IMLebanon

الحوار «الصعب» بين «المستقبل» و«حزب الله» حاجة للطرفين برؤيتين مختلفتين

يأتي الحوار الذي انطلق أمس، بين تيار «المستقبل» و»حزب الله» في ظروف بالغة الدقة يمر بها البلد تتطلب وعياً أكبر من جانب القيادات السياسية بخطورة المرحلة وضرورة توفير الأجواء المناسبة لنجاح هذا الحوار الصعب الذي لا يُرتجى الكثير منه، باعتبار أن المعطيات المتوافرة لا توحي بكثير تفاؤل بإمكانية أن يحقق نجاحاً كبيراً ويتمكن من تجاوز الكثير من العقبات التي تعترضه، وتالياً إحداث خرق لافت في البنود التي ستطرح على جدول الأعمال وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي الذي لا تزال الهوة عميقة بشأنه بين «حزب الله» و»المستقبل»، لأن الأول ما زال مصراً على دعم رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، فيما يؤكد الثاني أن المرحلة الحالية تتطلب رئيساً توافقياً لا يشكل استفزازاً لأحد.

ومن هنا لا ترى مصادر نيابية بارزة في تيار «المستقبل» كما تقول لـ»اللواء»، إنه من الحكمة الإغراق في التفاؤل وتوقع الكثير من هذا الحوار، لأن المواقف لا زالت على حالها من القضايا العالقة وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية، لكن في المقابل هناك رغبة من الطرفين بالتلاقي للتخفيف من حدة الاحتقان المذهبي والغليان الطائفي في البلد، في مواجهة محاولات الإرهابيين الدفع بلبنان إلى فتن داخلية من خلال سياسة الابتزاز التي يعتمدونها في قضية العسكريين المخطوفين، وهو أمر يدركه «المستقبل» و»حزب الله» جيداً ويعملان بجهد للتصدي له بكافة الإمكانات المتاحة، مؤكدة أن «التيار الأزرق» أقبل على الحوار بروح منفتحة ونية طيبة لإعادة التواصل مع الشريك الآخر من أجل مصلحة البلد وحماية السلم الأهلي، على أمل أن يكون لدى «حزب الله» الدافع نفسه لانتشال البلد من الأزمة الصعبة التي يمر بها وبما يساعد على تخطي الحواجز الموضوعة أمام استعادة المؤسسات دورها المعهود من خلال الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد الاعتبار لهذه المؤسسات ويأخذ على عاتقه إعادة قنوات التواصل بين جميع أعضاء المكونات السياسية ويحمي الوحدة الوطنية ويحصنها.

وأكدت المصادر أن الرئيس سعد الحريري الذي يعي تماماً خطورة ما يتعرض له لبنان وما ينتظره من تحديات، يحرص أشد الحرص على إنجاح الحوار مع «حزب الله» والخروج بنتائج إيجابية تساهم في نزع فتائل التفجير المذهبي الذي يتهدد لبنان من أقصاه إلى أقصاه بشر مستطير لا يمكن التكهن بتداعياته إذا بقيت الأمور على حالها دون معالجة في العمق، مشددة على أنه وعلى أهمية الخروج بنتائج تصب في مصلحة الاستقرار الداخلي وتهدئة الشارع، فإن استعجال أمر انتخاب الرئيس العتيد لا يقل أهمية عما سواه، كونه يشكل المدخل للخروج من هذا المأزق المستمر منذ ما يقارب الثمانية أشهر والذي يثير تساؤلات عن أسباب قبول أطراف داخلية ببقاء الفراغ الذي ينذر بمخاطر كبيرة على لبنان، وهذه مسؤولية «حزب الله» الذي يدعم النائب عون في إقناع الأخير باستحالة وصوله إلى الرئاسة الأولى، لأنه ليس مقبولاً في أن يكون رئيساً للجمهورية من جانب قسم كبير من اللبنانيين، في وقت أكد مرشح «14 آذار» رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع استعداده للانسحاب لمصلحة اسم ثالث يحظى بدعم القوى السياسية في «8 و14 آذار».

وكشفت المصادر أن وفد تيار «المستقبل» سيكون صريحاً أثناء الحوار مع وفد «حزب الله» بأنه لن يقبل بعون رئيساً للجمهورية إلا إذا أجمع عليه الأقطاب الموارنة، وإلا فإن المصلحة الوطنية تقتضي أن يتم البحث عن مرشح وفاقي يتولى قيادة السفينة ويعمل على ملء الفراغ الرئاسي في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، حيث أن المسؤولية تفرض على جميع القوى السياسية أن تتعامل مع الملف الرئاسي بأقصى درجات المسؤولية الوطنية، مشيرة إلى أنه وفي الوقت نفسه فإن هناك حاجة لدى الطرفين المتحاورين إلى توفير الدعم المطلوب للحكومة لتستمر في أداء مهمتها في حال طال أمد الشغور، لأن لا مصلحة لأي فريق بالتصويب على الحكومة أو عرقلة عملها وإقامة المتاريس داخلها، ما سيزيد من عمق الأزمة وتأثيراتها على مختلف المستويات.