IMLebanon

الحوار لتعطيل جلسات الانتخاب

 

 

لا يعود الحديث عن الحوار إلا عندما ينتاب الثنائيّة قلقٌ من أمر ما، التحذير من فرض عقوبات على المعطّلين لانتخاب رئيس الجمهوريّة جعل من الحديث عن الحوار ضرورة للهروب من هذه التّهمة وإحالة دول العالم على خدعة الحوار، لقد جرّب اللبنانيّون مراراً هذه العادة المتذاكية، حزب الله يختبىء منذ العام 2005 في الحكومات اللبنانيّة المتعاقبة  إلى حين تنفيذ أجندته الإيرانيّة وحتّى ذلك الحين تعطيل كلّ شيء في لبنان هو المطلوب للقضاء بالنّفس الطويل على الدّولة وعلى إرادة الشّعب لإيصاله إلى الاستسلام للحظة يفرض فيها حزب الله دولة إيران في لبنان!

 

لا تريد الثنائية الحوار بقدر ما تريد استدراج الفرقاء اللبنانيّين إلى حوار حول نقطة واحدة إسم رئيس الجمهوريّة، والمراوغة والكذب والاستدراج سيّد الموقف، الجماعة لا تريد حواراً تريد تضييع الوقت  وتعطيل انعقاد أي جلسة نيابيّة لانتخاب رئيس للجمهوريّة تحت عنوان “الاتفاق في طاولة الحوار”، هذا التذاكي حفظه اللبنانيّون عن ظهر قلب، حتى في المواضيع الكبيرة عندما هربت “الثنائيّة” إلى الحوار ثم تهرّبت من كلّ نتائجه منذ حوار آذار العام 2006  وحتى اليوم، مجرّد مخادعة لم يملّوا من ممارستها مرّة تلو الأخرى وما يزالون، في الحديث الشريف الثابت في الصحيحين [البخاري ومسلم] ومن بعض طرقه: “لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين”، فكيف إذا كان ملدوغاً من هذا الجحر “عشر تنعشر مرّة”؟!

 

رئيس الجمهوريّة ينتخب في المجلس النيابي، والذهاب إلى حوار للاتفاق على اسم الرئيس ينسف الدستور اللبنانيّة كلّه وينسف اتفاق الطّائف وينسف الجمهوريّة من أساسها، ثمّ هل يملك حزب الله سلطة الحوار خارج الرغبة الإيرانيّة التي تمارس اللعبة السوريّة القديمة تحت عنوان اتفاق اللبنانيّين، حتّى خدعة “الاستراتيجيّة الدفاعيّة” لم تعد عنواناً تنطلي على اللبنانيّين لأنّهم جرّبوا هذا الحزب حتى أدركوا أنّه يستخفّ بعقولهم وليس أكثر!

 

كلّ ما يُراد تعطيله في لبنان تضاف إليه كلمة توافقي، لأنّه ثمّة استحالة في أن يتوافق الفرقاء اللبنانيّين على أمر، لا تجرّبوا “الثنائيّة” وأحابيلها مرّة جديدة، ومن المفيد التذكير أنّ هذا الحزب تنصّل وانقلب على كلّ تعهداته منذ طاولة الحوار العام 2006 وصولاً إلى إعلان بعبدا والاستراتيجيّة الدّفاعية، نوابه لم يتردّدوا بعيد انقلابهم على “إعلان بعبدا” في الإعلان “أنّهم كانوا مضطرين إلى إعلان قبولهم بالاستراتيجيّة الدفاعيّة في انتظار الوقت المناسب الذي تتغيّر فيه الظروف”!!

 

عندما جاءتنا فرنسا إيمانويل ماكرون في الآخر من حيث بدأنا من الأوّل من “الحوار” ومقرّه في “قصر الصنوبر” وأعادتنا إلى الوراء ما يقارب النّصف قرن، كان الهروب الفرنسي إلى الحوار فشل ذريع ، الحوار حول ماذا ومع من؟

 

لا شيء يُحبط اللبنانيين سوى إحساسهم بأن هناك من “يستغبيهم” أو يفترض فيهم أنهم أغبياء ويتمادى في التذاكي عليهم، سيناريو التعطيل هذا ليس بجديد لقد عشناه معكم مرّات عدّة وهذا الفراغ سيبقى مستمرّاً وستبقى الرئاسة معطّلة بحوار أو من دونه لأنكم تريدون ذلك!