IMLebanon

«DNA» نديم قطيش غير مطابق لتيار المستقبل!

 

يوماً ما، كان الإعلامي نديم قطيش أفضل صوت «شيعيّ حرّ» في تيار المستقبل. يُهاجم سياسة حزب الله وتدخله في سوريا، ويشوّه صورته في عيون خصومه. أسلوب النقد اللاذع الذي تميّز به صاحب فكرة «غزوة السرايا الحكومية» جعلت منه الرقم الأول إعلامياً عند تيار المستقبل، لا بل الصوت الوحيد الذي «يفش الخلق».

حتى بات برنامجه DNA، الذي خصّصه للسخرية من منطق حزب الله السياسي ومن أمينه العام السيد حسن نصرالله، علامة فارقة عند المستقبليين، بعد نجاحه في استقطاب نسبة عالية من المشاهدين. لكن، على ما يبدو أن «الغريب يظل غريباً عن البيت»، وخاصة حين يقرر ولو للحظة التفوّه بغير ما هو مطلوب منه. كان يكفي قطيش الذي نال إعجاب الرئيس سعد الحريري، أن يخرج ليعلن موقفاً «مؤيداً» للانقلاب الذي حاول تنفيذه بعض العسكر في تركيا، حتى يفرغ فيه المستقبليون كل غلّهم. فكيف لمن «صعد على ظهر تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري»، وصار «نجماً فوق أكتافهم» أن يجرؤ على إصدار موقف متعارض مع موقف الحريري المندد بالانقلاب والداعم للرئيس التركي رجب طيب إردوغان؟ منذ تلك اللحظة، لم يعد الـ DNA السياسي لقطيش مطابقاً لمواصفات تيار المستقبل.

على صفحات السوشال ميديا، بدأت الحرب، بعدما أبدى قطيش تأييده للانقلاب لأن «الرئيس إردوغان غير قادر على قيادة المجتمع التركي. آن الأوان للانتقال السلمي السياسي عبر استفتاء وحكومة وحدة وطنية لتجنيب تركيا خراب العناد». رأي استدعى هجوماً من قبل مستقبليين مناصرين وكوادر ذكّروا قطيش بأن «لحم كتافو من خير تيار المستقبل»، ليعود ويصفهم بـ«الأوباش». بحسب ما تم نشره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تبيّن أن «سوء التفاهم الكبير» اندلع بين قطيش ومنسق الإعلام في التيار عبد السلام موسى الذي هب مستقبليون كثر للدفاع عنه، واصفين إياه بأنه «الآدمي وابن المستقبل في الضراء قبل السراء»، وخصوصاً أن قطيش تخطى حدود اللياقة حين اعتبر أن لكل حزب «أوسكاره» (في إشارة إلى كلب النائب وليد جنبلاط). خرج المستقبليون عن طورهم، فمنحوا نديم صفة «الشيعي» و«الداعم للبوط العسكري». لكن قطيش الذي أكد أن «الشتائم لا تهز ذرة غبار عن حذائي»، أكد أن «في تيار المستقبل من يريده شيعياً ضد حزب الله فقط»، معتبراً أن من يريده كذلك «داعشي بكرافات». قليلون في تيار المستقبل حفظوا لقطيش «جميله». وأبرز المدافعين عنه كان مستشار الوزير نهاد المشنوق، محمد بركات. ما جرى هامشي في الحياة السياسية، بطبيعة الحال. لكنه يكشف مرة جديدة مدى الضيق الذي وصل إليه صدر المستقبل. فمن تصدّى لقطيش يشغل المنصب الإعلامي الأرفع في التيار الأزرق. لكن يبدو أنه فاته أن قطيش ربما يعبّر عن حقيقة ما يريده النظام السعودي الذي لم تتوقف وسائل إعلامه عن «التنقير» على إردوغان، منذ ما قبل اعتذاره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية. لم يلتفت موسى إلى ذلك. فالأمر بالنسبة إليه ربما لا يتخطى صراع الأجنحة داخل التيار. منسق الإعلام محسوب على الأمين العام للتيار أحمد الحريري. وهذا الجناح لا يرى في قطيش سوى «شيعيّ من أنصار نهاد المشنوق».