IMLebanon

نقاش داخل «المستقبل» حول جدوى الحوار مع «حزب الله»

نقاش داخل «المستقبل» حول جدوى الحوار مع «حزب الله»

وبري القلق من انفلات الشارع مصرّ على استمراره

يمرّ الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، بأزمة جدية قد تدفع إلى توقفه أو تعليقه، بعدما وصل التأزيم بين الفريقين إلى مرحلة لا يمكن معها استمرار مثل هكذا حوار، في ضوء استمرار «حزب الله» في حملته غير المسبوقة على المملكة العربية السعودية وهو أمر لا يمكن أن يقبل به «تيار المستقبل»، وبالتالي فإن حواره مع الحزب لن يعود مقبولاً، لأنه سيُعتبر في حال استمراره وكأنه موافقة ضمنية من جانب التيار «الأزرق» على ما يُقال ضد المملكة والدول الخليجية. ولهذا واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإن «تيار المستقبل» لن يقبل بالجلوس مع «حزب الله» على طاولة واحدة في أي شكل من أشكال الحوار، إذا لم يتعهد بوقف هجومه على المملكة والدول الخليجية، باعتبار أن استمراره في هذه الحملة ليس في مصلحة لبنان بأي شكل من الأشكال وسيقود إلى أمور تضر بالوحدة الوطنية وتثير مزيداً من الانقسامات بين اللبنانيين، إضافة إلى أن هذا الحوار بحد ذاته، لم يؤد إلى نتائجه المرجوة، خاصة وأن الممارسات التي حصلت في بعض مناطق بيروت، تطرح تساؤلات عديدة عن مدى جدية «حزب الله» في نزع فتائل التوتير التي تهدد السلم الأهلي في البلد، كذلك الأمر فإن أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية لم يحصل، وبالتالي فإن المؤشرات تؤكد أن لا إمكانية للاستمرار في هذا الحوار، إذا بقيت مواقف «حزب الله» على حالها ولم يحصل تغيير في أسلوب تعاطيه مع الأزمات الراهنة.

لكن في المقابل، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري يظهر حرصاً شديداً على بقاء قنوات التواصل بين «المستقبل» و«حزب الله»، لأنه يدرك تماماً سلبيات توقف الحوار بين الفريقين، بالنظر إلى نتائجه على الوضع الداخلي على مختلف الأصعدة، عدا عن أن الحوار الوطني الذي يستضيفه مقر الرئاسة الثانية، سيكون مهدداً إذا انقطع التواصل بين «المستقبل» و«حزب الله»، وهذا ما سيدفع الرئيس بري إلى الطلب من الرئيس الحريري عندما يلتقيه وكذلك الأمر من قيادة «حزب الله» الاستمرار في الحوار الثنائي حتى لو لم يحقق ما هو مطلوب منه، في ظل الظروف الإقليمية الضاغطة، لكن يبقى مجرد حصول الاجتماعات الثنائية، مؤشر إيجابي من شأنه أن يخفف حدة أي توتر قد يحصل في الشارع، سيما وأن الرئيس بري قلق كثيراً من خطورة انفلات الشارع، لأن ذلك لن يكون في مصلحة أي فريق، وتالياً فإنه من الضروري أن يبقى الحوار قائماً بين الطرفين، في إطار الحوارات المطلوبة بين القوى السياسية، لتحصين الجبهة الداخلية من تداعيات ما يحصل في الجوار.

وتكشف أوساط بارزة في «تيار المستقبل» لـ«اللواء»، أن هناك نقاشاً مستفيضاً بشأن جدوى استمرار الحوار مع «حزب الله» الذي لم يظهر التزاماً بما تعهد به خلال الجلسات السابقة، بدليل أنه ولمجرد انتقاد أمينه العام في أحد البرامج التلفزيونية، حصل ما حصل من احتجاجات وتظاهرات وقطع للطرقات، بما كاد أن يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه، وهذا بحد ذاته كافٍ للتأكيد على أن الحزب غير مستعد للالتزام بتعهداته تبعاً لمصلحته، لا بل أكثر من ذلك، فإن «تيار المستقبل» ليس في وارد أن يعطي الحزب صك براءة في حملته على المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، من خلال الموافقة على استمرار جلسات الحوار معه، خلافاً للمنطق ولأصول التعامل، ما يجعل الحزب أمام تحدي وضع مصلحة لبنان وشعبه أمام سائر المصالح الأخرى، سيما وأن الإساءة إلى دول تحتضن ما يقارب من ستمائة ألف لبناني، ستترك آثارها السلبية على مصالح هؤلاء وتزيد من حجم المخاطر الاقتصادية والمالية التي تتهدد البلد، في الوقت الذي يعاني لبنان من أزمات سياسية واقتصادية لا قدرة له على تحمل نتائجها، وهذا ما يفرض على «حزب الله» أن يعي هذه المخاطر ويعمل على القيام بكل ما يلزم لمواجهتها.