IMLebanon

هل تنجح دائرة بنت جبيل في كسر جدار “الثنائي”؟

 

 

رهان على أصوات المسيحيين ومزارعي التبغ لصناعة الفرق والخرق

 

على مسافة اسبوعين تقريباً من الاستحقاق النيابي، بدأت المعارك الانتخابية في دائرة بنت جبيل تشتد، ولا شك انها اليوم ستكون على الصوت التفضيلي الذي يثبت شعبية كل فريق بالارقام وقد سجل 39 ألف صوت لصالح النائب حسن فضل الله في حين حصد نواب حركة «أمل» 8 آلاف صوت، ما يعطي المعارضة فرصة الخرق لو تمكنت من تجيير اصوات المسيحيين ومزارعي التبغ.

 

كيف تبدو المعركة؟

 

في بنت جبيل، المعركة بطعم رائحة التبغ، فمعظم القرى تعتمد على شتلة الصمود وقد منيت في السنوات الماضية بنكسة خطيرة، وانفجرت الازمة العام الماضي مع امتناع مزارعي التبغ تسليم محاصيلهم للريجي، رفضاً للغبن اللاحق بهم في السعر. كادت التحركات ان تشعل ثورة للمزارعين، فخرجوا للمطالبة بحقهم المشروع في زراعتهم، والا لا زراعة بعد الآن. هذه الانتفاضة يعول عليها كثيراً مرشح الحزب «الشيوعي» عن احد مقاعد بنت جبيل خليل ديب، حاملاً هموم هذا القطاع في حملته الانتخابية، فهو «حيوي واساسي»، وعليه يعتمد للوصول الى الحاصل الانتخابي، «في ما لو وفى المزارعون بالوعود التي قطعوها، ولم يتشتتوا». ففي رميش وعيتا وعيترون هناك 4 آلاف مزارع ضرب اثنين يعني 8 آلاف صوت، «كفيلة بالقدرة على خرق لائحة السلطة بمرشح من «أمل».

 

فهل تنجح دائرة بنت جبيل في كسر جدار الثنائي وتحدث خرقاً؟ كل الاحتمالات واردة لاعتبارات اساسية عدة، الصوت المسيحي، صوت مزارعي التبغ، فهذه الاصوات يمكنها ان تقلب موازين اللعبة، لو جرى تجييرها لصالح لائحة المعارضة.

 

يتركز الوجود المسيحي في هذا القضاء في قرى رميش، دبل، عين ابل، عيتا، ويبلغ عدد ناخبيها قرابة الـ7000 صوت، عادة ما كانت تصب في صالح لائحة الثنائي، غير انها وفق المعلومات قد تتوزع اليوم، وقد ينتزع احد مرشحي لائحة المعارضة حاصلاً في ما لو صدقت التوقعات والتزم الصوت المسيحي المعترض على اقتراعه للائحة «معا نحو التغيير». فمعظم هؤلاء من مزراعي التبغ الذين ذاقوا ويلات الحرمان من حقوقهم، وكانوا من عداد المنتفضين صيف 2021 على سعر «الريجي»، ورفضوا تسليم محاصيلهم. الى جانبهم يوجد قرابة 4000 مزارع تبغ في قرى القضاء لو جرى تجيير اصواتهم لخليل ديب، الذي يرفع لواء حكاية قطاع التبغ على اعتبار انه مزارع منهم، فإنه يملك حظوظ الخرق، وهذا ما يؤكده ديب ويرى ان المعركة قاسية، فهي تدور بين فريق يريد التجديد لنفسه، وآخر يريد الاصلاح والتغيير.

 

أصوات مزارعي التبغ «بتعمل فرق» في العملية الانتخابية يقول ديب الذي يراهن على وعيهم ووعودهم، ولكن «اذا تشتتوا حكماً سنفقد حظوظ الخرق»، لانه قد نشهد في الايام المقبلة اسلحة انتخابية جديدة في المعركة، والناخب هذه الايام يسعى وراء لقمته».

 

وبحسب ديب فإن «المعارضة تخوض الانتخابات انطلاقاً من واقع الناس المعيشي والخدماتي، والخطر الداهم على الهوية الوطنية، والتغيير ينطلق من الشعب مصدر السلطات، هذا الشعب الذي يحتاج خضة لكي يستيقظ ولكن ماذا لو ظل في اصطفافاته الراهنة؟ سنبقى محلنا». يدرك الجميع ان المعركة مفصلية والرهان على «الصوت التفضيلي»، من هنا وضع كل فريق خريطة معركته على بساط البحث، وبدأ يُعدّ العدة للحرب المنتظرة التي تخاض بالمفرق والجمع لحث الناخب على الاقتراع، وتجيير الصوت التفضيلي له، ما يدفع للبحث عن المفاتيح الانتخابية ذات التأثير الشعبي، ولديها امكانية تجيير الاصوات. لا يتردد ديب بالاشارة الى وجود حالة تأثير على الناخب من احزاب السلطة، عدا عن ان الصوت الذي سيجَير «حقه مصاري» وهذا عُرف اعتاده الناخب، الذي يحتاج حكماً الى غسيل دماغ كي لا يبقى مظلوماً. ويشير ديب الى حجم الانفاق الانتخابي للفريق الآخر «وهي امكانيات لا نملكها كلائحة، ولو توفرت لن نعتمد الاسلوب نفسه، لاننا نحمل طابعاً اصلاحياً مؤسساتياً». ولا يخفي ديب حدة المعركة رغم تأكيده انها «مع المرشح الاضعف في اللائحة المناهضة لنا».

 

بالمحصلة، الكل يراهن على وعود الناخبين ويستبشر بها ديب خيراً، فهل ستترجم حقيقة في صناديق الاقتراع؟ لا شيء مضموناً في ظل تغيير عدة الشغل الانتخابي اليومية.