IMLebanon

استفيقوا قبل سقوط الهيكل  

 

 

أعجبني قول مسرَّب من لقاءات داخل «حزب الله» بهدف تحديد الإجراءات الاستباقية للتداعيات المحتملة، المترتبة عن قانون «قيصر»، مع تسليم الحزب بأنّ القانون قد يكون الورقة الأخيرة للأميركيين، بعد سلسلة الضغوط السابقة ومواجهتها كلها أمر مفروغ منه، طبعاً بالإضافة الى نصائح، جميل السيّد بالإنفتاح على سوريا، كونها صاحبة الحدود الوحيدة للبنان مع الدول العربية براً، إضافة الى الذهاب الى الصين بديلاً عن أوروبا وأميركا.

 

يا جماعة، روسيا الدولة العظمى تعاني الأمرين بسبب العقوبات الاميركية عليها، وهنا أتذكر قول مسؤول كبير لبناني: «اننا اشترينا من روسيا صفقة سلاح كلاشينكوف، مع ذخائر بقيمة 25 مليون دولار، وعبثاً حاولنا أن نجد طريقة لنحوّل المبلغ المذكور، ولكننا عجزنا خلال 4 سنوات أن نحوّل دولاراً واحداً الى روسيا، بالرغم من عدة محاولات بذلت.

 

هنا لا بد من لفت نظر السادة في «الحزب العظيم»:

 

أولاً: بدأ تنفيذ العقوبات على سوريا، فالمفروض أن يكون الاستعداد ودراسة الوسائل التي يمكن أن تجابه بها تلك العقوبات أشد وأقوى.

 

ثانياً: هناك تجربة سابقة، عجزنا أن نفعل شيئاً، وللتذكير ألغي البنك الكندي، ولولا حكمة حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة ببيع البنك الكندي الى بنك سوسييته جنرال الذي يملكه آل صحناوي أي نبيل صحناوي، والمدير العام ابنه انطوان صحناوي، كما يملك بنك سوسييته الفرنسي، جزءًا منه، وهذه الضمانة التي قبلها الاميركيون لعدم إلغاء البنك وحرمان المودعين من أموالهم.

 

ما حصل هو أنّ جميع المودعين حصلوا على أموالهم، وهنا لا بد من التذكير، أنّ سبب إلغاء البنك الكندي هو علاقة المدير في البنك مع مجموعة رجال أعمال لهم علاقات بدعم «الحزب العظيم»..

 

كذلك ما حصل مع بنك الجمال، حيث أُقفِل البنك، بسبب اتهامه بعلاقات مع الحزب العظيم.. وهنا أيضاً أنقذ حاكم مصرف لبنان المودعين ودفع لهم جميع مستحقاتهم.

 

ثالثاً: البنوك اللبنانية تتعرّض منذ سنوات الى ضغوطات من أميركا، حيث يضطر رئيس جمعية المصارف، ومجموعة من رؤساء البنوك، للسفر الى أميركا من أجل تحسين صورة لبنان هناك.

 

رابعاً: رئيس المجلس النيابي، وإدراكاً منه، لأهمية حماية البنوك اللبنانية، وحرصاً على الوضع المالي اللبناني يرسل مجموعة من النواب الى أميركا في أكثر من رحلة، كل سنة، من أجل حماية لبنان مالياً.

 

خامساً: حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، ضمانة حقيقية بالنسبة للأميركيين، وهو يستهلك رصيده الكبير من أجل حماية لبنان مالياً.

 

سادساً: «سياسة النأي بالنفس» شعار كاذب ولم يعد يصدّقه أحد، لأنه ما فعله «الحزب العظيم» في سوريا يدحض كل الأقوال، وخصوصاً أنّ قانون «قيصر» مبني على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري وحلفاؤه مع 55 ألف مواطن سوري، أخضعوا للتعذيب والقتل، وسوف يحاسب كل من شارك في تلك العمليات الإجرامية، مهما علا شأن المشاركين.

 

سابعاً: وضع لبنان أصبح في الحضيض بسبب سياسة «الحزب العظيم»، فبدل أن يدرك هذا الحزب، أنّ الشعب اللبناني يعاني من إنهيار إقتصادي وانهيار مالي، وأنّ هذا الشعب العظيم الغني تحوّل فجأة الى شعب فقير كما هي الحال في سوريا والعراق وإيران واليمن.

 

هل يتعظ «الحزب العظيم» ويدرك ماذا فعل في لبنان وفي اللبنانيين قبل سقوط الهيكل فوق رؤوس الجميع.

 

عوني الكعكي