IMLebanon

«أضحى» لبنان بين الخريف والخراف والخرف

 

الخريف يصيب عادة الدول التي لا تحافظ على ربيعها ويدرك هامتها الشيب باكراً، ليس شيب الوقار وإنما شيب الترهل والتضعضع بعد أن يستفحل فيها الفساد بكافة مستوياته. 

أما «الخراف»، فهو مرض يصيب الشعوب التي تقاد ولا تقود، تسيّر ولا تخيّر، تؤمر ولا تُسأل رأيها.. وإذا سئلت انساقت وراء غرائزها المالية أو الطائفية أو المذهبية. 

والخرف يصيب الأنظمة التي يتوقف الزمن عندها، وتتحول الى هياكل خشبية خاوية ينخرها السوس والفراغ.. ويعشش فيها الخوف والظلم والاستبداد..

فأين لبنان في عيد الأضحى والأضحيات وخريف الطبيعة من هذا الثالوث القاتل؟ 

لبنان مهدد بالخريف الدائم إذا لم يجدد حياته السياسية بانتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نيابي جديد.. ويزهر ربيعه من جديد ليبقى واحة التنوع الوحيدة في صحراء هذه المنطقة وليشع عليها وعلى العالم كله حرية وديموقراطية وثقافة وابداعاً.

الشعب اللبناني مطالب بعدم الاستسلام للواقع الذي أراده له بعض الساسة، وعدم التسليم بلعبة الأمم وصراع الأقوياء من الدول على أرضه، وعدم القبول بأن يكون أداة لهذا الصراع أو أن يساق في نهاية المطاف الى «الذبح».. فاذا وقعت البقرة – وهنا «النعجة» كثرت السكاكين.. إذ لا يبقى وطن ولا شعب. 

أما الخرف فواقع لا محال في نظام سياسي فاقد للذاكرة لا يستفيد من دروس الماضي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.. نظام ينطلق من الدستور في مخالفة الدستور كيف يحافظ على بقائه؟ ولا يهم إذا بقي هو وذهب الكيان والمؤسسات. 

فماذا يبقى؟ يبقى فقط التضحية.. وتلك أسمى معاني عيد الأضحى، التضحية بما هو غالٍ في سبيل ما هو أغلى.. انطلاقاً من حكمة تضحية نبي الله ابراهيم عليه السلام.. هذه التضحية هي التي تحفظ لبنان دولة وشعباً ونظاماً وكياناً.. هي تضحية شهداء وجنود الجيش اللبناني بأرواحهم وحريتهم وجراحهم فداء لهذا الوطن وكي يعود ربيعه ليزهر من جديد حرية وسيادة واستقلالاً أقوى من كل خريف ولو في عز شتاء المنطقة!