الحل الجذري بقانون جديد يحدِّد صلاحيات المجلس البلدي مع صلاحيات المحافظ
انتهت انتخابات المجلس البلدي لمدينة بيروت، بانتخاب مجلس جديد يجمع في مكوناته الاضداد السياسيين والحزبيين، تحت عباءة ما سمي، بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين والتنوع في العاصمة، والى ما هنالك من توصيفات العيش المشترك وفرادة بيروت وتنوعها، ولكن لا يبدو ان هذه الانتخابات قد انهت المشكلة القديمة الجديدة لتجاوز صلاحيات محافظ العاصمة على صلاحيات رئيس المجلس وقراراته، وبقي القديم على قدمه، في حين اضيفت مشكلة متعددة الوجوه، بانتخاب اعضاء غير منسجمين سياسيا، واكثر من ذلك، فهم مختلفون سياسيا الى حد التصادم اليومي، كلاميا وفي ممارساتهم وتصرفاتهم.
لا يمكن تجنب الخلاف بين اعضاء المجلس الجديد لبلدية بيروت، في حال نشوب خلاف حاد بين الاحزاب والاطراف السياسيين الذين ينتمون اليها حول موضوع ما او مشكلة حساسة ومهمة، والبلد مفتوح على سلسلة من المشاكل والازمات الخلافية، ما يعني ان هناك صعوبة في تجاوز حساسية الخلافات السياسية بينهم، والتعالي عنها في اتخاذ القرارات المهمة، الهادفة للنهوض بالعاصمة انمائيا وخدماتيا.
نشوة النصر بانتخاب مجلس جديد لبيروت، لا تجمع مكوناته اي مصلحة لإحداث الفرق بين مجالس المناصفة السابقة للبلدية، والمجلس الجديد، الا التنافس السياسي واحتلال المواقع، ومصلحة العاصمة وابنائها في اخر اهتماماته، قد تتلاشى وتنهار باسرع مما يتصور البعض، وتفرز مجلسا مشلولا هذه المرة، لن تنفع معه كل ادعاءات التلطي بالوحدة الوطنية والحفاظ على العيش المشترك، وتبقى العاصمة هي اكبر الخاسرين.
لتلافي نشوب اي خلاف كان، بين مكونات المجلس البلدي الجديد حول اي موضوع او ملف يطرح، ولإنهاء مشكلة المناصفة التي تتجدد عند كل انتخابات وللمرة الاخيرة، مبادرة الاطراف السياسيين الى اقرار قانون جديد يتعلق بتنظيم عمل مجلس البلدية وصلاحياته، ووضع حدٍ لسلطة محافظ العاصمة على قرارات المجلس.
يمكن من خلال العقلية المنفتحة للبعض ان يخوضوا بقانون حديث، تمت دراسته بعناية ودقة، ينظم عمل بلدية بيروت، تحدث عنه الوزير السابق ميشال فرعون مؤخرا، وقال انه اعد ايام الرئيس رفيق الحريري، وموجود بادراج وزارة الداخلية، ان ينهي الجدل والخلاف المتواصل حول المناصفة والتصادم بين صلاحيات المجلس البلدي والمحافظ، والتلطي حول هذه المشكلة باستمرار، اما لتبرير الفشل في مهمات المجلس البلدي تارة او الهدر الحاصل والفساد المستشري في تلزيم العديد من المشاريع المهمة للعاصمة