IMLebanon

بين خطابين

كلما استمعت الى سمير جعجع تزداد اقتناعاً بأنّ هناك رجل دولة يطرح المواضيع ويعالجها بشكل موضوعي ومن دون عنتريات وسقف عالٍ وتهديدات (…).

لا شك في أنّ جعجع حتى باعتراضه على طاولة الحوار كان منسجماً مع ذاته وقدّم الأسباب التي تمنعه من المشاركة في الحوار.

قد نختلف معه أو نتفق ولكن لا بد من احترام رأيه خصوصاً أنّه يقول إنّ طاولة الحوار 2006 لم تحقق أي نتيجة في 30 إجتماعاً…

ثم طرح مواضيع أساسية: سلاح «حزب الله» الذي كنا نثير موضوعه فبتنا أمام موضوع انخراط الحزب في الحرب السورية.

كان جعجع مع «إعلان بعبدا» بينما «حزب الله» ومنذ اللحظة الأولى، قال: «لينقعوه ويشربوا زومه»… أهكذا يكون المستوى السياسي والخطاب السياسي؟!.

صحيح أننا نقدّر مبادرة الرئيس نبيه بري في دعوته الى الحوار ونرى أنّه يريد أن ينقل المشكلة من الشارع الى طاولة الحوار، وهذا أمر جيّد من ضمن ظروفنا الحالية، صحيح أنّ الحوار ليس حلاً مثالياً، ولكنه في الظروف الحالية أفضل الممكن.

ونسجّل لجعجع أنّه وانسجاماً مع نفسه لم يشارك في الحكومة، علماً أنّ المشاركة فيها هي طموح أي حزب سياسي حيث إغراء السلطة وتوافر إمكانية تقديم الخدمات للمحازبين والأنصار… هذا الترفّع من جعجع عن هذه المغريات ينسجم مع شخصيته كونه صاحب مبدأ.

أما ميشال عون فكل عمره ضد سوريا ليصبح مع حلفائها، كان مع الدولة القوية، وأنّ لا سلاح إلاّ للقوى الشرعية من جيش وقوى أمن والآن بات يدافع عن سلاح «حزب الله» حتى ولو كان هذا السلاح بإمرة القرار السياسي الايراني، وبعدما عرّض السلاح في 2006 لبنان الى حرب كلفتنا 4500 ضحية بين شهداء وجرحى، الى أضرار مادية لامست الـ15 مليار دولار.

إنّ ميشال عون مشارك في الدولة ويعارضها في آن معاً… فإذا كان أي وزير اليوم لا يريد الدولة فالحد الأدنى المطلوب هو استقالته… والشيء ذاته في مجلس النواب الذي يصفه بأنّه غير شرعي ويبقى فيه.

ويتحدث عون عن الفساد وينسى ما فضحته به صحيفة «لو كنار انشينيه» عن تحويله 50 مليون دولار الى زوجته في مصارف فرنسية.

ولم نفتح ملف جبران باسيل، بعد، ونكتفي بالإشارة فقط الى شرائه منزلاً في لندن بقيمة 15 مليون دولار بوساطة وزير «إصلاحي» تقيم زوجته في لندن حيث أنشأ لها «بوتيك» مهماً في أحد أرقى شوارع العاصمة البريطانية.

أما الكلام على التغيير… فجبران وزير منذ العام 2008… فأين التغيير؟!.

ويتحدث عن المخالفات والتجاوزات… فكيف يفسّر تعيين من يرسب في الانتخابات وزيراً غير مرة على التوالي؟!.

عوني الكعكي