IMLebanon

«الموقوفون الإسلاميّون» خارج غطاء المرجعيّات السّنية !!

بعد تنفيذ عناصر «النخبة» من القوة الضاربة في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي، بمؤازرة مغاوير الجيش اللبناني عملية امنية في سجن رومية فجر الاثنين نقلت خلالها عدداً من السجناء من المبنى «ب» الى المبنى «د»، وسط أعمال شغب منها افتعال الحرائق إحتجاجاً على الإجراءات الأمنية ، يبدو ان الوضع إستتب نوعاً ما داخل السجن الشهير، بعد معلومات حصدها الاجتماع الامني يوم الاحد تكونت على أثره لدى الاجهزة الامنية في طرابلس معلومات مؤكدة عن ارتباط إنتحارييّ جبل محسن بخلية في سجن رومية، لذا تقرر تنفيذ الخطة الامنية المذكورة وتوقيف عدد من المشتبه بهم، خصوصاً الذين وردت اتصالات بينهم وبين الانتحاريين الذن نفذا العملية مساء السبت، ما جعل سجن روميه يتحول الى غرفة عمليات تدار من قبل تنظيم «داعش».

الى ذلك، ترى مصادر سياسية متابعة للملفات الامنية بأن الارهاببين ارادوا من خلال تفجير جبل محسن توجيه رسائل عدة، ابرزها الى اهالي طرابلس والقوى العسكرية المولجة تنفيذ الخطة الامنية في عاصمة الشمال، وهدفها الثأر لقادة المحاور الذي ألقى الجيش القبض على البعض منهم ، وبالتالي عدم إلقائه القبض على منفذي تفجيريّ «التقوى والسلام»، اما الرسالة الثانية فكانت موجهة الى الجيش اللبناني الذي وبحسب الارهابيين، يقف ضد اهل السّنة في لبنان في حين ان اكثرية المنتسبين الى مؤسسته هم من الطائفة السّنية، وهذا بعيد كل البعد عن نهج المؤسسة العسكرية التي لا تعرف معنى الطائفية والمذهبية الى ابعد الحدود، في حين ان الرسالة الثالثة فكان تهدف الى التصويب على حوار «المستقبل – حزب الله» الذي يرونه ضد اهل السّنة او بمثابة إخضاع للطائفة من قبل حزب الله.

هذا وتشير المصادر المذكورة الى ان الوضع الامني عاد ليتدهور بشكل غير مسبوق منذ الاسبوعين الاخيرين في العام الماضي، اي قبل حوالى الشهر تحديداً، على أثر ورود معلومات الى الاجهزة الامنية بأن سيارتين مفخختين مجهزتين للتفجير ليلة رأس السنة، وبأن إتجاه السيارتين سيكون طرابلس، لهذا السبب شهدت المناطق المؤدية الى عاصمة الشمال حينها تفتيشاً دقيقاً، خصوصاً على حاجز الجيش اللبناني الموجود تحت جسر نهر ابراهيم، حيث كان متشدداً للغاية، كما ان المراقبة الشديدة منعت من يريد تفجير السيارتين من تنفيذ مهمته، خصوصاً ان الهدف منها كان توتير الوضع السياسي، لان الاجتماعات التي بدأت قبل يومين من عيد الميلاد بين تيار «المستقبل وحزب الله» برعاية الرئيس نبيه بري، جعلت المجتمع الاسلامي يرقد سياسياً وبصورة فعلية، اذ خفف الاحتقان واطمأن الجميع بعد جولتيّ الحوار، وشهدنا حينها وقف التصاريح الهجومية بين الطرفين، حتى من الرئيس فؤاد السنيورة المحسوب على خط الصقور فقد خفف من لهجته في آخر تصريح له.

وتابعت المصادر: «لا شك بأن هدوء الساحة الاسلامية فرض هدوءاً على الخط المقابل اي الساحة المسيحية، ولهذا السبب رأينا «القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر» ايضاً في مرحلة هدنة لم يسبق لها مثيل، مما يعني ان البلد اصبح منذ ما يقارب الشهر على خط التهدئة ، لذا قام هؤلاء بإعادة الحياة المظلمة الى لبنان من خلال إدخال عدد من السيارات المفخخة كانت الاجهزة الامنية لها بالمرصاد، إلا ان الارهابيين نجحوا للاسف مساء السبت في إراقة دماء اهالي جبل محسن.

ورأت بأن الركود السياسي الهادئ مطلوب اليوم وبشدة، ما جعل المسؤولين يرفعون الغطاء السياسي على الموقوفين الاسلاميين في سجن روميه، ومن اعلى المرجعيات اي من مفتي الجمهورية والرئيس سعد الحريري والوزيرين اشرف ريفي ونهاد المشنوق لان الكيل قد طفح، والمخطط كان يهدف الى إعادة طرابلس الى اتون النار من جديد، وبالتالي إمتداده الى باقي المناطق السّنية والشيعية ، مشيرة الى ان القرار إتخذ ولا تراجع عنه فلا عودة للنزاعات بين التيار والحزب مهما كانت النتائج.

وختمت المصادر السياسية بأنه كان على القوى الامنية ان تقوم بهذه الخطوة منذ سنوات، وتحديداً منذ ان بات سجن روميه يمثل قاعدة للإرهاب خصوصاً في المبنى «ب» الذائع الصيت، بسبب توّليه من قبل سجناء «فتح الاسلام» الذين قاوموا الجيش في نهر البارد، مروراً بمسلحي عبرا وطرابلس وتوابعهم، الى ما هنالك من سجناء اقل ما يمكن القول فيهم انهم تابعوا دورات قتالية عسكرية، فباتوا مكان الدولة في قلب السجن الشهير، وعبارة «الامر لي» تحتل المكان المطوّق بشتى انواع الارهاب والخروج عن القانون، واصفة اياهم بالنزلاء في الفندق الكبير، اذ تصلهم الاطباق الساخنة يومياً من المراجع المختصة، ويعطون الاوامر يميناً وشمالاً، فحولوا روميه الى إمارة لسجناء «فتح الاسلام» ومناصريهم في «الجهاد»، يمتلكون كل شيء من السكاكين والخناجر والحاسوب المحمول والهواتف الخلوية الذكية، إضافة الى إصدار الفتاوى على السجناء المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، املة استمرار الخطط الامنية ضد السجن المذكور للقضاء على ارهابييّه.