IMLebanon

لبنان لا يُحكم بالمراهقة السياسية

الحمد للّه الذي حمى لبنان من أية تداعيات سلبية وانعقدت جلسة مجلس الوزراء بسلام وهدوء وقيل إنها من أنجح الجلسات إنتاجية واستجابة لموجبات الضرورة القصوى وما زال في لبنان رجال عندما تقتضي مصلحة الوطن والمواطن فانها تعلو على كل ما عداها من اعتبارات فردية أو شخصية أو أنانية ومن أية عنصريات طائفية أو مذهبية أو مناطقية، فالحرص على إنجاز الاستحقاق الدستوري ورفض أية محاولة لإطالة الفراغ الذي لم يجر على البلاد إلا المصائب والكوارث المتلاحقة.

ad

ألف تحية للوزراء الذين استجابوا لدعوة رئيس الحكومة لتأمين حاجيات الناس وتلبية كل الضرورات لما يحتاجونه من غذاء وكساء ودواء، وألف تحية وأكثر لوزير الصناعة جورج بوشكيان الذي وفّر حضوره الشجاع والوطني بامتياز النصاب القانوني لانعقاد مجلس الوزراء، وعليه نقول إنه والتزاما بالمسؤولية الوطنية للوزراء تجاه مواطنيهم ولمجلس الوزراء الذي انتقلت إليه صلاحيات رئاسة الجمهورية بظل حالة الفراغ التي تركها الشغور الرئاسي والفشل في تأمين انتخاب رئيس جديد للبلاد وتجنّب حالة الفراغ، ان الرئيس ميقاتي ومجلس وزرائه الذين تعود لهم ممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية في ظل حالة الفراغ الرئاسي عقدوا جلستهم تحت سقف الدستور اللبناني والنظام الداخلي ومقتضيات حالة الضرورة كونهم حكومة تصريف أعمال ولسوف يدعو رئيس الحكومة المجلس الوزاري في كل مرة تكون الدعوة للانعقاد مطلبا وحاجة وطنية لتسيير إدارة البلاد وتأمين حاجيات الناس.
ان مصلحة البلاد والعباد تقتضي أن يوجه السؤال إلى الذين اثاروا كل هذه الضجة المفتعلة تصدّيا في غير محله واعتراضا خارج الدستور لانعقاد جلسة مجلس الوزراء التي فرضتها الضرورة القصوى ومطالب الناس واحتياجاتهم بدل أن توجه إلى المسؤول شرعا وقانونا ودستورا بتسيير شؤون البلاد وتلبية حاجات العباد، ان وقائع كل هذا العهد الذي منه المعترضون المشاغبون اللاهثون للسلطة والتسلط قد اعتادوا على حكم الفراغ الذي بسببهم عاشه اللبنانيون طوال سنتين ونصف السنة الى ان جيء بهم إلى سدة الرئاسة وها هم يسلمون البلاد لفراغ قد يكون أطول وأحلك سوادا لقد عانت البلاد منهم أشد المعاناة والعذابات، بشّروا المواطنين بجهنم وبئس المصير، وأوصلوا البلاد الى حالات الانهيار المالي والاقتصادي ونشر الفساد والافساد في ظل إدارتهم للبلاد الى كل ركن ومؤسسة وحتى هواء لبنان تحوّل إلى أنواع من الوباء والبلاء لم يعرفها المواطن في حياته وشاع الفقر والمرض واختفى الدواء وكثير من سبل الحياة ودخل لبنان في ظل إدارتهم بالهجرة والمجاعة الكبرى التي لم يعرفها اللبنانيون في ظل الحربين العالميتين وأصبح اللبنانيون الذي اعتادوا حياة الرفاهية والعيش الرغيد، و كان موضع حسد من بلدان أخرى لحياته المتقدمة وعيشه السعيد وديمقراطية نظامه وحياة العيش المشترك بين مواطنيه وتهافت الناس من عرب وأوروبيين وغيرهم للسياحة والإقامة في ربوعه، كان لبنان الأخضر