IMLebanon

«التغييريون» يجب أن يسرعوا لإنقاذ سمعتهم وسذاجتهم.. فالإصلاح هو المطلوب وليس مجرّد التغيير

 

لماذا هذا الذي فعله التغييريون (كما يسميهم الناس)؟
أضاعوا الفرصة على المعارضة الإصلاحية، كان يمكن أن تكون 36+4+13 أي 53 مقابل إيران وتحرير فلسطين من حزب الله الذي لم يكن فيه أبيض سوى الأوراق!

لماذا اختاروا الذي كان رافضاً أن يكون رئيس جمهورية فانتخبوه؟
لماذا لم يتضامنوا ويتكاتفوا بدلاً من «النقار» والولدنات كأنهم خارجون من حديقة الأطفال!
أهكذا تخيّبون الأمل فيكم وفي التغيير وفي الإصلاح وفي أمل الناس في الوجوه الجديدة؟..
لماذا هذه الولدنة؟..
الذين بقوا في التاريخ جميعهم هم القادة الذين استطاعوا أن يستوعبوا أفكاراً أصلحت مجتمعهم وأمّنت له الأمن والازدهار، وأن يحوّلوا هذه الأفكار الى مشروعات كبرى، سواء أكانت مشروعات سياسية حضارية أو مشروعات بناء وتعمير.
وتوَقَّف أمام من تشاء في التاريخ، ابتداء من الإسكندر الأكبر هذا الفاتح الكبير، وتعال لنرَ كم إسكندرية بناها في العالم كله؟ لن أتكلم عن فراعنة مصر. كانت عندهم نزعة أخرى، كانت قضية البقاء والخلود ومكافحة الفناء. قضية مواجهة لغز الموت غير القابل للحل. ولذلك كان مالرو يقول دائماً وأبداً، إن مصر هي التي اخترعت الأبدية.
ان كل سياسي بقي هو السياسي الذي كان عنده استعداد لتلقّي الرموز، ثم يحوّل هذه الرموز إما الى مشروعات حضارية – مثلما قلت – أو مشروعات تعمير. وانظر الى التاريخ قياساً الى هذين المبدأين. هكذا فهمنا وانتخبنا التغييريين.
طريق العدل الشخصي لا يوصل الى أي نتيجة، التغييريون ليسوا الخليفة، مثل الزمان البعيد الذي مضى. عندما كان الخليفة ينزل بالعصا ويضرب المخطئ حتى يعيده الى الصواب.

هنا نجد فكرة الخطأ في فهم القانون، بمعنى أن القضية ليست أن تنفذ ما تريده وقد تكون محقاً فيه. لكن مسألة أن تنفذه، لا بد وأن يكون ذلك من خلال إجراءات؛ لأن روح القانون هي الإجراءات وليست أي شيء آخر.
في مجتمع متقدم مثل الولايات المتحدة الأميركية – قيل هذا الكلام قبل أحداث 11 سبتمبر والتداعيات التي جاءت بعدها – أو إنجلترا أو فرنسا.
شخص يقتل لا بد من قتله ولكن بعد محاكمة ومن خلال إجراءات. لكن في مجتمع متخلف، شخص يقتل يأخذونه ويعلقونه على شجرة في الغابة.
الأول مرَّ على إجراءات طويلة ومعقّدة من مراحل المحاكمة، وربما تمضي عشر سنوات خلال المحاكمة، وقد تكون النتيجة هي البراءة، ربما بسبب خطأ في الإجراءات، مثل حالة أوجي سمبسون لاعب الكرة الذي قتل زوجته وحبيبها، ولأن الإجراءات كانت خطأ خرج براءة.
القانون بالدرجة الأولى ضمانات وإجراءات، أو ضمانات تحددها إجراءات. ولكن بالنسبة للتغييريين، أو فلنقل البعض منهم، كانت هناك حالة مُيوعَة في فهم القانون وفي فهم الإصلاح. وأقول هذا الكلام حتى نكون منصفين، لقد كانت هناك تجاوزات في فهم القانون أو فهم روح القانون، لأن القانون ليس التلاعب بالنصوص من عدمه، وإن كان التغييريون قد تلاعبوا أيضاً بهذه النصوص وليست الطبقة الحاكمة مع أن الجوهر هو روح القانون.
«التغييريون» أساؤوا كثيراً الى انفسهم وأساؤوا لفكرة التغيير بالإصلاح! أساؤوا الى تفاؤل الناس الذين اندفعوا يعتقدون ان أي تغييرا فيه إصلاح، فجاء التغييريون أطفالاً في السياسة وفي الوطنية وفي الإصلاح وفي التغيير.
كلهم «أوادم» ولكن الوضع يحتاج الى إصلاحيين.
النقيب خلف كان إصلاحياً في نقابة المحامين فماذا أصابه؟ بولا يعقوبيان تعبّر عن عزيمة الإصلاح فلما دقت الساعة كانت طفلة بريئة في السياسة، وتركت لأصحاب الأنياب الذين أسقطوا أوراقاً سميت بيضاء وهي في الحقيقة تضمر السواد وتركت الحرية والقوة لأصحاب الأنياب.

منيمنة، لم يكن أحد يعرفه ولكن الناس كانت تبحث عن الإصلاح عن إنقاذ الوضع بتغيير الطبقة الفاسدة الحاكمة، فإذا بنا نجابه الذئاب بالأرانب! الخطيئة والأذى وتخريب البلد بالسذاجة.
ما زالت أمامكم فرصة فلا تضيّعوها أيها التغييريون، نريدكم إصلاحيين ونريدكم محنّكين في السياسة، لا تتركوا الناس تيأس من التغيير!