف اسحاق في منطقة بشري من انتماء قوّاتي واسع ونهج سياسي متناغم مع بقيّة شرائح المجتمع في هذه الأقضية لَحقّقوا إنجازات كبيرة وسريعة في مناطقهم، على غرار الانجازات المحققة في منطقة بشري».

 

وتابعت: «ما نقوم به هو محاولة تظهير نموذج «الجمهورية القوية» بقيادة سمير جعجع، والقول للبنانيين إنّ ما نقوم به هو نتيجة ثقة مَنحتمونا إيّاها وانتجَت 15 نائباً في البرلمان. لذلك، إذا أعطيتمونا ثقة أكبر في الانتخابات المقبلة، فنحن قادرون على تعميم نموذج تطبيق القانون وبناء المؤسسات والشفافية والمشاريع الانمائية والاقتصادية والاجتماعية في كل المناطق اللبنانية، وخصوصاً في المناطق التي لـ «القوات» نفوذ واسع فيها. من دون أن يعني ذلك أنّ نواب «القوات» مُقصّرون في القيام بواجباتهم في مناطقهم».

 

رسالتان وجّهتهما جعجع إلى أهالي منطقة بشري واللبنانيين: الأولى، «لأهلي في بشري، نشهد معاً تغييراً لنكون مثالاً لكل اللبنانيين. وهذا التناغم بيننا كنواب وكقاعدة تلبّي نداءاتنا، يعكس أهمية ما نقوم به كممثلين عن المنطقة، وما يقوم به الحكيم على مستوى الوطن. أمّا رسالتي الى اللبنانيين فهي: ما نمرّ به اليوم سواد كبير جداً، لكنّ إيماننا ببلدنا وبوجود قيامة وبأنّ وراء كل ظلمة نور، يثبّت بقاءنا في لبنان لنحقق أحلام جميع اللبنانيين. ما نمرّ به اليوم ليس نهاية العالم. لبنان بلدنا ولن نتركه، ومسيرتنا مستمرة».