IMLebanon

الإخفاق المُميت

 

غرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس الأبيض على حسابه عبر تويتر مدوّناً: «مع البدء بإفتتاح المتاجر والمراكز التجارية الإثنين (اليوم) والمدارس في الأسبوع الآتي لا يمكن للمرء أن يلوم الكثيرين إذا تكوّن لديهم إنطباع بأنّ وضع كورونا في لبنان إلى تحسّن تدريجي، إنه ليس كذلك ونحن نخدع أنفسنا على أقلّ تقدير إذا لم نعترف بهذا الواقع».

 

هذا كلام توعوي مهمّ يكشف أننا مُنينا بالفشل في مواجهة الجائحة التي لا يزال العلم والعلماء في حيرة بشأنها وشأن سلالاتها المتعاقبة.

 

كان فشلنا الأكبر يوم سمحنا، في بداية إنتشار كورونا، للطائرات الآتية من الخارج بالنزول في المطار. إنّ عودة اللبنانيين إلى بلدهم حقّ طبيعي ولكن حماية المجتمع حقّ وواجب. فقد تمّت العودة من دون أن نُحسن إتّخاذ التدابير الإحترازية الفاعلة. ولم يلبث أن تبيّن أنّ الحجر في الفندق، في ذلك الحين، كان فولكلورياً أكثر منه وقائياً. وصَدُف أنّ الطائرة الأولى كانت تُقلّ دفعة من الركاب حاملي فيروس Covid-19 الذين اختلطوا بأقربائهم وهؤلاء نقلوه بدورهم إلى محيطهم. وهكذا دواليك…

 

والفشل الآخر، وربّـما الأخطر، تمثّل بالإنفلاش الذي حدث ليلة رأس السنة، إذ كانت اللقاءات غير الوقائية فالتة على الغارِب. وخُذ على رقص وفقش وصياح من دون الإلتزام بالإبتعاد الإجتماعي بل العكس صحيح، فقد كان الأمر أشبه بالإلتصاق وما رافقه من تماس وتبادل المعايدة بالقبل… أدى ذلك إلى إرتفاع مروّع في مؤشّر الإصابات، فارتفعت من العشرات يومياً إلى الآلاف. وبعد أيام فأسابيع معدودة أخذ عدّاد الإصابات المُعلَنة، وهي أقلّ من الرقم الفعلي، يُسجّل ما بين ثلاثة  وخمسة آلاف مصاب يومياً فيما راوحت الوفيات بين الستين والتسعين. إنها أرقام مُخيفة بالنسبة إلى بلد محدود عدد السكان والمقيمين.

 

وثمّة فشل ثالث، عندما سمحنا للطائرة الآتية من لندن أن تحطّ في المطار وعلى متنها مُصاب بالسلالة الجديدة المُتحوّرة من الفيروس. والمضحك المُبكي أنه منذ ذلك الحين وحتى الآن كان بعضنا ولا يزال لا يُصدّق أنّ هناك، فعلياً، فيروساً معروفاً بإسم كورونا. إنها ثقافة عناد وفشل ولامسؤولية.

 

أما بالنسبة إلى اللقاح، فلا نريد أن نذهب إلى القول إنّ كميته المتوافرة قليلة جداً. وربما يكون لذلك أسباب مُقنعة تعود إلى ضعف إمكاناتنا المالية وعدم قدرة المختبرات العلمية في البلدان المُنتِجة على الدفع بكميات فوق طاقتها، وأيضاً لأن لبنان لم يعد يُحسَب له حساب.