IMLebanon

درباس – ميقاتي

الوزير رشيد درباس، الصديق العزيز الذي أفتخر وأعتز بصداقته، ولا أكشف سراً إذا قلت إنني من المعجبين به منذ أكثر من 30 سنة…

في جلسات خاصة بيننا وبينه في منزل الصديق توفيق سلطان، كنت أصغي دائماً لحديثه الشيّق لأسباب عدّة، منها صدقه ونزاهته وثقافته الشاملة وحكمته وقدرته على التحمل بمَن في ذلك بعض الثقلاء الذين ربما كانوا في بعض المجالس.

هذه المقدمة ليست دفاعاً عن الرجل الذي لا مصالح بيني وبينه، بل أعتبر أنّ حصول النقيب درباس على ما يستحق تأخّر كثيراً، فأنا أعتبره وزيراً منذ زمن بعيد.

هذه الأفكار راودتني وأنا أقرأ الحديث الذي أدلى به حول المشاريع التي يحاول جاهداً الحصول على تمويل لها، وأخيراً الـ700 مليون دولار سيحاول أن ينفّذ بها ما يمكنه من مشاريع لطرابلس.

كذلك لا أبوح بسر إذا قلت إنّ الوزير درباس ليس غنياً بالمال ولكنه غني بالعِلم والمعرفة ورجاحة العقل. وفي وقت يبذل جهوداً جبارة في وزارة الشؤون الاجتماعية التي هي من أصعب الوزارات خصوصاً في هذه الأيام حيث ينوء كاهل لبنان تحت عبء مليون ونصف مليون نازح سوري وهو العاجز أصلاً عن حمل الـ300 ألف لاجئ فلسطيني.

وإنّي معجب بجهوده المتواصلة في مواجهة الحرمان في طرابلس… وبقدر هذا الإعجاب أستغرب موقف رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي من المرآب المنوي إقامته تحت ساحة التل في طرابلس.

كنت أتوقع من ميقاتي أن ينفذ هذا المشروع من جيبه الخاص… وربّـما كنا قدّرنا أنّ ظروفه ليست ملائمة الآن لإنفاق مثل هذا المبلغ في طرابلس، ولكن المفاجأة أنّ لا علاقة لميقاتي بالإسهام بتمويل هذا المشروع ولو بدولار واحد من جيبه… وليس هذا وحسب بل يذهب الى التجييش ضد المشروع.

وعلى ما أظن فإنّ ميقاتي، رئيس الحكومة السابق مرتين، هو ابن طرابلس، وقد أكرمه ربّ العالمين كثيراً، وأضعف الإيمان ألاّ يترك فقيراً واحداً في طرابلس. طبعاً لست أقارنه بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن لو أنفق فائدة فائدة الفائدة من أمواله لتمكن من ذلك.

وفي المناسبة فإنّ طرابلس من أجمل مدن حوض البحر الابيض المتوسط، ومواقف السيارات مشكلة لمعظم العواصم والمدن الكبرى في العالم، والمرائب تسهم بالتخفيف من هذه المشكلة، ويمكن استخدام الساحات الفسيحة لإنشاء المرائب تحتها… وأذكر هنا أنّ مجلس بلدية بيروت قرر إقامة مرآب يتسع لِـ2000 سيارة ما يجعل منطقة طريق الجديدة من أهم المناطق بعد أن يرفع عنها ضغط السيارات.

و»السوليدير» حققت مجموعات من المرائب ما خفف من اختناق المرور وأسهم في تسهيل حركة التنقل داخلها.

والأهم من هذا وذاك أنّ المرآب المقترح لطرابلس لن يكون على حساب ساحة التل الشهيرة، إنّـما سيكون تحت سقفها في أعماق الأرض.