IMLebanon

عمادة مباركة

 

 

تختصر مشاركة وليد جنبلاط (الزعيم الدرزي) في مراسم عمادة حفيدته (المارونية)، في الدير التاريخي مار انطونيوس، وادي قنوبين، الذي يضم أول مطبعة في الشرق، تاريخاً من العلاقة الوطيدة، والمرتبكة، بين طائفتين مؤسستين للبنان الكبير في صيغته الحالية، وتقدّم نموذجاً عن العلاقات المطلوبة والممكنة في بلد يمزقه زعماء طوائف ثم يعيدون تركيبه بناءً على حجم الحصص الخاصة المحقّقة باسم تلك الطوائف.

 

يكاد جنبلاط ينفرد من بين قادة الطوائف والمذاهب بموهبة الذهاب إلى الآخرين من دون تردد أو وجل.

 

نراه عند الجميع، يقتحم حواجز مفتعلة، حتى لو كان أسهم في صنعها في وقت وظروف سابقة. إنه في النهاية يعرف أن لا بديل عن تشارك العيش والتعاون والانفتاح بين أبناء البلد.

 

لو يفعل كل مدعٍ لزعامة طائفية بعض ما يسلكه جنبلاط في لفتات ومبادرات شتى، لكان المناخ النفسي العام لجماهير المواطنين افضل بما لا يقاس.

 

تصوّروا مثلاً أن يشارك السيد حسن نصرالله في قداس أو أن يؤم المفتي دريان المصلين في المجتبي، أو أن يكون الرئيس نبيه بري خطيب جمعة في جامع محمد الأمين.

 

كل ذلك يمكن أن يحصل ويوفّر توترات وأوجاع رأس واحتقانات يثيرها زعماء الفتن، لكنه، كي يتحقق، بحاجة الى ثقافة ومعرفة بالتاريخ وإيمان بأن لبنان الدولة والكيان، حاجة ضرورية، من دونه لا معنى لكل الزعامات المذكورة وغيرها ممن لم يتسن ذكرهم. هؤلاء جميعاً من دون لبنان يصبحون أصفاراً لا حاجة لهم.

 

ووليد جنبلاط في مار قزحيا قنوبين، وفي حضرة مطبعة الشرق العربي والإسلامي الأولى يعرف معنى كل ذلك. وهذا معنى ما كتبه في السجل… عمادة مباركة.