IMLebanon

قيادات مسيحيّة تلقت تحذيرات جديدة من اغتيالها سفارات غربيّة وعربيّة نصحت مسؤولين بضرورة المغادرة

تلقت قيادات مسيحية منذ اسبوع تحذيرات جديدة من دخولها دائرة الاغتيال، وهذه المرة طلب منها إلتزام منازلها وعدم الخروج إثر معلومات وصلتها من مراجع امنية بارزة، بحيث جددّت الاجهزة تحذيراتها بضرورة اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، كما طلب إليهم التعامل مع هذه التحذيرات بجدّية كبيرة، على وقع محاولات أطراف داخلية وخارجية توجيه رسائل سياسية في اتجاهات عدة، بهدف وصول الوضعين السياسي والامني للانهيار، واستناداً الى معلومات، فالقيادات المذكورة عزّزت من الإجراءات الأمنية حول منازلها ومكاتبها، كما عمدت الى الحد كثيراً من تنقلاتها إلا في حالات الضرورة القصوى.

الى ذلك نقلت اوساط سياسية مقرّبة منها بأن مجموعات إرهابية ترصد التحركات بطرق بارعة وهي على قدر كبير من الخطورة، اذ تضع ضمن لائحة جرائمها اسماء مسيحية بهدف تحقيق المزيد من زعزعة الاستقرار، والقضاء على آخر رمق من الوفاق بين فريقي النزاع، أي 8 و14 آذار، الذين يسيرون منذ فترة على خط وفاقي بين مختلف احزابهم وتياراتهم. كما نصحت بعض السفارات العربية والغربية قيادات ومسؤولين اساسيّين بضرورة المغادرة، مع التشديد في اجراءات الحماية خلال تحركاتهم خصوصاً في العاصمة بيروت، لان المرحلة تتسّم بالخوف والوضع اللبناني لا بدّ ان يتأثر بما يجري من حولنا. ويساعد في ذلك ان الظروف اللبنانية باتت تشكل بيئة حاضنة لإنفلات الأمن، كما في البيئة الإقليمية والدولية عناصر محفزة ومساعدة لذلك، وبالتالي فالظروف الحالية تؤكد أن الأحداث الأمنية ليست عابرة بل مؤشرة لمرحلة لبنانية جديدة عنوانها الاضطراب الأمني والسياسي.

هذا وتنقل الاوساط المقرّبة من القيادات المسيحية وجود خطّة كبيرة لتوفير الحماية لتلك الشخصيات، اذ ضاعفت عناصر الحماية بشكل كبير، لان جهات متطرفة تقوم بإستغلال تردّي الوضع الامني السائد حالياً لتنفيذ مخطّطها باغتيال شخصيات مؤثرة على الساحة الداخلية، وذلك بهدف إحداث فتنة حقيقية بين اللبنانيين، تؤدي على الفور الى التفجير، كما ان عمليات الاغتيال، وفي حال تحققت، ستكون كفيلة بإشعال لبنان. وعُلم في هذا السياق ان هذه القيادات عادت لاستخدام عمليات التمويه في تحركاتها والتنقل في سيارات لا تثير الشبهات.

ورأت أن هدف هؤلاء القضاء على الدور المسيحي في لبنان، بهدف إبقاء المسيحيين في دائرة الاحباط والخوف على المصير، على غرار ما كان حاصلاً في التسعينات، حين كانت قياداتهم منفية أي الرئيس امين الجميّل والعماد ميشال عون، او في السجن خلال تواجد الدكتور سمير جعجع فيه، اذ لم يكن للمسيحيين أي دور حينها، واليوم يسعى هؤلاء الى إحياء هذا الاحباط من جديد، كما ان الهدف ايضاً عدم إيصال أي مرشح الى الرئاسة من القيادات البارزة، يمعنى انها رسالة لوصول المرشح الباهت والضعيف سياسياَ، أي الذي يحكم الاخرون عنه، مؤكدة على أن ذلك الزمن قد ولىّ لان المسيحيين اليوم اقوياء ولن يسمحوا بالعودة الى الماضي الاليم.

ورأت الاوساط أن ما يتحّضر للبنان يجب ان يوقظ ضمير المسؤولين، فيبادر جميع النواب اليوم قبل الغد الى انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الفراغ في المؤسسات السياسية ينعكس سلباً على الوضع الأمني، خصوصاً انه يتم التعامل مع الاستحقاق الرئاسي كأنه أمر ثانوي وعابر في الحياة السياسية، داعية الى إنقاذ المؤسسات ومركز رئاسة الجمهورية، نظراً الى الرمزية الخاصة والدور الذي يجب ان يلعبه رئيس الجمهورية، إن على الصعيد الداخلي من خلال جمع اللبنانيين او على الصعيد الخارجي. وأعربت عن قلقها ازاء هذا الوضع لان المهمة صعبة والهدف انقاذ الجمهورية من خلال انقاذ الانتخابات الرئاسية، ولان هذا المسار يقلقنا يوماً بعد يوم، نظراً الى العراقيل والتعقيدات التي تواجهه.

ولفتت الى ضرورة تبديد الاحتقان بطريقة جديّة في الساحة الداخلية، والعمل على تحقيق الإستقرار والأمن قبل فوات الاوان، لان ما يجري من أحداث محلية وإقليمية يؤكد اننا سنعيش على فوهة بركان، لان اي حادث او خضة باتا يشكلان ذريعة لإشعال الوضع الامني في كل لبنان.