IMLebanon

 بين الحريري وباسيل

 

في ذروة كلّ منعطف لبناني خطر أو أزمة لبنانيّة دقيقة، كلّ خبر أو صورة إجتماع يضمّ رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل يضع اللبنانيين أمام تساؤل سلبي حول رئاسة الحكومة ورئيسها وعن كون باسيل ليس كما يشاع هو فقط «رئيس جمهوريّة الظلّ»، بل ربّما يوحي أيضاً بأنّه «رئيس حكومة الظلّ»!!

 

لا يكفي أن تنشر مصادر الوزير باسيل الإعلامية أنّ اللقاء بينه وبين الرئيس الحريري أوّل من أمس هو «طبيعي واعتيادي وجدّي»، ولا أن تنشر مصادر إعلامية أخرى أنّ «اللقاء لم يكن ناجحا فباسيل لم يحقق مبتغاه بإقناع الحريري بإدراج بند المجلس العدلي على بنود جلسة مجلس الوزراء» وسواءً كان اللقاء جيداً أو سيئاً ما يستوقفنا كمواطنين عمليّة إلغاء القضاء اللبناني وتعريضه لإهانة إلغاء دوره تحت عنوان إحالة حادثة قبر شمون على المجلس العدلي!

 

بالأمس سمع اللبنانيون كلاماً واضحاً على لسان النائب طلال أرسلان، أحد أبطال ما حيك للبنان وللجبل في تعريض الأمن والسلم الأهليّين لخطر كبير، وما يزال، ثمّة إصرار عجيب عند أرسلان على على أخذ الجبل ولبنان إلى ما لا تحمد عقباه وإصرار عجيب أيضاً على إلغاء دور القضاء اللبناني، ولا يقلّ دور الوزير جبران باسيل خطورة عن دور أرسلان، فكلاهما كانا شريكيْن في أزمة «كفرمتّى»، ما لم نفهمه بالأمس من قصد أرسلان بالأمس وهو يتحدّث عن «كلّ من يحاول التذاكي بموضوع إحالة قضية محاولة اغتيال الغريب إلى المجلس العدلي نقول له فليخيّط بغير هالمسلّة وكفى عهراً»، هذا كلام من يريد شرّاً بالجبل وأهله وسلمه الأهلي ومصالحته وبلبنان قبل الجبل، ثمّة من ينفخ في نيران استقواء المير التي قد تحرق الجبل ولبنان عن بكرة أبيه!!

 

إحترموا عقول اللبنانيين، الاغتيال لا يكون بهذه الجمهرة التي تطلق النيران «عن أبو جنب»، والكمين لا يكون بحشدٍ ظاهر للعيان، وآخرة هذا الأمر سوء يراد بالبلاد، وليس بوليد جنبلاط فقط، إرحموا اللبنانيين من شروركم العقيمة، من أين يأتي هؤلاء بهذه القدرة والرّغبة في إيصال البلاد إلى لحظة الحريق؟!

 

 

لم يعد مقبولاً أن تتعرّض الحكومة اللبنانيّة ورئيسها لهذا العبث والوقاحة، فلتجتمع الحكومة ولتنفجر في وجوه الجميع، لم تعد «كرامة» رئيس الحكومة تتحمّل هذا النّوع من الضغوط التي تمارس عليه لتمكين فريق من التحكّم بالبلاد، زمن الاحتلال السوري ولّى، وزمن القضاء العضومي ولّى، وزمن النظام الأمني والملفّات المركّبة من سيّدة النجاة إلى اقتياد الدكتور سمير جعجع إلى سجن وزارة الدّفاع ولّى، ليس مقبولاً مجرّد أن يفكّر فريق أنّ بإمكانه أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، زمن الاحتلال ولّى، ونقطة على السطر!

 

وبصدق شديد، علينا أن نقول وبدافع أخلاقي أولاً ومهني ثانياً، لم يعد مقبولاً أن يتصرّف وزير الخارجيّة جبران باسيل وكأنّه رئيس حكومة الظلّ، لم يعد بإمكان كثيرين قبول الحديث عن محاولاته «لإقناع» رئيس الحكومة بإحالة حادثة قبر شمون على المجلس العدلي، كثيرون باتوا يروْن أن باسيل يشكلّ خطراً حقيقيّاً بتحرّكاته وتصريحاته ورغباته على الرئاستيْن الأولى والثالثة، وعلى الرئاسة الثالثة تحديداً، لقد كلّف باسيل شعبيّة الرئيس سعد الحريري الكثير من الخسائر الكبيرة، حان الوقت لوضعه في حجمه الطبيعي «وزير»، فقد طفح الكيْل وفاض أيضاً!