تكسر الروزنامات – بحسب التقويم الميلادي، المعلّقة على واجهات المكتبات والمحال التجارية رتابة المشهد في الأسواق التجارية عشية عيدي الميلاد ورأس السنة، وتلفت انتباه المتسوّقين. إذ ينذر انتشارها بقرب انتهاء عام (2023) وبدء آخر جديد (2024)، حيث يشتريها كثر لمعرفة الأيام والتواريخ والمناسبات، كما الأعياد والعطل الرسمية ومواقيت الصلوات.
وتؤرّخ 365 ورقة صغيرة في الروزنامة المختلفة الأشكال والأنواع عادة، للأيام والأسابيع والشهور، تتساقط الواحدة تلو الأخرى منها، لتعلن نهاية يوم وبدء آخر، وهكذا دواليك حتى نهاية العام، وهي تلقى إقبالاً من المواطنين في مختلف المناطق لمعرفة التقويمين الميلادي والهجري معاً.
وتتعدّد أنواع الروزنامة في الأسواق اللبنانية وفق الطوائف، فللمسلمين التقويم العصري، وهو الأقدم والأعرق ويتم التركيز فيه على مواقيت الصلوات الخمس، وتواريخ المناسبات والأعياد الوطنية والإسلامية وعلى الأحاديث النبوية الشريفة والحكم والأمثال، و»طبارة والفاخوري» ويعتمدان التقويمين السوري والمصري في حساب الأيام والشهور، إضافة إلى تقويم الصايغ وقد أفل نجمه، أما للمسيحيين فهناك تقويما «الفرح وباسيل» ويركزان على المناسبات والأعياد المسيحية.
أما أشكالها فقد تغيرت غالبيتها هذا العام، وحضرت صور العدوان الإسرائيلي على غزة كتعبير عن التضامن مع شعبها ومقاومتها، حيث تكاد لا تجد روزنامة من دون صور القدس وغزة والمسجد الأقصى وقبة الصخرة وحتى شعارات التأييد لفلسطين تماشياً مع تطورات العدوان والمجازر وصمود الشعب والمقاومة.
ويقول المشرف على المكتبة العصرية في صيدا محمود قبلاوي «أبو صبحي» لـ»نداء الوطن»: «أشكال الروزنامات تغيّرت هذا العام بصور تعبّر عن التضامن مع غزة، وقد حضرت إلى جانب صور فلسطين والقدس أو الكعبة المشرفة أو المدينة المنورة أو آيات القرآن الكريم أو المعالم الأثرية والسياحية اللبنانية أو شعار الجيش اللبناني، كي تحاكي مزاج الناس على اختلافهم ويقبلون على شرائها».
ولا يخفي قبلاوي «أن الناس الذين تعودوا على وضع الروزنامة في صدر المنزل لا يمكنهم التخلي عنها أبداً مهما كان سعرها، ويبقى عليهم اختيار ما يريدون من حيث الصور والشعارات، واليوم يبلغ سعر الواحدة 300 ألف ليرة لبنانية، وهو سعر مقبول ما دفع بالكثير إلى اقتنائها».
وأوضح قبلاوي أن الروزنامة يزدهر بيعها في الشهر الأخير من كل عام (كانون الأول)، إضافة إلى الشهر الأول منه، وأوضح أن «كثيراً من الناس اقتنوها هذا العام بهدف التعبير عن تضامنهم مع غزة ما زاد الإقبال عليها، حتى أن بعض المكتبات في مخيم عين الحلوة للمرة الأولى اشترت منها بالجملة، كي تبيعها في داخله بعد طلبها كتعبير عن التضامن مع غزة».
«الروزنامة اليوم ما زالت حاجة لا يمكن الاستغناء عنها»، يقول محمد حبال لـ»نداء الوطن»، ويضيف «لم تفقد أهميتها وقيمتها رغم التكنولوجيا والساعات والهواتف الذكية، وهي تتربّع في معظم المنازل لمعرفة التاريخ والأيام ومواقيت الصلاة، ما زلت أُحافظ على شرائها كل عام منذ عقدين من الزمن من دون أي انقطاع، لقد باتت جزءاً من نهاية عام وبدء آخر».
ويستمر الإقبال على شراء الروزنامة حتى نيسان بشكل متقطّع، ويبقى في عطلة الصيف حيث يعمد كثير من المغتربين في البلاد الغربية الذين يقضون إجازاتهم، إلى شرائها لمعرفة أيام رمضان والحج وعيدي الفطر والأضحى تحديداً كما الأعياد عند المسيحيين الذين يتّبعون التقويمين الغربي والشرقي وتكون بأشكال كبيرة ويفضّلها كبار السنّ وعادية صغيرة.
وتقول فاتن بوجي لـ»نداء الوطن»: «الجميل في روزنامة هذا الزمن أنها كسرت التقليد القديم، ولم تعد مجرّد وسيلة لمعرفة الأيام والتاريخ بل أصبحت نوعاً من الدعاية وبينهما تتربّع على صدرها الصور المختلفة وفق مزاج كل مواطن وما يريد».
يذكر أن الروزنامة اسم فارسي الأصل وهو مؤلف من كلمتين فارسيتين «روز (أي يوم)، ونامة (أي كتاب)» ويطلق على كتيّب صغير يتضمن عرضاً للأيام والشهور وطلوع الشمس والقمر على مدار العام.