IMLebanon

كسر «حاجز الخوف الطائفي»  

 

 

التطورات والتداعيات الاقليمية والدولية المتتالية التي تجري من حول لبنان منذ أكثر من ٣ اعوام، والتي منها العربي والاقليمي والدولي تشير يوماً بعد يوم الى ان «لبنان – الوطن» وبسلبية مقصودة – او غير مقصودة في بعض الاحيان – من قبل «معظم» من هم قياداته السياسية التي جددت لنفسها؛ أصبح ومع التحولات الكبرى لهذه التداعيات، وكأنه «رهين المحبسين» – دوامة الداخل، والخارج – كما كان الشاعر الأموي الشهير «أبو العلاء المعري» رهين المحبسين – البصر والدنيا السوداء من حوله -..!

 

وإذا كان «أبو العلاء المعري» صغيراً في «محبسه»، فإن «معظم» من هم قيادات هذا «الوطن المعذّب» حبسوا أنفسهم في اطار سجونهم الخاصة تظللهم «أعلامهم الخاصة، لا علم الوطن الواحد» مع أنهم ينشدون في «ظاهر» القول «كلنا للوطن.. للعلى للعلم» ولكن لأي وطن؟ ولأي علم؟

 

فمفهوم «العلم» في «علم السياسية المعاصر»، هو: «رمز لدولة بعينها، بأرضها وشعبها ومؤسساتها». وأن الوطن: «هو أرض بعينها وشعب، وسلطة سياسية»..

 

وما كان موجوداً على الارض انتفاضة الشعب الواحد وهي كيانات مصغرة لها أعلامها الخاصة، وترتبط بأهواء إيديولوجية بعيداً عن الوطن – لبنان»..!

 

فعلى من هم «إسماً» قيادات هذه الوطن المعذّب وقبل أي ترتيب سياسي جديد (مهما كان إسمه) كمسرحية الهاء جديدة لـ«اللبنانيين الطيبين»، عليهم أولاً الغاء «أعلامهم الخاصة»، والارتفاع الى «الوطنية البنّاءة»، والى مفهوم «الوحدة الوطنية البنّاءة»، الجامعة الموحّدة، في اطار الاحترام والحفاظ على دستور لبنان المعدّل ١٩٩٠، والميثاق الوطني»..

 

وفي اطار الحفاظ على «خير عام الوطن» والعبور نحو «دولة المواطنة» او «نحن اللبنانيين» في ظل «العلم الوطني اللبناني الواحد الموحَّد لجميع اللبنانيين ليكونوا في «الظاهر» و«الباطن» كلهم لـ«الوطن» لـ«العلا والعلم»، وتطبيق سياسة النأي بالنفس عما يحصل من حول لبنان.

 

وليس من أجل حوار «إنشقاقي» على «لبنان الكبير» وعلى «العلم اللبناني»، وعلى «الدستور اللبناني المعدل ١٩٩٠، وعلى روح الميثاقية الوطنية، وخطف لبنان الى مخاطر «المؤتمر التأسيسي – الذي كان مطروحاً للأسف قبل انتفاضة ١٧ تشرين أول ٢٠١٩ – والى «الفيدرالية الطائفية» – التي كانت مطروحة أيضاً قبل انتفاضة ١٧-١٠-٢٠١٩ – كنظام سياسي جديد بعد «المؤتمر التأسيسي»!

 

إن «لبنان الكبير» والحالة هذه هو بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى، الى قيادات كبيرة تؤكد على ان لبنان بدستور ١٩٩٠، وجيشه البطل الواحد، وقواته الأمنية الواحدة، هو «وطن نهائي» لجميع أبنائه بعيداً عن أي أهواء سياسية خارجية، وبعيداً عن «زمرة الأعلام الخاصة»..

 

وإلاَّ فإن الحال في لبنان مهما اتخذ من قرارات سياسية مؤقتة إبقاء ما كان على ما كان ستكون في «خبر كان»، لأن أصحاب الأعلام الخاصة – او الأهواء الايديولوجية السياسية اللاوطنية – يريدون من «لبنان الكبير»، أن يعود صغيراً في «دولة كان يا ما كان» (أي عكس ما يريده «اللبنانيون الطيبون»)، ليجروا «لبنان الكبير» الى أجواء «الحرب القذرة» ١٩٧٥ – ١٩٨٩، وليد خلوه الى «نفق الفراغ» ليكون الحل «المؤتمر التأسيسي»، و»الفدرلة الطائفية» او «الخراب» و»العنف» الذي «لا يولّد إلاَّ العنف»!!

 

المهم الآن عدم احتواء او خرق «انتفاضة ١٧-١٠-٢٠١٩ الحضارية» او انتفاضة كسر «حاجز الخوف الطائفي» بـ«التخويف» او «القمع» من «الذين» هذه «الانتفاضة» هي ضدهم.. وحاولوا الالتفاف عليها في مساء ذلك اليوم إلا ان الجيش الوطني حمى هذه الانتفاضة منهم.. بعدما أصبحت قضية «الذين» هي قضية «حياة او موت» ليس لهم «فقط»، بل لـ«شكليات خارجية» عن «لبنان» – «الوطن الواحد»..

 

او احتواء هذه «الانتفاضة» بـ»حلول سياسية ظرفية».. تُبقي «الانتداب السياسي» لطرف «واحد بعينه» على «لبنان الكبير»، الذي هو عندهم «صغيرا» فصلوه على قياسهم «الصغير»، إلاَّ أن «العلم اللبناني» كان أكبر منهم بكثير، كما كانت صيحة «الانتفاضة» أمس الساعة ٦ مساء «كلنا للوطن» أكبر منهم بكثير أيضاً..