IMLebanon

تعطيل الوساطة الأميركية يزيد في تعطيل المشكلة ولا يسرِّع عملية استخراج النفط

تعطيل الوساطة الأميركية يزيد في تعطيل المشكلة ولا يسرِّع عملية استخراج النفط

لبنان يترقّب نتائج تحرُّك الديبلوماسية الأميركية لحل مشكلة «البلوك 9» مع إسرائيل

 

 

«مساعي الدبلوماسية الأميركية لحل المشكلة القائمة بين لبنان وإسرائيل تتطلب وقتاً أكثر من المتوقع ولن تكون بين ليلة وضحاها كما يتوقع»

ينتظر لبنان نتائج المساعي والاتصالات التي تبذلها الديبلوماسية الأميركية مع إسرائيل، إن كان من خلال الزيارة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأميركي جيفري فيلتمان مؤخراً أو عبر الاتصالات غير المعلنة لإيجاد حل لمشكلة الخلاف حول «البلوك 9» الذي تحاول الدولة العبرية الاستيلاء على حصة منه على حساب حق لبنان فيه بالكامل وهو ما يرفضه المسؤولون اللبنانيون على اختلافهم ويتشبثون بهذا الحق، بالرغم من كل المناورات والمحاولات الإسرائيلية المتواصلة منذ سنوات عدّة للاستيلاء على هذا الحق تحت التهديد باستعمال القوة العسكرية لتعطيل أي محاولة يقوم بها لبنان لاستخراج النفط والغاز من هذه المساحة.

هناك من يعتبر ان الوساطة الأميركية لن تغيّر شيئاً بأطماع اسرائيل بهذه المنطقة باعتبار ان الولايات المتحدة تقف باستمرار إلى جانب إسرائيل وتدعمها وتدافع عنها، وبالتالي فإن كل هذه الوساطات لن تؤدي إلى نتائج إيجابية ولن تحقق شيئاً باستثناء تقطيع المزيد من الوقت وتأخير عملية المباشرة بالحفر والبدء باستخراج النفط، وفي المقابل فإن الجانب الإسرائيلي قطع شوطاً كبيراً باستخراج النفط والغاز وباشر بتسويقهما بالاسواق الإقليمية والعالمية لصالحه، في حين ينعكس التأخير سلباً على مصلحة لبنان واللبنانيين ويؤدي إلى مزيد من الانتظار والخسارة على هذا النحو.

الا ان التشاؤم الذي يبديه البعض من نتائج التحرّك الأميركي مسبقاً، يقابله البعض الآخر، من المسؤولين يتريث مشوب بالحذر والدعوة لانتظار ما ستفسر عنه الوساطة الأميركية بشكل نهائي، باعتبار ان هذه الوساطة ما تزال في بداياتها حالياً ولم تصل إلى حائط مسدود أو انعدام الأفق في التوصّل إلى تسوية مقبولة يرضى بها لبنان على كل مستوياته.

ويعتبر هؤلاء المسؤولون ان الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الوحيدة أو الطرف القادر حاليا على لعب دور الوساطة مع إسرائيل لحل هذه المشكلة التي تواجه لبنان حالياً بخصوص الخلاف حول «البلوك رقم 9»، وقد عبّر أكثر من مسؤول أميركي وآخرهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي زار لبنان الأسبوع الماضي عن أمله في التوصّل إلى حل لهذه المشكلة واستعداده للقيام بما يلزم لإنهائها، في حين باشر مساعده فيلتمان تحركه فوراً في كل الاتجاهات لتحقيق هذا الهدف من خلال طرح أفكار ووجهات نظر جديدة يمكن ان تشكّل اطاراً مقبولاً للحل من قبل لبنان والدولة العبرية على حدٍ سواء، بالرغم من تباعد مواقف الدولتين بخصوص هذه المشكلة المعقدة.

ويرى هؤلاء المسؤولون ان مساعي الدبلوماسية الأميركية لحل المشكلة القائمة بين لبنان وإسرائيل حول هذه المسألة تتطلب وقتاً أكثر من المتوقع ولن تكون بين ليلة وضحاها كما يتوقع أو يردّد البعض، ولا بدّ من إعطاء هذه الدبلوماسية المرنة ما تتطلبه من الوقت قبل الإعلان عن فشلها أو موتها، وليس امام لبنان الا انتظار اتجاهات التحرّك الدبلوماسي الأميركي وكيف ستكون خواتيمه، ليقرر ما هي طبيعة الخطوة التي سيتخذها مستقبلاً للمحافظة على حقوقه وتسريع عملية استخراج النفط والغاز من هذه المساحة المتنازع عليها، أكان ذلك من خلال الالحاح على استمرار الدبلوماسية الأميركية بمساعيها بوتيرة أسرع أو البحث عن وسيط بديل غير متوافر عنها؟

ويستبعد هؤلاء المسؤولون إغلاق لبنان الباب امام مساعي الدبلوماسية الأميركية نهائياً تجاوباً مع رغبات بعض المعترضين على هذا الدور من أكثر من جهة داخلية واقليمية معادية للاميركيين بالرغم من المآخذ عليها بالانحياز لإسرائيل في ملفات عديدة لها علاقة بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية كمسألة القدس مثلاً، لأن البديل حتى إذا كان اللجوء إلى الأمم المتحدة في نهاية المطاف مثلاً، لن يحقق النتائج الإيجابية التي يمكن ان تحل هذه المشكلة وتؤدي إلى مباشرة لبنان باستخراج ثروته النفطية من البحر، بل على عكس ذلك تماماً فإن مقاطعة الدور الأميركي لأي سبب كان في ظل موازين القوى القائمة حالياً في المنطقة سيعيق أي محاولة لاستخراج النفط والغاز ويطيل الأزمة إلى ما لا نهاية، وهو الأمر الذي يتحاشاه كل المسؤولين من دون استثناء ويحرصون على استمرار الوساطة الأميركية، في حين ان تأكيدات وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته الأخيرة على مساعدة لبنان والحرص على استقراره قد تكون مؤشراً مشجعاً على إمكانية تحقيق اختراق في هذه المشكلة المعقدة ولو طال الوقت أكثر مما هو متوقع.