IMLebanon

… حتى لا يكون حوار المحاور!

بدأ الحوار بين تيّار المستقبل وحزب الله يؤتي بثماره على الساحة المحلية، فجاء التضامن في مواجهة الارهاب الذي ضرب جبل محسن خير دليل على فعالية تحصين الجبهة الداخلية.. ففُتح الملف الأمني، وتأمّن الغطاء السياسي لحل إمارة سجن رومية وإعادته الى كنف الدولة ورقابتها، وأقرت الخطة الأمنية في البقاع الشمالي، منتظرة ساعة الصفر، حيث ترفع التغطية عن المخلين والمتجاوزين والذين أنشأوا منطقة موصوفة بإدارتها الذاتية بعيداً عن سلطة القانون او حتى خطوط الأمن العريضة.

وقد أعطى هذا الحوار فسحة نور في ظل الغيوم السوداء المتلبدة في السماء اللبنانية، والقادمة من محيط مشتعل استوطنت الحروب أراضيه ولم تعد أرضه ترتوي إلا بدماء أبنائها، حيث توقفت العدادات عن إحصاء الشهداء!

إلا أن بيروت لا تزال تنتظر دورها في الخطة الأمنية، لترفع ظلم ذوي القربى ولو جزئياً! فتتحرر من العوائق والحواجز التي حوّلتها إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وترفع الأعلام عن شوارعها التي فرزت مناطقها وأحيائها إلى ما هو أشبه بالثكنات والكانتونات، وكأنها عدّة شعوب في بلد واحد، محكومة بالتعايش ولكن كل يغني على ليلاه!

إن عودة لغة الحوار والعقل من شأنها تنفيس الاحتقان ولو بأدنى الحدود، وإعادة الثقة الداخلية أولاً والدولية ثانياً باقتصاد الوطن الصغير فيستعيد بعض الاستثمارات الهاربة والفرص الضائعة، ويعيد الدماء إلى شرايين السياحة، فتستعيد الحياة وتستثمر نعم الطبيعة التي وهبها الله للبنان وامتهن أهله هدرها!

لقد بدأ الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» يؤتي ثماره، فهل يرافقه حوار «القوات» و«التيار الوطني الحر» ليوصل الملف الرئاسي إلى خواتيمه السعيدة، وربما بعدها تكون الطبقة السياسية أكثر جهوزية للعودة إلى طاولة حوار هادئ وبنّاء يعالج مختلف الهواجس ويقرّب وجهات النظر ولو فشل بإيجاد الحلول الجذرية في الوقت القريب، إلا أن دولة المؤسسات حينها ستكون بمأمن من المشاهد الأمنية المعدّة من هنا وهناك والجبهة الوطنية قادرة على التصدي للإرهاب المستشري، والذي لا يعرف ديناً ولا حدوداً، بما أن الوحدة الداخلية هي السبيل الوحيد للذود عن الوطن، مهما اختلفت الآراء والانتماءات، فهل نقلّد الغرب، ولو لمرة، كما ينبغي، فنتفق جميعاً صفاً واحداً، ألد أعداء السياسة جنباً إلى جنب لنرصّ الصف الداخلي في وجه كل معتد أثيم؟!