IMLebanon

لا تراهنوا على أميركا

 

 

التاريخ معلّم كبير، ومَن ليس له تاريخ وماضٍ ليس له مستقبل، نقول ذلك لأننا نتذكر أنّ أميركا كانت تعتبر شاه إيران أهم حليف لها في العالم، وكذلك كانت تعتبر أنّ إيران هي خط الدفاع الأول في وجه الكتلة الشرقية عموماً والاتحاد السوڤياتي خصوصاً، زوّدت الجيش الايراني بأحدث أنواع الاسلحة والبرية والبحرية والجوية، وأكثرها خطورة وأهمية، فأصبح الجيش الايراني في ذلك الحين الجيش الثالث في العالم… والشاه أقام احتفال اليوبيل الالفين للامبراطورية الفارسية دعا إليه جميع ملوك ورؤساء وحكام العالم.

 

وفجأة اخترعوا رجل دين فرّ من إيران، وكان يعيش في العراق، فجاءوا به الى فرنسا في «نوڤيل لو شاتو» قرب باريس، وخلال أشهر طار الشاه وطار نظامه وسقطت إحدى أعرق الامبراطوريات في التاريخ.

 

إنّ أحداً لا يعرف، اليوم، كيف دبّرت الولايات المتحدة الاميركية هذا المخطّط… والغريب العجيب أنّ الشاه أصيب بداء السرطان فرفضت الولايات المتحدة استقباله ولو مريضاً، ولولا الرئيس المصري أنور السادات الذي استقبله كـإمبراطور في السلطة… لما وجد الشاه موطئ قدم في أي بلدٍ من بلدان المعمورة، ومات في مصر كما هو معروف.

 

أميركا، اليوم، ألغت الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمه رئيسها السابق باراك أوباما ومجموعة الـ(٥+١)… وفرضت عقوبات بمعدلات متصاعدة.

 

رد الفعل الايراني كان إعلانها أنه إذا كان نفطها ممنوعاً تصديره عبر الخليج فلن تسمح بتصدير نفط أي دولة خليجية أخرى، ولم تكتفِ بذلك بل نفذت سلسلة عمليات تخريبية أو قرصنة، ذلك أنه في أيار الماضي، تعرضت خمس ناقلات نفط، من بينها ناقلتان سعوديتان وناقلة تحمل علم النرويج وأخرى تحمل علم الإمارات، لأعمال تخريبية في المياه الاقتصادية الإماراتية، وقد وجه مسؤولون أميركيون أصابع الاتهام الى إيران بوقوفها وراء الهجوم.

 

وفي تموز نفذت إيران قرصنة ضد باخرة بريطانية فأجبرتها على الرسو في مرافئها، وكذلك قرصنت قبل يومين باخرة «مجهولة الهوية».

 

وكان الرد الاميركي تهديدات عديدة، ولكن خلاصتها: إنّ إيران تستدرجنا الى الحرب ونحن لا نريد الحرب، وتلك كذبة كبرى.

 

قبل أيام عقد اجتماع بين قيادة البحرية الإماراتية وقيادة البحرية في طهران على قاعدة الموقف الاماراتي وهو إذا وقعت الحرب في المنطقة فنحن لا نريد أن نكون وقوداً فيها.

 

ونهنئ الامارات العربية المتحدة على هذا الموقف المهم، لذلك نتمنى الوقوف على الحياد في هذه المعركة الشرسة بين إيران وأميركا، لأنه لن يترتب عليها سوى تداعيات مؤلمة وموجعة.