الجميل وقال عنه الشعراء: لبنان يا قطعة سما، كان قبلتهم إليه طلبا للعلم في مدارسه وجامعاته وللاستشفاء لدى أطبائه وللسياحة في مناخه المعتدل صيفا وشتاء وحسن الضيافة والاستقبال للزائرين، وللأسف إذا ما ذهبنا إلى المقارنة بين العهود التي مرّت على لبنان وعهدكم ماذا يقول اللبنانيون كل اللبنانيين الذين يئنّون تحت هذا الزمن الكريه لقد باتوا يحسدون الأموات ويتحسرون على العيش الرغيد خلال الحروب الأهلية وسيادة القتل المليشيوي والاقتتال عن هذا الزمن الذي لم يعيشوا فيه يوما هانئا بل عاشوا جريمة العصر بتفجير مرفأ بيروت واستشهاد مائتين من أبناء لبنان البررة وهدم مئات المنازل فضلا عن الجرحى والمعاقين وحتى هذه اللحظة يحولون دون إجراء التحقيقات القضائية لكشف الفاعلين، بل كل ما فعلوا أساءوا للعدالة وغيّبوها وأوجدوا المشاكل والعراقيل أمامها بضربهم للقضاء وللقضاة، حتى الحرائق التي تشتعل ويجري إشعالها في غابات لبنان وإحراجه وبساتينه عجزوا عن إطفائها وما زال صراخ إحدى شابات الإعلام وبكائها طلبا للإطفاء والمساعدة في الإنقاذ يتردد في أسماع كل اللبنانيين حسرة وألما لمأساة الحكم والحكومات التى ابتلى الله بها لبنان، رؤساء العالم حذّروا من زوال لبنان وغرقه وذكّروا الحاكمين بغرق سفينة التايتنيك بمن فيها من الركاب وكانوا بذلك ينبّهون أن لبنان بشعبه على شفير الغرق، لكن أحدا لم يتعظ ويا ليت أهل تلك الإدارة التي أدارت البلاد يقدمون إنجازا وطنيا واحدا ومع ذلك لا يقرون بفشلهم وسوءاتهم التي تعب الشعب من تعدادها، إنجازهم هو بحمل أقربائهم إلى النيابة أبناء وبنات القرابة والسكرتارية من الصنفين وفوق كل ذلك محاولات إقرار الوراثة في الحكم ورئاسة الجمهورية وموت الوطن من أجل الصهر والقريب والحزبيين وأخيرا الذهاب الخطير إلى إثارة النعرات الطائفية البغيضة التي كانت من تخطيط أعداء لبنان واللبنانيين من صهاينة وأميركيين وغربيين، وأخيرا الإساءة للحليف الذي رسم لهم ممر رئاسة الجمهورية وأوصلهم إليها فأساؤوا بها لأنفسهم ولعهدهم الذي رحّب به بداية غالبية اللبنانيين خاصة الوطنيين وكانت الصدمة الكبرى بالكوارث التي نزلت بالبلاد والعباد، لا رئاسة جمهورية للحاقدين والمغامرين والفاشلين وللطائفيين البلاد لا يحسن إدارتها المراهقين الذين يظنون أن البلاد عقارا مملوكا لهم أما بالوراثة المرفوضة في بلد العلم والنور لبنان وأما بقوة الحليف الذي يسرقون إنجازاته العظيمة للبلاد سواء بتحرير الأرض أو بالترسيم البحري لحفظ الثروة النفطية أو حماية الوطن من أعدائه ومن المضحك المبكي أنهم ينسبون هذه الإنجازات لهم، اتعظوا، اتعظوا، اتعظوا وأوقفوا اللعب بالنار فالمواطنة اللبنانية بين أبنائه المسيحيين والمسلمين أكبر منكم وأهم منكم، فالتجييش الطائفي لن يفيدكم حزبا كنتم أو تيارا أو أي شيء آخر فرسالات السماء والديانتين المسيحية والإسلام أوجدها الله واختص بهما عباده فلا تعتدوا على حدوده. والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.