IMLebanon

أغطية لا غطاء

توحي زيارة نائب وزير الخارجية الروسي بوغدانوف الى لبنان بُعيد زيارة وزير خارجية النظام السوري وليد المعلّم الى موسكو والدعم الروسي لاقتراح الموفد الأممي دي مستورا لإقامة هدنة في مدينة حلب بين النظام والمعارضة كخطوة أولى يعقبها الاتفاق على انعقاد جنيف3 للبحث في قيام حكومة إنتقالية بصلاحيات كاملة تمهد لتسوية سياسية شاملة بإن موسكو يهمها إعادة ترتيب الأمور في الدول المجاورة الأكثر تأثيراً بما يجري في سوريا كعامل مساعد لإنجاز هذه التسوية، وقد عبّر الدبلوماسي الروسي عن هذا الأمر بما أعلنه إثر لقاءاته المسؤولين اللبنانيين عن اهتمام بلاده باستقرار الأوضاع في لبنان وتشجع لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وتتزامن زيارة بوغدانوف مع تقاطع المعلومات عن تحرك فرنسي – فاتيكاني مشترك في اتجاه القيادات اللبنانية المتنازعة من أجل إنجاز ظروف انتخاب رئيس في أسرع وقت عن طريق فصل ملف لبنان عن أزمات المنطقة وخصوصاً الملف النووي الذي أرجئت المفاوضات حوله الى منتصف العام المقبل وأزمة سوريا والعلاقات الإيرانية – السعودية في ضوء قناعة فرنسية – فاتيكانية بوجوب تحقيق هذا الهدف الذي من شأنه أن يعيد انتظام المؤسسات بدءاً بمؤسسة رئاسة الجمهورية.

ويأتي هذا التحرك الفرنسي – الفاتيكاني بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى حيث تتقاطع كلها عند نقطة انتخاب رئيس للبنان وفصله عن التعقيدات الإقليمية والدولية، فيما يلعب الفاتيكان وعبر البوابة الفرنسية دوراً بارزاً في اتجاه إيران التي أبدت وفقاً لما سرّب الى بعض القيادات المسيحية اللبنانية استعداداً للتعامل إيجابياً مع أي مسعى محلي أو إقليمي يساعد على انتظام عمل المؤسسات اللبنانية بدءاً بانتخاب رئس الجمهورية لكنها تترك التفاصيل لحلفائها في هذا البلد، والأمر نفسه ينسحب على الموقف السعودي الذي يحرص دائماً على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية وهو منفتح على كل الأفرقاء ويهمه استقرار هذا البلد وانتظام مؤسساته الدستورية وبما تتوافق عليه كل المكونات اللبنانية.

وكما أصبح معروفاً أن انفتاح تيار المستقبل وحزب الله على الحوار في ما بينهما من أجل التأسيس لاتفاق شامل يضم كل المكونات من أجل تحصين البلد ومنع تفككه في وقت يجري العمل في أكثر من دولة في المحيط للتمثل بلبنان ونظامه الديمقراطي على أن يبدأ بانتخاب رئيس توافقي يعيد الاعتبار لمؤسسات النظام، ويبعد خطر الانهيار والتفكك لم يأتِ من الفراغ بل جاء بتشجيع لم يعد سراً من المملكة العربية السعودية ومن إيران وبغطاء فرنسي – فاتيكاني مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية ومن الاتحاد الأوروبي وروسيا لإبعاد لبنان عن الفوضى البنّاءة وغير البنّاءة، ومن هنا يصبح البناء الإيجابي على الحوار بين المستقبل والحزب مشروعاً ومطلوباً.