IMLebanon

مبروك للحكومة

 نجح الرئيس تمام سلام، في إنقاذ حكومته من خطر السقوط في مكب الخلافات الناجم عن كيفية معالجة النفايات والسموم المنبعثة منها، لكن هذا النجاح لم يعد الانسجام المفقود بين أعضائها مما يتيح لها الخروج من دائرة المراوحة في مكانها عاجزة عن التصدي للتحديات الكثيرة التي تواجهها ما يعني أن هذه الحكومة محكوم عليها بالبقاء في السراي الكبير تعدّ الأيام والشهور التي ما زالت تفصلها عن انتخاب رئيس جمهورية يملأ الفراغ القاتل ويفعّل عمل المؤسسات الدستورية بعد انتظامها.

صحيح أن الحكومة نجحت بفضل مساعي رئيسها في تأجيل إقفال مطمر الناعمة بضعة أشهر لأسباب تقنية، لكن الأصح هو أن هذا النجاح يعود إلى النائب وليد جنبلاط الذي تجاوب مع رغبة رئيسها وتمنيات وزير البيئة لأسباب أقنعت النائب جنبلاط وأهمها عدم إغراق البلد بدءاً من عاصمته بيروت بالنفايات التي تلوّث الجو وتوزع السموم على المواطنين، إلا أن الصحيح أيضاً هو أن الحكومة أثبتت فشلها في معالجة هذه القضية مع تقديرنا للجهود الكبيرة التي بذلها الوزير محمد المشنوق لإنجاز هذا الملف، بدليل ما حصل في جلسة مجلس الوزراء السابقة لجلسة أمس، من مناوشات ومناورات وشد حبال وصلت الى حدود الفوضى العارمة ما حمل الرئيس تمام سلام الى رفعها وإبلاغ الوزراء أنه لن يدعو مجلس الوزراء إلى أي جلسة قبل الاتفاق على حل مشكلة النفايات وفق الخطة التي وضعها وزير البيئة، وهذا الموقف الذي اتخذه الرئيس سلام يدل على مدى سوء الانسجام الوزاري، وعلى مدى عجز هذه الحكومة التي تتمتع إضافة إلى صلاحياتها كحكومة بصلاحيات رئيس الجمهورية وبالتالي على مدى الحاجة إلى انتخاب رئيس للجمهورية يُنهي بانتخابه هذه المأساة المتمادية منذ حوالى السنة، والتي لا يمكن لها أن تتغيّر أو تتبدل في ظل تحوّل الحكومة بقرار من رئيسها الى أربع وعشرين رئيساً للجمهورية لكل واحد منهم حق تعطيل أي قرار أو مرسوم لزوم المصلحة العامة من جهة ولزوم الالتزام بالمهمات التي تنتظرها كحكومة كاملة الصلاحية قادرة على تحمل مسؤولياتها في زمن صعب وظروف أصعب.

وإذا كانت جهود الرئيس سلام وعلاقاته أنقذت هذه المرة حكومته من السقوط في مطمر الناعمة، بات المطلوب من كل المرجعيات أن تسهّل عملها ولا تضع العراقيل في طريقها ما دامت تعرف أن بقاءها في السراي سيطول طالما أن الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية لا يزال في عالم الغيب.