IMLebanon

هل يخلط مؤتمر المنامة أوضاع المنطقة؟

 

يستعد لبنان لمرحلة ما بعد مؤتمر المنامة، وعلى خلفية ذلك سيكون هناك وضع داخلي مغاير لما كان قبله، بمعنى أخذ كل ما جاء في هذا المؤتمر بالحسبان.

 

وإن المعلومات تؤكد أن شيئاً ما سيظهر قريبًا على صعيد المنطقة ولبنان لن يكون بمنأى عن هذه التطورات والأحداث والمتغيرات في الإقليم لاسيما وأنه يعاني على عدة خطوط، فعلى الصعيد المحلي ثمة انقسامات سياسية لا تخفى على أحد والتصعيد السياسي ما زال قائماً يرتفع وينخفض منسوبه بحسب الطلب، إضافةً إلى وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح على أرضه وذلك له تأثيراته السلبية والديمغرافية في ما يحاك إن من خلال مؤتمر المنامة أو في عواصم القرار، وقد تبين للجميع أن إعادة النازحين السوريين ما زالت تحتاج إلى وقت وجهود كبيرة وليس هناك من أي توافق لحل هذه المعضلة، وفي المقابل إن وضع اللاجئين الفلسطينيين يشكل بدوره للبنان عاملاً إضافيًا على صعيد أزماته وظروفه الصعبة لاسيما من خلال شح أموال الأنروا وغياب التمويل اللازم للمخيمات الفلسطينية مما يبقيها عرضة للانفجار الاجتماعي، ناهيك عن الحديث المستمر عن التوطين وإن كان هذا الأمر موضع رفض لبناني وفلسطيني وهناك إجماع من كل المكونات السياسية اللبنانية على رفض التوطين ومواجهته ومجابهته بكل الوسائل الجاهزة من سائر الأفرقاء في لبنان، وهذا أمر توافقي لم يكن موجوداً في الماضي.

 

من هذا المنطلق، فإن الأوضاع ما زالت غامضة على صعيد الملفات الداخلية لأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما يجري في المنطقة وهناك مواكبة من المسؤولين اللبنانيين لما جرى في المنامة وكيف ستُترجم صفقة القرن، فهل هناك امر  جاهز وسيناريوهات قابلة للتنفيذ أو قطبة مخفية؟ فكل ذلك ستظهر معالمه في وقت قريب.

 

إنما هناك توافق رئاسي وسياسي على أن يبقى الموقف اللبناني موحداً ومتماسكاً في مواجهة كل الإغراءات السياسية والمالية لأن أي تباينات وخلافات وانقسامات حول هذا الملف ستزيد الأوضاع تعقيداً وتعيد البلد إلى مراحل خلافية حصلت بين اللبنانيين في بدايات الحرب الأهلية وبعدها. من هنا المخاوف من أن يدخل البعض على خط ما يجري من إعداد مخططات للمنطقة والسعي لزعزعة الوضع السياسي والأمني في لبنان ربطاً بهذه التطورات البالغة الدقة، إنما وفق مصادر سياسية مطلعة فإن الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كافة يمسكون بالوضع الأمني المستتب والمدعوم سياسياً، وهذا له منحى إيجابي لم يسبق أن كان متوفراً في محطات سابقة وصولاً إلى دعم المجتمع الدولي استقرار لبنان، وهذا بات مسألة ثابتة أمام هذا الوجود والأعداد الكبيرة للنازحين السوريين في لبنان، وبناء عليه فلا خوف على الأمن ولكن هناك حالة ترقب لما يمكن أن يحدث في الأسابيع المقبلة على ضوء ما صدر عن مؤتمر المنامة.

 

ويبقى أخيراً أن المرحلة القادمة ستكون صعبة على عدة مستويات داخلية وإقليمية ودولية، ولكن ما يطمئن أن اللقاءات التي حصلت بين الرؤساء وصولاً إلى التهدئة السياسية ووقف المساجلات بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر وكذلك بين الاشتراكي والمستقبل، إلى طمأنة حاكم مصرف لبنان بسلامة النقد الوطني، فكل ذلك من شأنه أن يمكّن وحدة الصف الداخلي والجبهة الداخلية في هذه الظروف الاستثنائية.