IMLebanon

لا تستخفّوا بغضب المؤمنين

 

تتجه الأنظار كلّها اليوم الى اسطنبول حيث تلتئم القمة الاسلامية بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي سيحضرها معظم الملوك والرؤساء العرب، إضافة الى حشد كبير من دول المجموعة الإسلامية وهم يمثلون في العالم ملياراً و500 مليون مسلم أي نحو ربع سكان المعمورة… وسيوجهون رسالة صريحة وواضحة، وليتداولوا في مجموعة الأفكار المعروضة على القمة ومنها الأبعد مدى مثل قطع العلاقات مع أميركا وإسرائيل، ومنها مقاطعة إقتصادية لأميركا وطبعاً لإسرائيل.

 

والسؤال الذي يطرح ذاته: هل تكون المقررات المرتقبة عن القمة كافية؟

وتتوافق القمة مع الموقف الأوروبي المميّز وهي أجمعت على رفض خطوة ترامب اعتبار القدس «عاصمة أبدية» لإسرائيل، وبالتالي فأضعف الإيمان أن يكون موقف الدول العربية والإسلامية أبعد مدىً بكثير من أوروبا التي ليست معنية بقضية القدس كما هم العرب والمسلمون عموماً معنيّون بها.

ويجب التنويه بتأكيد رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم: «لم نعترف أبداً بالقدس عاصمة لإسرائيل ولن نعترف بها اليوم حتى يتم الحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، واصفاً قرار ترامب بأنه ينتهك القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة، وأبرز ما قال: «لا توجد دولة واحدة في العالم تمتلك الضمير أيّدت القرار الأميركي».

ويتوقع أن يرفع محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، «لا» كبيرة لأي دعوة ولأي خطة سلام أميركية.

طبعاً ستكون مواقف الدول الأخرى في هذا السياق، وربما يذهب بعضها الى أبعد… كما يتوقع أن يكون الموقف اللبناني الذي يحمله الرئيس ميشال عون على قدر كبير من الأهمية.

والخطورة اليوم التي قد لا يعمل لها حساب في المؤتمرات وهي دفع مسلمين كثر الى التطرّف… في وقت كانت دول القمة في أكثريتها الساحقة تعمل على تثبيت الإعتدال.

في أي حال، من الأكيد أنّ القمة ستتجاوز أهميتها الساعات المحدودة التي تستغرقها، وستوحّد القدس بين أركانها مهما كانت بين بعضهم والبعض الآخر من خلافات أو قضايا عالقة أو اختلافات في وجهات النظر… فليس هناك من خلاف على «أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين».